إذا كان صحيحاً ما قيل عن أن زوجة والد الطفلة «رهف»، هي تربوية كانت تعمل في السلك التعليمي سابقاً، وفي لجنة إصلاح ذات البين حالياً، وهي نفسها التي قامت بتعذيب رهف تعذيباً شديداً، فإن ما ذكرته الأربعاء الماضي، عن كوننا أحياناً نلبس أقنعة نخفي بها حقيقتنا، ونخدع من خلالها كل من حولنا، سيكون موضوعياً، ليس فقط في إطار استغلال الدين او الإجرام تحت اسم الدين، بل في كل الإطارات التي يمكن أن نتعايش معها. الموظف الذي يستغل منصبه ليعطل مصالح المراجعين قصداً، لن يختلف في هذا السياق، عن المعلم الذي يجهل الطلاب بدل أن ينير عقولهم، ولن يختلف عن الطبيب الذي يتجاهل الخطر المحدق بالمريض، ولن يختلف عن الكاتب الذي يسكت عن الباطل أو يزيف الحق، ولن يختلف عن البائع الذي يتعمد بيع بضاعة فاسدة. كل هؤلاء يستغلون موقعهم الذي يظهرهم بمظهر المؤتمن، ليمارسوا الخداع والاحتيال والكذب والتجهيل والقتل احياناً. وكما سبق وذكرت سابقاً، بأن مثل هؤلاء المجرمين موجودون في كل زمان ومكان، وبأن الله جل وعلا فوق خداعهم واحتيالهم، إن كان في الدنيا أو الآخرة، فإن المطلوب عدم الاتكاء على هذه المعطيات، بل العمل على كشف ومعاقبة كل من يتضح أنه خان أمانته. وأن يكون العقاب. بمثل العمل، لكي يكون المجرم الذي يتمترس بالقيم ليرتكب جريمته عبرة واضحة لمن يعتبر. وإن لم نفعل ذلك، فإننا سنفتح الباب لكل المتمترسين بالفضائل ليعيثوا في الأرض فساداً، تحت اسم فضيلة التربية أو فضيلة العلم أو فضيلة الدين.