في حادث مؤسف يعكس حالة الانفلات الأمني التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، قتل ستة فلسطينيين واصيب اكثر من 60 آخرين بعضهم في حالة الخطر اثر اشتباكات مسلحة عنيفة وقعت بين عائلتي المصري والكفارنة في بلدة بيت حانون شمال القطاع. وكان النزاع بين العائلتين وهما من كبار العائلات في البلدة اندلع يوم الخميس الماضي بسبب مشكلة بسيطة تفاقمت في ساعات المساء ما ادى الى وقوع عدد من الضحايا في صفوف العائلتين. ووجه اهالي بيت حانون نداء الى الأجهزة الأمنية ولجان الاصلاح لإيقاف الشجار الذي ادى أيضا الى ترحيل عدد كبير من العائلات من منازلها. وحسب بيان لوزارة الداخلية الفلسطينية فقد وجهت قوات الأمن نداءً إلى المواطنين بالابتعاد عن المناطق التي تدور فيها الاشتباكات، خوفاً على سلامتهم، وكي تتمكن قوات الشرطة، من وقف إطلاق النار بين الطرفين. وناشدت حركتا (حماس) و(الجهاد الإسلامي) أهالي بيت حانون بوقف إطلاق الرصاص ووقف سيل الدماء و تحكيم شرع الله، ثم العقل والمنطق و القانون. ودعتا رجال الإصلاح والوجهاء و المخاتير في كل فلسطين الى التدخل الفوري والسريع لإنقاذ الإنسان الفلسطيني في بيت حانون من أتون الرصاص و النزاع، وبذل كل الجهود من أجل إحلال الوئام و المحبة و السلام، وتؤكد (حماس) أنها ستبذل كل ما تستطيع لحقن دماء المواطنين في بيت حانون. وطالبت وزارة الداخلية والأمن الوطني في بيان لها تلقت الرياض نسخة منه بإنهاء كافة المظاهر المسلحة بشكل عاجل مهما كلف الثمن، وبتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية وتعزيز الوحدة الوطنية.واكدت أنها لن تتهاون مع كل من يخالف القانون والنظام العام، مشيرة إلى أن الوزير اللواء نصر يوسف أصدر تعليماته لقوات الأمن والشرطة باقتحام بلدة بيت حانون، شمال القطاع، للعمل على وقف إطلاق النار الدائر بين الأطراف المتنازعة. وحذرت من أن القوات المتواجدة داخل البلدة ستتعامل بقسوة مع مصادر إطلاق النار أياّ كانت، داعيةً المواطنين إلى التعامل بمسؤولية مع قوات الأمن والشرطة التي تسعى إلى فرض النظام والقانون وحماية الدم الفلسطيني بكل السبل. وناشدت الوزارة المواطنين الابتعاد عن المناطق التي تدور فيها الاشتباكات خوفاً على سلامتهم، وكي تتمكن قوات الشرطة من وقف إطلاق النار بين الطرفين. وتقدمت وزارة الداخلية بأحر التعازي لأهالي ضحايا الأحداث المؤسفة التي وقعت في بلدة بيت حانون، مطالبةً أهالي البلدة بنبذ أي خلافات داخلية وتعزيز الوحدة الوطنية لتفويت الفرصة أمام العابثين بأرواح المواطنين. وأشارت إلى تحذيرها المستمر من خطورة انتشار السلاح في أيدي المواطنين، داعيةً الجميع إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم لمساعدة قوات الأمن في حملتها لسحب السلاح لما يشكله من خطر على حياة المواطنين وممتلكاتهم. من جانبها طالبت كتائب شهداء الاقصى القيادة الموحدة عائلتي الكفارنة والمصري بوقف الاشتباكات وحذرت من اتاحة الفرصة لعملاء الاحتلال الاسرائيلي الذين يحاولون التدخل في هذه الاشتباكات ليزيدوا من الفتنة الداخلية بين أبناء الشعب الفلسطيني. واستنكرت الاشتباكات التي تشهدها مدينة بيت حانون بين العائلتين، وطالبت السلطة الفلسطينية وجميع قيادات التنظيمات الفلسطينية التدخل الفوري لوقف هذا «الشلال» من الدم الفلسطيني. من جهة أخرى، وجه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس رسالة إلى أهالي بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ناشدهم فيها بأن يحقنوا دماءهم وأن يتذكروا أننا لا زلنا في أول المعركة مع الاحتلال الصهيوني. وأضاف مشعل، في رسالته التي بثتها إذاعة الإذاعات الفلسطينية، مخاطباً عائلتي الكفارنة والمصري: إياكم أن يستدرجكم الشيطان أو تستدرجكم حمية الجاهلية، وقال: إن ما جرى على أرض بيت حانون لهو سفك للدماء بغير حق. وطالب مشعل العائلتين أن تغلبا منطق العقل والوحدة وأن تتعاملا بجدية مع مساعي الإصلاح التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية، مشدداً على أنه يجب أن يستجيب العقلاء لداعي الإيمان والعقل ومهما كان الألم في فقد الأحبة، فإن التوقف عن سفك الدماء والفعل ورد الفعل أهون من أن نوغل في مزيد من الدماء.