يغادر غداً الجمعة الفريق الفني السعودي التفاوضي إلى هونغ كونغ للمشاركة للمرة الأولى في المؤتمر الوزاري السادس الذي تنظمه منظمة التجارة العالمية من 13 إلى 18 ديسمبر الجاري، وذلك كعضو كامل العضوية بعد أن وافق المجلس العام للمنظمة على قرار لجنة العضوية التابعة للمنظمة بأن السعودية حققت كل شروط العضوية. ومن المقرر أن يشهد الاجتماع الوزاري مناقشة العديد من القضايا التي تهم الدول المتقدمة والنامية، والتي ربما تتحفظ على بعض الدعم والمعونات لبعض القطاعات، إلا أن وزير التجارة والصناعة نفى نهاية شهر نوفمبر الماضي أن يكون للسعودية أي تدخل في الخلافات التي يشهدها الاجتماع الوزاري للمنظمة. وسيعمل الوفد السعودي الذي سيرأسه وزير التجارة والصناعة على إتمام إجراءات الانضمام النهائية في هذا الاجتماع، وبذلك يصبح عدد أعضاء المنظمة العالمية 149 دولة. ويعتبر المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الاجتماع الأساسي لاتخاذ القرارات المتعلقة بآليات عملها، ويقام مرة كل سنتين على الأقل، كما يتم خلاله تحديد الاتجاه السياسي للمنظمة. وبعد فشل المؤتمر السابق في كانكون في المكسيك عام 2003، يعد المؤتمر السادس الذي يقام هذا العام بمثابة نقطة الارتكاز الأساسية في المفاوضات المستمرة منذ أربعة أعوام في نطاق برنامج الدوحة للتنمية. فيجب اتخاذ قرارات لإتمام برنامج الدوحة للتنمية الذي بدأ في عام 2001 وينتظر الأعضاء أن يصل هذا البرنامج إلى نهايته بحلول نهاية عام 2006. ويحتوي برنامج الدوحة للتنمية على مجموعة من المواضيع الأساسية مختصة بالمنتجات الزراعية والتجارة في الخدمات والوصول إلى السوق للمنتجات غير الزراعية والتجارة في حقوق الملكية الفكرية، لكن النقاط التي أثارت الجدل وأدت إلى فشل المؤتمر السابق كانت تتعلق بالمنتجات الزراعية وخاصة القطن. ويأتي نيل المملكة عضوية منظمة التجارة العالمية بعد الزيارة التاريخية الناجحة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الخامس والعشرين من نيسان/أبريل الماضي للولايات المتحدةالأمريكية، والتي حققت إنجازات اقتصادية متينة وقوية للمملكة أبرزها حسم الانضمام السعودي إلى منظمة التجارة العالمية بعد 12 عاماً من المفاوضات الصعبة، حيث وقعت السعودية والولاياتالمتحدة اتفاقاً ثنائياً مهد الطريق أمام انضمام المملكة الى منظمة التجارة العالمية. وأسفرت محادثات خادم الحرمين الشريفين مع المسؤولين الأمريكيين عن نتائج ايجابية بشأن هذه المسألة التي طالما مثلت أهمية كبيرة بالنسبة للمملكة، فقد رحبت الولاياتالمتحدة بالجهود التي تبذلها المملكة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية قبل نهاية العام الحالي، وذلك في بيان مشترك صدر عقب القمة بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي جورج بوش، التي عُقدت في مزرعة الرئيس بوش في تكساس. ويؤكد أعضاء الفريق الفني التفاوضي، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، كان لها الأثر الكبير في دعم هذه المفاوضات إلى الأمام، لافتين إلى أن الزيارة حققت نتائج ايجابية، حيث وقعت بعدها المملكة اتفاقاً ثنائياً مع الولاياتالمتحدة، أزال العقبة الأخيرة أمام انضمام العملاق النفطي الخليجي إلى منظمة التجارة العالمية، أعقبها موافقة المجلس العام للمنظمة على قرار لجنة العضوية التابعة للمنظمة بأن السعودية حققت كل شروط العضوية. وحققت المملكة تقدما سريعا ومستمرا ومهما في المفاوضات خلال السنوات الماضية، أجرت خلاله تعديلات أساسية وجوهرية على أنظمة التجارة المعمول بها تطبيقاً لقواعد المنظمة. والسعودية كانت تقدمت بطلب العضوية في الاتفاقية العامة للتجارة والتعرفة الجمركية (غات) سنة 1993. وتحول إثر ذلك إلى طلب عضوية إلى منظمة التجارة العالمية عام 1995. ويتوقع اقتصاديون، أن يفتح انضمام السعودية لعضوية المنظمة اقتصادها الذي ظل يتمتع بالحماية لفترة طويلة أمام العالم الخارجي، وأن تؤدي عضوية السعودية في المنظمة إلى «انعكاسات ايجابية على اقتصادها والذي يُعد الأكبر في المنطقة».