تحدثت الاوساط البرلمانية والحزبية عن الهبوط الحاد والانهيار السريع في حزب الليكود لدرجة تصل الى احتمال انهيار البنية التنظيمية للحزب وحصول عملية هروب جماعي باتجاه كديما حزب شارون الجديد مما يعني أن كديما قد أصبح هو الليكود بقالب اخر يستثني منه المتمردون ويضاف اليه عدد من صقور العمل. وقالت صحيفة هارتس أن كبار المسؤولين في الليكود اتهموا أعضاء الكنيست المتمردين بالمسؤولية عن انهيار الحزب. وارتفعت حدة تبادل الاتهامات بشكل مواز لنشر نتائج الاستطلاع الاخير الذي أشار الى هبوط الليكود الى أقل من 10 مقاعد. وصرح عناصر من الليكود بأن ما يسمون ب المتمردين قد تصرفوا بغطرسة وانتهازية واعتقدوا بأن مقاعد الليكود ستبقى في الحزب حتى في حال استقالة شارون وواصلوا معارضته بعد تنفيذ فك الارتباط. وأثارت الاستطلاعات الاخيرة التي دلت على هبوط حاد في تأييد الليكود مخاوف كبيرة في الحزب حيث يخشى قادة الليكود من هروب جماعي للناشطين الى حزب شارون الجديد لدرجة قد تصل الى انهيار البنية التنظيمية لليكود. في هذه الاثناء لم يتم اختيار مرشح الليكود لرئاسة الحكومة بعكس كديما و العمل مما يزيد من حالة التراجع التي يشهدها الحزب في هذه المرحلة. وقال مسؤولون في الليكود أن حزب شارون الجديد هو الليكود الجديد وبحسبهم فان شارون لم يتجه يسارا بل أخذ معه الليكود فمصوتو الليكود انتقلوا سوية مع شارون لذلك فان كديما هو الليكود ويعمل الطاقم الذي يشرف على الليكود على وضع الخطوات الضرورية لتقليص الاضرار كما يجري العمل على اجراء استطلاع معمق من أجل تحليل الاسباب التي أدت الى تحطم وانهيار الحزب في هذه الاثناء يتبادل المتنافسون على رئاسة الليكود التهم فقد هاجم يسرائيل كاتس نتنياهو في بداية حملته الانتخابية وقال أنه يعترض على الوتيرة التي بدأ بموجبها نتانياهو خطته الاقتصادية وزعم أنه الوحيد في الليكود الذي عارض المس بالطبقات الفقيرة. وافاد استطلاع نشرت صحيفة «هآرتس» نتائجه أمس الجمعة ان عدد نواب حزب الليكود لن يتجاوز العشرة اذا جرت الانتخابات التشريعية الآن. وجاء في الاستطلاع ان الليكود الذي كان يشغل اربعين مقعدا في الكنيست (البرلمان) منذ الانتخابات التشريعية الماضية التي جرت في كانون الثاني/يناير 2003، سيضطر الى الاكتفاء بتسعة مقاعد فقط. وسيأتي بعد حزب شارون الجديد كاديما (الى الامام) (37 مقعدا) وحزب العمل الذي يراسه عمير بيريتز (26) وحزب شاس الديني المتشدد الذي يمثل اليهود الشرقيين (السفارديم). واوضح الاستطلاع ان ما لا يقل عن 65٪ من الناخبين الذين صوتوا لليكود في 2003 اعلنوا انهم ينوون التصويت لكاديما. وفي حال تحققت هذه التوقعات، ستكون هذه ادنى نتيجة يسجلها الليكود منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في 1950 وحصل خلالها حزب حيروت الذي انبثق عنه الليكود على ثمانية مقاعد في الكنيست.وشمل الاستطلاع معهد ديالوغ الذي يشرف عليه الاستاذ كميل فوش 500 شخص يمثلون المجتمع الاسرائيلي بهامش خطا نسبته 4,5٪. وافاد استطلاع اخر نشرت نتائجه صحيفة «معاريف» ان كاديما قد يحصل على 39 مقعدا مقابل 26 لحزب العمل و11 لليكود وثمانية مقاعد لشاس. وتدل هذه الاستطلاعات على ان حزب كاديما عزز موقعه منذ اعلان زعيم حزب العمل سابقا شيمون بيريز دعمه له بصراحة.