في اطار جهودها الرامية إلى تخفيف محنة الناجين من زلزال تسونامي تعهدت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة بكفالة 10,000 يتيم في اقليم اتشيه الاندونيسي من المقيمين بالملاجئ الاندونيسية في الوقت الذي عرضت فيه عدد من المنظمات والهيئات النصرانية تبني عدد من هؤلاء اليتامى بنية إرسالهم إلى ملاجئ نصرانية خارج اندونيسيا. وكان عدد من المسئولين الاندونيسيين قد حذروا في عدة مناسبات من هجمة تنصيرية شرسة ضد 200 مليون مسلم اندونيسي وخطورة تمزيق بلادهم إلى فتات تحت ستار أعمال الإغاثة التي تشرف عليها بعض المنظمات الكنسية.وقالت وكالة اسوشيتدبرس في تقرير لها من سيري لانكا ان أصوات التلاميذ في مدرسة سيري لانكية تعالت وهم يندفعون إلى الساحة خلال حصة الراحة وعلى بعد بضعة كيلومترات قليلة وقفت أطلال منازلهم المدمرة لتذكرهم بالظروف القاسية التي تواجههم. وفي معسكرات الإغاثة باندونيسيا، راح عمال الإغاثة يلتقطون الصور الفوتوغرافية للأطفال الذين فقدوا ذويهم في كارثة تسونامي ضمن الجهود الرامية إلى العثور عليهم بينما راح آخرون يقيمون مراكز للطوارئ لتشجيع الصغار على التعبير عن مشاعرهم تجاه ما حدث الشهر الماضي من خلال رسوماتهم ونشاطاتهم.وفي منطقة المحيط الهندي، تصارع الدول التي تأثرت بقوة من الزلزال من أجل الوصول إلى أفضل السبل لتخفيف وطأة المصاب على عشرات الآلاف من الأطفال المشردين الذين فقدوا آبائهم. قد كانت خسائر تسونامي في الأرواح أشد قسوة على الصغار حيث انهم شكلوا ثلث الضحايا الذين يصل عددهم إلى أكثر من 227 ألفاً في 11 بلداً. وقال جيفري كيلي المتحدث باسم منظمة اليونسيف «شاهد آلاف وآلاف الأطفال دمار منازلهم وفقدان أحد الوالدين. هذه المشاهد سيكون لها تأثير على صحة الصغار العقلية والبدنية وبالاضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الصغار سيكونون عرضة للاستغلال.وتخشى اليونسيف من قيام عصابات إجرام في اندونيسيا ببيع الأطفال اليتامى لتسخيرهم في أعمال شاقة أو حتى في ممارسة البغاء في الدول الغنية المجاورة مثل سنغافورة. وقد حظرت الحكومة الاندونيسية عمليات تبني أطفال سومطرة من أجل القضاء على هذه المشكلة. ويقول عمال الإغاثة بأن اليتامى الذين وجدوا المأوى وسط عائلة كبيرة قد اخذوا في التأقلم مع حياتهم الجديدة بينما يعاني أولئك الذين اجبروا على العيش مع غرباء في معسكرات مزدحمة من الضيق ونوبات العنف والصمت.وتقول أماندا ميلفيل احدى موظفات اليونيسيف في مدينة باندا اتشيه بأندونيسيا بأن الأطفال الصغار لا يفهمون حقيقة رحيل آبائهم عن الدنيا ولهذا يلجأون للبكاء للتعبير عن مشاعرهم أما الكبار فهم يدركون تلك الحقيقة ولكنهم يشعرون بعقدة الذنب لبقائهم على قيد الحياة بعد رحيل ذويهم وتتملكهم مشاعر الغضب لبقائهم وحيدين. وقد سارعت اليونيسيف إلى اقامة ما يقرب من 900 مدرسة مؤقتة في خيام في اقليم اتشيه وتعمل مع الحكومة الاندونيسية لتوفير فصول لنحو 450,000 تلميذ في 1 فبراير المقبل. وكانت الكارثة قد دمرت نحو 1,000 مدرسة وقتلت 1,300 مدرس في الاقليم وفي سيري لانكا دمر الزلزال 160 مدرسة وشرد طلابها.