عنوان مثير وغريب ولكن الأغرب أن نشاهد تطبيق هذا الأمر عبر قنواتنا الفضائية العربية بالتهافت السريع والغريب لهذه القنوات نحو عرض بعض المسلسلات الدرامية الغريبة في محتواها والضعيفة في مضمونها. للأسف الشديد وبكل أريحية ووضوح نستطيع أن نقول ان (بعض) القنوات الفضائية الخليجية المملوكة رسميا او لبعض الشخصيات الخليجية أصبحت سببا في تردي أحيانا الواقع الدرامي والبرامجي، لعدة أسباب من أهمها مبدأ (التنافس) حتى لو كان على حساب الجودة او المضمون!! «طائر الحب» مسلسل مصري بمشاركة إنتاجية تمويلية كبيرة من تلفزيون دبي عرض حصريا في رمضان المبارك على قناة دبي الفضائية وحاليا يعرض على عدد من الفضائيات العربية، يقوم التسلسل الدرامي في طائر الحب على عنوان رئيسي هو الدور الهام للبطلة الرئيسية في المسلسل وهي الراقصة الشهيرة في مجالها فيفي عبده والتي تقوم بدور رئيسة تحرير لمطبوعة «هامة وتهز المجتمع» كما هي الحبكة الدرامية للمسلسل، الطريف وعلى الجانب الآخر وفي نفس التوقيت الذي كانت فيه الراقصة فيفي عبده تتولى مهمة «الأستاذة» كرئيسة تحرير، نجدها كانت تصور مسلسل «الست أصيلة» والذي تقوم فيه بدور «المربية» لإحدى الأسر الغنية، ومن إنتاج أيضا تلفزيون دبي، والطرافة في الموضوع انك حاليا من الممكن أن تتابع الراقصة فيفي في دور الام الحنونة والمربية الفقيرة من خلال مسلسل «الست أصيلة» الذي يعرض حاليا على تلفزيون ال MBC وتنتقل فجأة لتشاهد «الأستاذة» وهي غارقة بأمور التحرير ومتابعة القضايا المهمة في المجتمع والمكانة الكبيرة والمهيبة لها بين المسئولين على قناة «قطر» الفضائية، في تناقض فكاهي لا ندري من المسئول عنه ولا ننسى أن الأستاذة رئيسة التحرير رغم «كبر سنها» «في الحقيقة والمسلسل» إلا أنها غارقة في الغرام وتشاهد الأفلام الرومانسية بتعمق لانها ليست فقط الأستاذة، ولكنها المرأة الأجمل في المسلسل «كما اعتدنا ذلك من فيفي عبده»!! تناقض غريب لانلوم فيه فيفي عبده لان مجرد قبولها تمثيل شخصيتين مختلفتين تماما في «توقيت واحد» يعتبر بدون شك «غباء» تمثيلي ولكن لمعرفتنا للإمكانيات الثقافية للسيدة فيفي نكرر أننا لا نلومها ولكن نلوم من ساعد في التمويل المالي الكبير لمسلسل يفرض علينا فيفي عبده كرئيسة تحرير رومانسية!! أيضا لا يمكننا نسيان الدعم الكبير لمسلسل «الحور العين» من قبل قناة ال MBC والتي دفعت لمخرج المسلسل 90٪ من تكاليفه رغم الضعف الكبير والواضح في المسلسل الذي شاهدناه جميعا، كما لا ننسى إتاحة تلفزيون «الراي» الفرصة للممثل داود حسين للتهريج بإنتاجهم لبرنامجه دون أي معايير!! أيضا لا يمكن أن نغفل السقطة الكبيرة لبرنامج المسابقات «الفرسان» على التلفزيون السعودي والذي كان يبث من بيروت وبممثلين مشاركين فيه كلمة «كومبارس» كبيرة نوعا ما عليهم هذه الأيام، لأننا في بعض الحلقات شاهدنا ممثلين غير معروفين في بلدانهم!! السؤال هنا هل المسئول عن المسلسلات والبرامج الضعيفة القنوات الفضائية والتي أصبحت في ظل التنافس غير المقنع تعتمد على اسم النجم بغض النظر عن مضمون ما سيقدمه، ام أن العملية إنتاج وعرض فقط حتى لو كان الدور القادم للراقصة فيفي عبده وزيرة او لا نبالغ إذا كان طموحها التمثيلي اكبر من ذلك!! إننا نأمل من فضائياتنا الخليجية خصوصا الأخذ بعين الاعتبار أن المشاهد ذكي وان المعلن هدفه المشاهد، وان احترام الذائقة العامة هو انعكاس لاحترام القناة التي تهتم بهذه الأمور!!! [email protected]