نظمت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أمس، اللقاء العلمي الثالث عشر، لمناقشة مشروع بحثي بعنوان (إنشاء قاعدة معلومات خاصة بالمواد الكيميائية السامة والخطرة المستخدمة في المملكة)، يعد الأول من نوعه على المستوى المحلي للمملكة، وذلك بمقر المدينة بالرياض. وألقى في البداية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم العبدالعالي المشرف على الإدارة العامة لبرامج المنح البحثية في المدينة، كلمة رحب فيها بالمشاركين في تنفيذ هذا المشروع البحثي المتميز، وبالحضور الذين يمثلون الجهات الحكومية ذات العلاقة، والقطاعات الصناعية، والتعليمية، والتجارية في المملكة. ثم ألقى العقيد عبدالله حمد الغشام مدير إدارة تحليل المخاطر في إدارة الدفاع المدني، أحد الباحثين المشاركين في المشروع، ورقة عمل بعنوان «تدابير الدفاع المدني لمواجهة الكوارث الكيميائية»، استعرض فيها الهيكل المؤسسي لإدارة الكارثة في المملكة العربية السعودية، والمخاطر الكيميائية المحتملة، وآلية وتنظيم إدارة (الكوارث) المخاطر الكيميائية. وأوضح العقيد عبدالله الغشام أن المخاطر الكيميائية المحتملة تتمحور في المخاطر الصناعية (حريق - تسرب- تلوث- انفجار)، ومخاطر حوادث نقل المواد الكيميائية، والاستغلال السيئ لإحدى المواد الكيميائية، مستعرضاً الأدوار التي يقوم بها الدفاع المدني في مثل هذه الحالات من خلال الخطط الاستراتيجية التي تتطلب متابعة الحدث قبل وأثناء وبعد وقوعه. وطالب العقيد الغشام، ببناء قدرات مؤسسية وتنظيمية قادرة على انجاح التعامل مع الكوارث التي قد تحدث، مشيراً إلى أن بناء القدرات البشرية المسؤولة عن إدارة الكوارث يعتبر أمراً مهماً وملحّاً. كما طالب بإنشاء فرق تدخل خاصة في حوادث المواد الكيميائية لتكون ضمانة للاستغلال الأمثل للموارد وتحقيق الاستجابه الفاعلة للكوارث، واستغلال نظام الحاويات المتحرك متعدد الاستخدام لتجهيز فرق التدخل الذي يعتبر من الحلول العملية لتجهيز الفرق. بعدها قدم الدكتور محمد شفيق الكناني من معهد بحوث البترول والصناعات الكيميائية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، رئيس الفريق العلمي الذي نفذ المشروع، ورقة عمل تحدث فيها عن قاعدة المعلومات الخاصة بالمواد الكيميائية السامة، وكيفية تنفيذ المشروع. وشارك في تنفيذ المشروع كل من الدكتور رشيد بن عبدالعزيز الكحيمي من مستشفى القوات المسلحة بالرياض والخرج، والعقيد عبدالله بن حمد الغشام من الإدارة العامة للدفاع المدني، والدكتور عبد المطلب السح من مستشفى الحمادي، وتمام عبد الله اللجمي من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. واستعرض الدكتور محمد شفيق الكناني، خلال اللقاء حوادث المواد الكيميائية، ثم قدم عرضاً لمشروع البحث الرئيسي وهو: (إنشاء قاعدة معلومات خاصة بالمواد الكيميائية السامة والخطرة المستخدمة في المملكة)، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن كيفية استخدام قاعدة المعلومات. وأشار الدكتور الكناني إلى أن المشروع مر بست مراحل بدأت أولها بحصر جميع القطاعات والمنشآت والمواد الكيميائية فيها، ثم مرحلة إعداد المعلومات والبيانات الخاصة بكل مادة كيميائية وفقاً لاسم المادة، وهويتها وتسميتها العلمية، واستخداماتها، ومخاطرها المحتملة، وطرق التعامل معها، تلتها مرحلة تصميم وإعداد برنامج قاعدة المعلومات على مراحل بحيث تتضمن مرحلة النماذج، والبرمجة، والتركيب، والاختيار. وأضاف، بعد ذلك بدأت مرحلة إعداد قوائم بجميع المناطق والمدن والمحافظات والمراكز الإدارية في المملكة التي تتواجد فيها المواد الكيميائية السامة والخطرة، ثم مرحلة إدخال أسماء المنشآت والمعلومات والبيانات الخاصة بالمواد الكيميائية في برنامج القاعدة والتي بلغ عدد صفحاتها أكثر من 17 ألف صفحة، وطباعتها وتدقيقها، وأختتمت هذه المراحل بإعداد نسختين من القاعدة إحداهما للاستخدام العام، والأخرى للاستخدام الأمني والطوارئ. وأفاد الدكتور محمد الكناني، أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة العربية السعودية، من حيث أهميته، وإمكانية الاستفادة من قاعدة المعلومات الخاصة بالمواد الكيميائية السامة والخطرة في كل من الجهات الأمنية، والقطاعات الصناعية، والتعليمية، والتجارية، والصحية، ومراكز الأبحاث والمختبرات وبعض الوزارات وغيرها. ثم قدم الدكتور الكناني، نبذة عن كيفية إعداد قاعدة المعلومات التي تعرض المواد الكيميائية الخطرة، باللغة العربية خاصة بالمواد الكيميائية السامة والخطرة المستخدمة في القطاعات الحكومية، والتجارية، والزراعية، والصحية، والتعليمية في جميع مدن ومناطق المملكة العربية السعودية. بعدها بدأت حلقة النقاش العلمية، حول مشروع البحث، شارك فيها المختصون من الجامعات، والقطاعات الحكومية، والقطاع الخاص.