على هامش فعاليات مؤتمر القمة العالمية لمجتمع المعلومات الذي انعقد أخيراً في تونس، نظمت مكتبة الإسكندرية حلقة نقاشية تحت عنوان «دور مكتبة الإسكندرية في بناء مجتمع المعلومات». رأس المحاضرة الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، وشارك فيها نخبة من قادة العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، من بينهم: الدكتور ألان كاي أستاذ علوم الكومبيوتر بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية وجامعة كيوتو اليابانية، وأندرو ماكلوهلين مدير سياسات الموقع الإلكتروني جوجل، وجوناثان موراي رئيس القسم التكنولوجي في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط لإحدى شركات البرمجيات العالمية الكبرى. ناقش المشاركون في المحاضرة عدداً من القضايا الأساسية، منها: دور مكتبة الإسكندرية في الترويج الثقافي في العالم الرقمي، والتغلب على الفجوة الرقمية، وتوفير المحتويات الإلكترونية باللغة العربية، وبناء مكتبة رقمية عالمية. وقد قامت مكتبة الإسكندرية بعرض بث حي لفعاليات القمة العالمية لمجتمع المعلومات في قاعة القراءة بالمكتبة الرئيسية، وذلك لجميع المحاضرات التي عقدت خلال الأيام الثلاثة للقمة، والتي ناقشت مجموعة من القضايا، مثل مجتمع المعلوماتية والعبور للعصر الرقمي، والإنترنت والسيطرة عليه، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تنمية الدول، وتحقيق أهداف الألفية المعلنة من قبل الأممالمتحدة. يشار إلى أن لجنة تحكيم جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات قد اختارت مشروع «مصر الخالدة»، الذي نفذه مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمصر بالتعاون مع إحدى الشركات الأمريكية الكبرى، كواحد من المشروعات الفائزة بجائزة القمة، وذلك خلال اجتماع لجنة التحكيم في مملكة البحرين. وقد جرى تسليم الجوائز للمشروعات الفائزة في الاحتفالية العالمية التي أقيمت في القمة العالمية لمجتمع المعلومات بتونس بحضور عدد من رؤساء وممثلي الحكومات ورؤساء المنظمات الدولية ونخبة من ممثلي هيئات ومؤسسات مجتمع تكنولوجيا المعلومات. وقد اختارت لجنة التحكيم 40 مشروعاً من بين 750 مشروعاً من 168 دولة تم ترشيحها لنيل الجائزة. و«مصر الخالدة» هو أحدث المشروعات الرقمية التي جرى تنفيذها بهدف إحياء تجربة مصر الفريدة، وذلك بمنحة تكنولوجية بلغت 2,5 مليون دولار، ويمثل موقع مصر الخالدة شراكة متميزة استخدمت فيها أحدث التقنيات والخدمات لتكوين تجربة مالتي ميديا تفاعلية للقطع الأثرية والأماكن والتاريخ المصري. ويعد مشروع مصر الخالدة بمثابة سجل حي لتاريخ مصر يوثق كل ما يرتبط بالشخصيات والأماكن، والمعتقدات والأديان، والفنون. فعلى سبيل المثال أصبح الآن بإمكان رواد شبكة المعلومات الدولية الدخول في نموذج ثلاثي الأبعاد لمقبرة توت عنخ آمون كما كانت عندما اكتشفها هوارد كارتر وزملاؤه ونفضوا الغبار عن مقبرة عمرها 3000 سنة، وهذه التجربة هي جزء صغير فقط من موقع مصر الخالدة، الذي يمكن الدخول إليه بواسطة الدليل الرقمي للمتحف المصري بالقاهرة، أو بواسطة الأجهزة المحمولة لزائري أهرامات الجيزة أو معبد الأقصر في صعيد مصر، أو من خلال موقع مصر الخالدة على الشبكة البينية. ويتضمن موقع مصر الخالدة تجربة غير مسبوقة لصور عالية الوضوح، ونماذج ثلاثية الأبعاد للآثار المصرية، وبيئات تخيلية، وصوراً ومشاهد بانورامية لمصر الحالية تم أخذها بكاميرات آلية وضعت أعلى معبد الكرنك وفي شوارع مصر القديمة.