لا يخفى عليكم ولا على الجميع أهمية الرسالة التي تؤديها المعلمة في مجال التعليم و التربية. كما لا يخفى عليكم أيضا مقدار المعاناة التي تعانيها المعلمة هده الأيام سواء كانت في المواصلات أو في التعليم نفسه حيث إنها ليست معلمة فقط فهي مربية و مرشدة كذلك. لكن في الآونة الأخيرة بدأت المعلمة تتلقى الصفعة تلو الصفعة. فما أن تفيق المعلمة من ضربة قرار الندب الإجباري حتى تفاجأ بضربة خطافية أخرى تجعلها في حالة ذهول وتكذيب لقرارات مثل خفض إجازة الأمومة إلى أربعين يوما وكأن أبناء هذا الزمن يبلغون الحلم في أربعين يوما. فيتبادر للمعلمة تساؤلات كثيرة عن سبب القسوة في حقها كمعلمة وكأم. فلماذا تستخدم المبالغة و التشديد في إصدار العقوبات و الإجراءات القاسية بحق المعلمات في معظم التعاميم و لا نجد هذه الحماسة في تكريم المعلمات وإعطائهن أبسط حقوقهن. و تتبادر في ذهني عدة تساؤلات: أين إعطاء المعلمة حقها باحتساب سنوات الخدمة عندما كانت على بند 105؟ أين إعطاء المعلمة حقها بتعيينها على المستوى المستحق؟ أين إعطاء المعلمة حقها بالحصول على تأمين طبي؟ أين إعطاء المعلمة أبسط حق للإنسانية و هو حق الاختيار إما القبول أو الرفض في موضوع الندب؟ وما إن صدرت مكرمة خادم الحرمين برفع الرواتب وإعطاء الموظفين على المرتبة الخامسة أو ما يعادلها (كما نص عليه القرار) راتب شهر إضافي، حتى تنفس المعلمات الصعداء وفرحن بأن هناك أخيرا ما سيعوض صبرهن على المستوى الثاني دون تحسين سنوات طويلة خيرا ، ولكن تأبى وزارة التربية والتعليم أن تترك القرار يمر دون أن يكون لها بصمة فيه وكعادتها فهذه البصمة ما هي إلا صفعة أخرى بوجه المعلمة التي في المستوى الأول والثاني.حتى يصرح مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالوزارة بأن المستحقين فقط هم الموظفون على المرتبة الخامسة فما دون أو من يماثلهم. كأن كلمة (أو من يماثلهم) تحتاج إلى قاموس وشروح ليأتي ويفسرها بأنها تعني من يماثلهم على بند الأجور من موظفي الوزارة فقط. وأنا بدوري أقول لسعادة المدير العام: عندما صدر القرار صدر مراعاة لذوي الرواتب المتدنية من المرتبة الخامسة أو من يماثلهم (المماثلة هنا بالراتب) وذكرت بالقرار دون استثناء للمعلمين والمعلمات. واسأل سعادة المدير العام أين هم من تفسيرات القرار الخاص بخفض الإجازة الاضطرارية ولماذا طبق القرار بحذافيره على الجميع دون استثناء. أخيرا وليس آخرا ما هكذا يكون التعامل مع مربيات الأجيال حرصا على راحة وسعادة جميع أفراد المجتمع فإصدار مثل هذه القرارات يحتاج لدراسة أكبر و أوسع واشكر لكم رحابة صدركم.