بدأ محققون تابعون للامم المتحدة امس الاثنين في فيينا استجواب مسؤولين سوريين كبار حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، حسبما افاد مصدر دبلوماسي في العاصمة النمساوية.وقال هذا المصدر طالبا عدم كشف هويته «ان الاستجواب بدأ في (مقر) الاممالمتحدة»، رافضا الادلاء باي تعليق حول عدد وهوية السوريين المستجوبين.وكان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم الغمبري اكد الخميس في نيويورك ان خمسة مسؤوليين سوريين كبار سيستجوبون اعتبارا من الاثنين الى الاربعاء من قبل محققين تابعين للامم المتحدة في فيينا. واوضح مصدر دبلوماسي اخر رفض كشف اسمه «ان جلسات الاستجواب لا يترأسها ديتليف ميليس» رئيس لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول اغتيال رفيق الحريري.وكان ديتلف ميليس اعلن اواخر الشهر الماضي انه لن يشارك شخصيا في استجواب المسؤولين السوريين الخمسة المقرر في فيينا.كما ان هوية ومنصب الشهود السوريين لم تكشفهما لا سوريا ولا الاممالمتحدة. وكان مصدر مقرب من الملف اكد الجمعة في دمشق ان آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية وصهر الرئيس بشار الاسد ليس في عداد السوريين الذين سيستجوبهم المحققون. وكان ميليس قد رفع الى مجلس الامن في 20 تشرين الاول/اكتوبر تقريرا مرحليا اشار فيه الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين كبار في اغتيال الحريري. وبناء على هذا التقرير اصدر مجلس الامن القرار 1636 الذي دعا سوريا الى تعاون غير مشروط مع التحقيق الدولي ملمحا الى عقوبات.ومن المقرر ان يرفع ميليس تقريره النهائي في 15 كانون الاول/ديسمبر لكن من المحتمل ان تمدد مهمة لجنته الى ما بعد ذلك التاريخ كما قال الغمبري الاسبوع الماضي. من جهة أخرى قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تبث لاحقاً عبر محطة «فرانس 3» الفرنسية ان لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري يجب ان «تصحح الاخطاء» التي ارتكبتها. واوضح الرئيس السوري في المقابلة التي اجريت معه من دمشق «ننتظر اولا ان يكون هذا التحقيق مهنيا وان تصحح اللجنة الاخطاء التي ارتكبتها سابقا للتوصل الى تقرير عادل وموضوعي يقول الحقيقة حول الجريمة التي اودت بحياة الرئيس الحريري». وقال الرئيس السوري في المقابلة «ادلى شهود بشهادات خاطئة. اخيرا اعترف شاهد سوري انه ارغم على الادلاء بشهادة تخدم وجهة نظر واحدة في هذا التحقيق. هذا يدفعنا الى القلق». والاسبوع الماضي عرضت دمشق على التلفزيون شاهدا سوريا هو هسام طاهر هسام قال انه اجبر مرغما على الادلاء بشهادة امام لجنة التحقيق الدولية. ومضى الاسد يقول «لا يتوافر اي دليل يثبت ضلوع سوريا (في اغتيال الحريري). لا يتوافر دليل جنائي وليس من مصلحة سوريا ارتكاب فعل كهذا. من جهتنا فان الحقيقة ستبرئ سوريا كليا لا شك لدينا».وردا على سؤال حول موقف فرنسا قال الرئيس السوري «انا لا افهم لماذا تلقي (باريس) بكل ثقلها« في التحقيقات التي يجريها ميليس. واوضح انه يطلب منذ عامين موعدا للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقال «حاولنا مرات عدة منذ سنتين وهذا مهم جدا لكن لم نتلق اي رد (..) في كل مرة نتلقى اجوبة عامة وغير مقنعة. ننتظر ردا واضحا». ومضى يقول «من واجبنا البحث عن المصلحة المشتركة للبلدين وعلينا اجراء زيارات على مستوى الرؤساء والمسؤولين». وشدد على ان «فرنسا دولة مهمة وهناك علاقة ودية وتاريخية بين سوريا وفرنسا. لذا نحن مع كل ما يخدم هذه العلاقة ولا شروط لدينا» في هذا الاطار.