في بيان له امام المجلس الوطني (البرلمان) السوداني قال وزير الخارجية الدكتور لام أكول ان الفترة المقبلة ستشهد جهوداً للوصول الى فهم مشترك مع الولاياتالمتحدةالامريكية حول معالجة القضايا المتصلة بالتطورات الداخلية في السودان، وقال ان بلاده تسعى للحفاظ على علاقات ممتازة مع دول الجوار دون استثناء تقوم على اساس حسن الجوار واحترام خيارات الشعوب وتحقيق المصلحة المشتركة، مؤكداً السعي لعودة العلاقات مع اريتيريا الى طبيعتها بناءً على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واشار الوزير السوداني الى ان وجود جيش الرب اليوغندي بجنوب السودان يلقي بظلال سالبة على العلاقة مع يوغندا، لكنه قال ان الدولة عقدت العزم لانهاء تواجده في السودان. وبشأن العلاقة بتشاد اوضح الوزير ان لقاءه اخيراً بوزير الخارجية التشادي ستتمخض عنه نتائج قريباً، لكنه رأى انه ما لم تحل مشكلة دارفور ستكون هناك ظلال، مشيراً الى ان تشاد تعاني مشاكل داخلية ربطتها بمشكلة دارفور.. وقال لام اكول ان العلاقات مع الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية من الاوليات القصوى لحكومة الوحدة الوطنية، مبيناً ان الفترة القادمة ستشهد جهوداً مع الحكومة الامريكية للوصول الى فهم مشترك حول الكيفية المثلى لمعالجة نقاط الاهتمام الامريكي المتصلة بالتطورات الداخلية في البلاد والاستقرار الاقليمي ومكافحة الارهاب وذكر ان الاسابيع المقبلة ستشهد استعادة حقوق السودان المجمدة في اتفاقيتي لومي - كوتونو، واستئناف العون التنموي، والعمل على الغاء الديون، مؤكداً مضاعفة الاتصالات بالمؤسسات المالية الدولية لمعالجة ديون السودان البالغة (26) مليار دولار، فضلاً عن بلورة موقف رسمي ايجابي تجاه مصادقة السودان على الاتفاقيات الدولية في مجال حقوق الإنسان لكن الوزير ذكر ان الدول المانحة تربط الايفاء بالتزاماتها بحل مشكلة دارفور. واكد وزير الخارجية السوداني سعى الحكومة للتعاون مع بعثة الاممالمتحدة في السودان والمجتمع الدولي لانفاذ اتفاقية السلام، مؤكداً تفعيل الآلية الوطنية للتعامل مع البعثة، مبيناً ان الاتفاقية التي تحكم العلاقة بين الحكومة والبعثة شارفت على الانتهاء، وبشأن قرارات مجلس الامن قال الوزير سنبذل اقصى ما نستطيع للتعاون مع مجلس الامن في تنفيذ قراراته التي تستهدف السودان خاصة القرارين (1590) و(1591) بالصورة التي لا تضر بسيادة البلاد.. وفي رده على مداخلات النواب رأى الوزير ان هناك تغيراً في تعامل واشنطن بشأن العقوبات المفروضة على السودان، مشيراً الى استثناءات ومقترحات للكونجرس لتغيير مواقفه، وقال ان امريكا تريد ان تستوثق من وجود تغيير في السياسات بالسودان في اعقاب اتفاق السلام، وشدد الوزير على ضرورة ان تثبت حكومة الوحدة الوطنية انها تعمل كفريق وتنفذ الاتفاقية بجدية، واكد اهتمام وزارته بالسودانيين المهاجرين. من جهة أخرى وفي اطار مفاوضات أبوجا بين وفدي الحكومة والحركات المسلحة بدارفور قال الناطق الرسمي باسم الاتحاد الافريقي نور الدين المازني في تصريحات صحافية في الخرطوم ان الوسطاء من المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي استطاعوا بعد مشاورات مكثفة وجهود مضنية من تذويب المواقف المتصلبة ودفع الفرقاء (الحكومة وحاملي السلاح) الى الدخول في جلسة رسمية ليصل امس الاول للاستماع الى ردود الحكومة حول المقترحات التي تقدمت بها الحركات المسلحة في المفاوضات بشأن اقليم دارفور وتقاسم السلطة والثروة ومستويات الحكم الفيدرالي وادارة العاصمة القومية والحدود الجغرافية لدارفور، بجانب البند الرابع توطئة للخروج برؤية تفاوضية جديدة تحصر كل القضايا في محاور السلطة والثروة والترتيبات الامنية لتشكيل فرق عمل في شكل لجان لمعالجة المواقف. وقال المازني ان الدكتور سالم احمد سالم والوسطاء استمعوا امس الاول في الاجتماع لمرافقات الحكومة حول المقترحات التي تقدمت بها الحركات المسلحة وشاركوا في النقاش بعد تجاوز مرحلة تقريب وجهات النظر، وشرعوا في تشكيل فرق عمل جديدة في شكل لجان لمناقشة نقاط الخلاف.. وقال المازني ان سالم احمد سالم كبير المفاوضين طالب الفرقاء بالكف عن التصريحات السالبة حتى لا تنعكس على اجواء المفاوضات، ودعا الفرقاء الى التحلي بالصبر وضبط النفس لتجاوز المراحل التفاوضية عبر المنهج الجديد للطرفين وابداء ملاحظاتهما حوله.