يوجد اهتمام دولي متزايد بالبحوث العلمية إلا أنه لم يواكبه اهتمام مماثل في المملكة العربية السعودية مع العلم أنه يوجد هناك قليل من النماذج والجهود وهي مراكز البحوث في بعض الجامعات والمعاهد مثل معهد الإدارة العامة إلا أن تلك الجهود لم تُحدث - حتى الآن - تواجداً حقيقياً أو توافراً فعلياً على المستوى الوطني سواء من الناحية الكيفية أو الكمية. فالملاحظ أن الجوائز حتى التي تصدر من السعودية (مثل جائزة الملك فيصل العالمية) يحصل عليها غير السعوديين والسبب ليس في الباحثين أنفسهم بل في مراكز الأبحاث التي تدعم وتساعد هؤلاء الباحثين. والمشكلة ترجع لعدة أسباب: عدم توفر ميزانية خاصة بالبحث العلمي: ففي الغرب تلزم الشركات بدعم البحث العلمي بجزء من أرباحها. أما هنا فما نضعه من ميزانيات لمراكز الأبحاث فهي قليلة وتذهب لأجور الموظفين الإداريين والمباني وغيرها ويبقى البحث وهو الجوهر بدون ميزانية. عدم توفر الامكانات المادية للباحث: قد يتوقف الباحث عن إكمال بحثه بسبب عدم قدرته المالية والوقتية حيث يرفض عمله إعطاءه إجازة للقيام ببحث علمي معين. عدم وجود حوافز للعاملين في مجال البحث العلمي. عدم الاهتمام بنتائج البحث العلمي. قلة الوعي الثقافي للمجتمع بأهمية الأبحاث. عدم توفر المعلومات من المنظمات والمؤسسات وحتى الأفراد بحجة السرية والخصوصية والأمنية. عدم تسليط الأضواء في مجال الإعلام على أبرز الباحثين وإنتاجهم العلمي. وخلاصة القول إنه لكي نلحق بركب الدول المتقدمة في مجال البحوث العلمية فإنه يجب أن نسعى لإيجاد مراكز للبحوث العلمية وكذلك يجب دعم الجهود الوطنية المبذولة لإنماء البحوث وتطويرها. وكذلك دعم الباحثين مادياً ومعنوياً ومنحهم الجوائز التقديرية بشكل دوري. ٭ مؤلف كتاب (مناهج البحث العلمي وأصوله)