من الممكن أن تشهد الزراعة من الناحية المهنية تطوراً مستمراً بالنظر لاعداد خريجي كليات الزراعة والذين باتوا ثروة ضخمة تتطلب رأسمالا لاستثمارها في تطوير الإنتاج الزراعي في المملكة، ولو نظرنا إلى القطاع الزراعي في المملكة نجد أن حكومتنا الرشيدة توليه أهمية خاصة وتضعه في أولويات اهتماماتها من خلال توفير الاعتمادات المالية اللازمة للأبحاث الزراعية إيماناً منها بأن النهضة في المملكة تتوقف على الإنتاج الزراعي ولتحقيق الاكتفاء الذاتي منه وتصدير الفائض للخارج. لذا ومع التطور الكبير في القطاع الزراعي في المملكة فانه يتوقع أن تتوقف موجة انحسار التحاق الطلاب بكليات الزراعة خاصة إذا ما درست الدولة اعطاء خريجي كليات الزراعة حوافز مثل اعطائهم الأولوية في تملك الأراضي الجديدة لزراعتها واستصلاحها وتقديم قروض ميسرة وتقديم دراسات الجدوى لمشروعاتهم الصغيرة دون مقابل. ومن الأفكار التي تم تطبيقها في دول أخرى مثل جمهورية مصر والتي يمكن تطبيقها هنا، وذلك لاستقطاب طلاب كليات الزراعة وتحفيزهم، القيام بانشاء مشاريع جماعية لهؤلاء الطلاب يعملون فيها أثناء أوقات فراغهم وأثناء الاجازات الصيفية ويستطيعون تملك حصص منها حال تخرجهم من عائد عملهم خلال سنوات الدراسة. أيضاً تعد الخبرة العملية لخريجي كليات الزراعة من أهم مقومات النجاح سواء عند توظيفهم أو عند ادارتهم لمشاريعهم الخاصة. وهذه الخبرة لن تأتي الا من الممارسة العملية أو من خلال ما يسمى بالتدريب التعاوني، والتدريب التعاوني يسمح لطلاب كليات الزراعة بالحصول على الخبرة العملية المطلوبة قبل تخرجهم ويعطيهم المجال لتطبيق ما تعلموه في صفوف الدراسة. أيضاً يعطي التدريب التعاوني طلاب كليات الزراعة الفرصة لاكتشاف مهنة الزراعة لتقييمها ولمعرفة مدى رغبتهم في المواصلة في هذا المجال. ومن جهة أخرى يعد التدريب التعاوني مفيداً للشركات التي توظف هؤلاء الطلاب لأن تلك الشركات تعطي الفرصة لهؤلاء الطلاب لاثبات أنفسهم وتدريبهم بشكل كاف حتى تتمكن الشركة من الاستفادة منهم كموظفين لديها بعد تخرجهم. ومن هذا المنطلق تسعى كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم إلى ادخال التدريب التعاوني في برنامج البكالوريوس في تخصص الإنتاج النباتي والوقاية. ويمتاز هذا البرنامج انه يحسب من ضمن متطلبات التخرج وحتى إن لم يحسب للطالب فيكفي انه يضيف للطالب خبرة عملية تفيده في مهنة الزراعة. ويتوقع مع اعتماد التدريب التعاوني في برنامج البكالوريوس لكلية الزراعة أن يزداد التقديم إلى الكلية اضافة إلى زيادة وسرعة حصول خريجي الكلية على الوظيفة. نحن نأمل في تطوير مهنة الزراعة والتي فقدت جزءاً كبيراً من المزايا التي تجعل الناس يقبلون عليها كمهنة لتحقيق الطموح الاقتصادي. وهذا لن يتأتى إلا بوضع استراتيجيات متعددة لتطوير هذه المهنة اضافة إلى تدريب الخريجين الزراعيين ليتولوا تطوير الزراعة عبر القطاع الخاص وتأهيلهم لإدارة عمليات التسويق الزراعي بصورة متكاملة خاصة بعد تكامل تأسيس البنية التحتية من طرق ووسائل مواصلات لتسهيل ووصول المنتجات الزراعية إلى أماكن الاستهلاك الداخلي والخارجي. * وكيل كلية العلوم للشؤون الأكاديمية - جامعة القصيم