يلقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم السبت خطاباً يُرجّح أن يركز فيه على ضرورة إقامة علاقة جديدة مع دول المغرب العربي. وقال مستشارو هولاند إن الغرض من الخطاب هو الحرص على الدعوة للتآلف مع ضحايا الاستعمار في تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا. وقد اختار الرئيس الفرنسي إلقاء هذا الخطاب أمام نصب تذكاري يحمل أسماء الفرنسيين الذين سقطوا خلال هذه الحروب ولاسيما في الجزائر والذي كان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قد دشنه عام 2003. لكن اعتزام هولاند إلقاء الخطاب أثار حفيظة قادة أحزاب اليمين، المعتدل منها والمتطرف. فقد وصف الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الخطاب المزمع إلقاؤه ب»مشروع لإشعال حروب مع الذكريات». أما مارين لوبين زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف فرأت في خطوة الرئيس الفرنسي الحالي «احتقارا لمئات المواطنين الفرنسيين الذين عاشوا ذكرى هذه الحروب الأليمة أو لا يزالون يعيشونها» في إشارة إلى «الأرجل البيضاء»، وهم الفرنسيون الذين عاشوا في الجزائر، و»الحركيين» وهم الجزائريون الذين تعاونوا مع فرنسا إبان الاستعمار. ووصفت أحزاب اليمين مسودة الخطاب ب»المناورة السياسية الهادفة لإرضاء اليسار والتقرب من الفرنسيين الذين يحملون الجنسية الجزائرية لأهداف انتخابية». جدير بالذكر أن الجنرال الفرنسي شارل ديغول كان قد قال: «من يدري، فقد تكون الحرب (بين فرنساوالجزائر) عاملا يساعد الشعبين على أن يعرفا أحدهما الآخر بشكل أفضل وعلى أن يسيرا معا في إطار علاقة تقوم على الأخوة». ويخلص المقربون من الرئيس الفرنسي إلى القول إن اليمين المتطرف واليمين التقليدي الفرنسي هما اللذان يريدان إذكاء «نار الذكريات» لأغراض انتخابية، وذلك حتى يرضيا المتعصبين الذين لايزالون يحنون إلى حقبة الاستعمار الفرنسي.