كما ذكرنا في مقال سابق أن الأطباء متشابهون في جميع أنحاء العالم حتى في الدول المتقدمة، فالبعض ليس لديه الوقت أو بالأحرى يدعي ذلك حيث لا يقوم بالشرح الكافي لأهل المريض إذ كان طفلاً. هناك أمراض كثيرة ومزمنة تحتاج إلى جهد مضاعف من قبل الطبيب المعالج. فهم يحتاجون إلى معرفة المرض وخطورته، والأهم كيفية أخذ العلاج وأهميته وان عدم الانتظام في أخذ الدواء سيؤدي إلى عواقب وخيمة، ويعتمد ذلك على نوع المرض وخاصة مرضى الصرع ولا يقتصر ذلك على أخذ الدواء باستمرار بدون انقطاع بل يجب الشرح الوافي عن خطر بعض الأدوية الأخرى والتي قد تتعارض مع بعض أدوية الصرع. كما يجب ألا ننسى أهمية المتابعة والتي تقيّم المريض وتكتشف مدى تعاون الأهل في أخذ العلاج. وقد أجريت دراسة علمية حديثةإلى ان المرضى المصابين بالصرع لا يحصلون على النصائح اللازمة حتى يتسنى لهم السيطرة على المرض، وحدث ذلك في الغرب الذي يدعي أن قوانينه كاملة ولا يحدث مثل ذلك. فقد اكتشف استطلاع شمل 197 مريضا ان نصف هذا العدد لم يبحث مع الأطباء الآثار الجانبية المحتملة من علاجات الصرع التي يتلقونها، فيما قال اثنان من كل ثلاثة أن أحداً لم يبلغهم انه قد يكون من غير الممكن قيادة السيارة بسبب المرض. وقد أجرى الدراسة فريق من الباحثين بالجمعية الوطنية البريطانية للصرع تزامنا مع اسبوع علاج الصرع. ويذكر ان واحداً من كل 200 من البالغين في بريطانيا مصاب بالصرع. كما تقع نحو ألف حالة وفاة بسبب المرض سنوياً. ويعاني بعض من يتناولون عقاقير علاج الصرع من آثار جانبية. غير انها نادرة وإذا حدثت عادة ما تكون طفيفة وتتراوح بين الطفح والدوار. هذه العقاقير قد تتفاعل مع أنواع أخرى من الأدوية بما فيها المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل. ويفرض القانون في بريطانيا على أي شخص يعاني من الصرع إخبار سلطات منح تراخيص القيادة التي تسمح لهم بقيادة المركبات إذ لم يصابوا بنوبة لمدة عام. اما المرأة المصابة بالصرع فتحتاج إلى عناية خاصة من قبل الأطباء لضمان بقاء الحالة مستقرة، إذ أن الصرع يمكن أن يلحق اصابات بالجنين ويتسبب في الاجهاض. لكن الدراسة تشير إلى ان الأطباء عادة ما يغفلون توجيه تلك النصائح لمرضاهم. ومن جهة أخرى وصف مدير العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية للصرع في بريطانيا نتائج الدراسة المقلقة قائلاً: تظهر الدراسة احصائية مقلقة للغاية تتعلق بغياب النصيحة. وأضاف: يلزم الأخذ بنهج أكثر نضجاً فيما يتعلق بمناقشة المخاطر التي تواجه المصابين بالصرع. فإذا لم يكن الأشخاص على دراية بحقائق المرض. فكيف يتمكنون من التخطيط لحياتهم؟. كما حثت الدراسة التي أجرتها جمعية أخرى لعلاج الصرع المصابين بالمرض على ضمان حصولهم على أفضل العلاجات الممكنة من الأطباء وتقول الدراسة: إن نمو 70 في المئة من المصابين بالصرع يمكن أن تختفي النوبات عندهم تماماً عن طريق تناول العلاج المناسب. لكن في الوقت الحالي لا يصل إلى ذلك إلا نحو نصف المرضى.