تُعد الترجمة من أصعب الأعمال التي تتطلب استعداداً ذهنياً كبيراً وموهبة تمكن صاحبها من التفنن في عملية إنتاج النص الهدف وتقديمه للمستفيد. ناهيك عن أن الترجمة من أكثر الوظائف اعتصاراً لصحة المترجم البدنية والنفسية، ومع ذلك وللأسف لا نجد لدينا أي تقدير للمترجم ولا لمهنته حيث يعطي أقل الأجور ويكلف بترجمة ما تنوء به العصبة أولو القوة كأنه آلة لا تكل ولا تمل. أما في بلاد الغرب المتقدمة، فيوضع المترجم في أعلى درجة وظيفية ويعطى مرتباً استثنائياً عالياً. ولا يُقدّر المترجم هذا التقدير إلا لمعرفة المسؤولين بضرورة مهنته وصعوبتها والجهد الذهني البالغ الذي يبذله ولدينا لا مجال للترقي والحجة المتكررة هي عدم توفر شاغر إضافة إلى أن أعلى ما يصل إليه المترجم وظيفياً هو المرتبة العاشرة، علاوة على حرمان المترجم من بدل طبيعة العمل المقدرة ب20٪ والتي تمنح لموظفي النسخ ومسجلي المعلومات بالحصول على بدل طبيعة العمل. ألا يشفع لنا طبيعة عملنا التي تستوجب الطباعة والنسخ والتعامل مع تطبيقات الحاسب الحصول على البدل. أي إحباط يعانيه المترجم، هل هو إحباط المردود المادي الذي لا يكفيه ذل السؤال أم ما يراه من عدم الاهتمام بالترجمة كعلم وفن يعد الطريق إلى الرقي والتقدم بوصفه إحدى الوسائل الهامة لنقل العلوم والمعارف، إنها حقاً مأساة فعندما ننظر إلى الدول المتقدمة ونرى حال الترجمة وما تعنيه نعرف السبب في الاهتمام الذي يجد المترجم وما ينتجه. فالمترجم المعتمد (خبرة من 3 إلى 6 سنوات فقط) يتقاضى مرتباً سنوياً يتراوح بين 30 ألفاً إلى 40 ألف دولار أمريكي سنوياً بالإضافة إلى مكافأة سنوية تتراوح ما بين 5000 و6000 دولار سنوياً، وما سبق هو الحد الأدنى الذي قررته هيئة استعلامات الإذاعات الأجنبية ئُْمىهَ ٭ قيادة القوات الجوية الملكية السعودية