نفى مصدر رئاسي جزائري فضل عدم ذكر اسمه، أمس السبت، أن ما نقلته قناة الجزيرة القطرية حول طبيعة مرض الرئيس الجزائري الموجود منذ السبت الماضي في مستشفى «فال دو غراس» الفرنسي لإجراء تحاليل معمقة بعد تعرضه لاضطرابات في الجهاز الهضمي «عار من الصحة». متسائلا : «كيف لهذه القناة أن تتكلم بالتفصيل عن مرض الرئيس والجميع ينتظر نتائج التقرير الطبي المعمق». وأضاف المصدر أن قناة الجزيرة «معروفة بعدائها للجزائر». و«لا تفوت أي فرصة إلا وتستغلها لبث الإشاعات المغرضة وزرع البلبلة».، واستنكر محدثنا ربط القناة الخبر بمصدر قريب من الرئاسة الجزائرية في الوقت الذي أكد فيه رئيس الحكومة أحمد أويحي بان صحة الرئيس بخير ولا تدعو إلى القلق، ولم يتردد المصدر الجزائري في القول أن موقف القناة «ليس له ما يبرره سوى انه يندرج في خانة الدعاية المغرضة». وكان الموقع الالكتروني «الجزيرة نت»، ذكر الخميس الماضي نقلا عن مصدر جزائري رفيع المستوى تربطه بالرئيس بوتفليقة علاقات شخصية تعود إلى سنوات الستينيات، ان الرئيس الجزائري الموجود في مستشفى «فال دو غراس» العسكري يعاني من مرض مزمن في الكلى، يتطلب القيام بغسيل منتظم للكلى، فضلا عن تعاطي الأدوية التي تقلل من مضاعفات المرض وتعقيداته خاصة مع التقدم في السن. وجاء في موقع الجزيرة ان الرئيس بوتفليقة يعاني من مرض «تكلس الكلى» وهو مرض وراثي تتحول فيه خلايا الكلية إلى فقاعات، مما يفقدها القدرة تدريجيا على أداء وظائفها، وعادة ما يموت الأطفال الذين يولدون حاملين لهذا المرض، أما الذين يصابون به لاحقا فإنهم يتعايشون معه لفترات طويلة. ولم تصدر رئاسة الجمهورية أي بيان لحد الآن-ما عدا البيان الأول- يضع حدا للتأويلات وينهي حالة القلق والترقب التي يعيشها الشارع الجزائري بخصوص حقيقة مرض رئيسهم، في انتظار ان يصدر الأطباء تقريرهم النهائي خلال الساعات القادمة، وهذا باستثناء التصريح الذي أدلى به رئيس الحكومة أحمد أويحي الخميس الماضي لوكالة الأنباء الرسمية أكد فيه «ان الأطباء المرافقين للرئيس أخبروه أن صحة الرئيس جيدة وليس هناك ما يدعو إلى القلق». وأدى الغياب التام للمعلومة الرسمية بشأن حالة الرئيس بوتفليقة بعد مرور سبعة أيام عن دخوله المستشفى، بالحزب الإسلامي المعارض «حركة الإصلاح الوطني». لزعيمها عبد الله جاب الله، لإصدار بيان وصل «الرياض». تستنكر فيه «غياب المعلومات عن مرض الرئيس والأثر السلبي لذلك على الاستقرار وسط المواطنين». وأعرب جاب الله عن استغرابه لما وصفه «استمرار السلطات في الإبقاء على حالة التكتم بشأن صحة الرئيس بوتفليقة». والاكتفاء ب «الحد الأدنى من التوضيحات المطمئنة للرأي العام دون مزيد من التفاصيل». ما زاد حسبه في «تغذية الإشاعات». داعيا إلى «قطع الشك باليقين وإعلام الرأي العام الوطني بالحقيقة كاملة حفاظا على الاستقرار الوطني». وبدأت تتساءل العديد من الأوساط الإعلامية والسياسية في الجزائر، عن سر امتداد فترة الفحص الطبي كل هذا الوقت طالما أن أول بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أشار أن الاضطرابات التي أصابت جهازه الهضمي «لا تبعث على القلق». وأن نقله إلى باريس كان فقط ل «تعميق مستوى الفحوصات الطبية». ولم تفلح لحد الساعة جهود الصحافة المحلية أو الدولية في معرفة التاريخ الدقيق لعودة الرئيس بوتفليقة إلى الجزائر، وباءت كل محاولاتها في الحصول على تاريخ تتفق عليه الجهات الرسمية، ما جعل كل مصدر يرشح تاريخا يختلف عن التاريخ الذي يحدده مصدر آخر، وكان بيان لرئاسة الحكومة مساء يوم الثلاثاء صدر عقب اجتماع ترأسه أحمد أويحي أكد أن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة «في تحسن مستمر ولا يدعو للقلق». مشيرا أن «عودة الرئيس إلى الجزائر مسألة ايام». وهو نفس ما عاود التأكيد عليه عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة الأربعاء لعدد من الصحف الجزائرية حين أشار أن الحالة الصحية لبوتفليقة «في تحسن مستمر». مضيفا هو الآخر بشأن موعد عودة بوتفليقة إلى الجزائر أنه «لا أحد يعلم لحد الآن».