أن يكون القرض الذي يقدمه الصندوق يكفي لبناء المسكن فذلك هو الهدف الرئيس الذي انشئ من اجله الصندوق، ولكن الذي نشاهده على ارض الواقع هو ان الكثير ممن يقترضون من الصندوق يدركون حال بدء التنفيذ ان القرض لا يفي بالمتطلبات الأساسية للبناء وان الحل هو المزيد من الاقتراض و ان المداواة تكون بالداء. أما من يرفض المعالجة بالداء فانه يدخل في غيبوبة قد تستمر أكثر من عشر سنين حتى يكتمل البناء ويفيق على البلاطه في المدخل او في الصالة. وفي نظري ان المشكلة هي المعالجة الفردية للسكن مما ينتج على ذلك مشاكل جمة في البناء تصميما وتخطيطا وتنفيذا، وما ينتج عن ذلك حاجة الافراد الى مئات الآلاف من العمالة والورش حتى تنتقل من بيت الى بيت ومن مسكن الى مسكن تستهلك البنية التحتية للمدن والقرى والهجر. وينتج عن ذلك ايضاً الانشغال عن بقية انشطة الحياة والانكباب التام لجميع افراد المجتمع في هذ المجال، والذي يمكن ان يجعل من الجميع خبراء في البناء و خصائص المواد، ولقد سمعت من البعض عن معرفته في دقائق المواد التخصصية للبناء من مواد عازلة وهل البلوسترين أفضل أم الصوف الصخري وانواع الدهانات ودقائق صناعة البناء بدل ان يكون خبيرا في تخصصه ومجال عمله. واصبح القرض الذي اعطي له من الصندوق بمثابة عربون للخروج من عالم تخصصه الذي كان يتقنه الى عالم البناء الذي يتخبط فيه ويعيش تجربة او تجربتن فيه. في نظري ان القروض التي تقدم من الصندوق ربما يكون كافيا اذا تم جمع القروض في بوتقة واحدة و تتسلمها شركات متخصصة في البناء لديها عمالة متفرغة ويكون البناء في نظم هندسية متقدمة وبطرق حديثة ليست كتلك الطرق التقليدية. وربما كان لدعم لتلك النظم اثر بالغ في تقليل العمالة التي تجوب شوارعنا و تستخدم (البخاخات الحمراء) للتعريف بنفسها (عمال قرميد، مليص الخ) في منظر يفتقد الى مهنية. وايضا تكون الحل الامثل من إراحة الجميع في ان يكونوا خبراء في البناء والتصميم والتخطيط. و يكون الصندوق في النهاية مصدر راحة في انشاء بيت العمر بدل ان يتبدد العمر في تجرع كأس الديون التي يريد معالجة الامور فيها فتكون هي الداء.