قال باحثون من كندا إن كريات دموية بعينها وراء إصابة كبار السن بالالتهابات المزمنة المصاحبة للشيخوخة. وتعتبر هذه الالتهابات المزمنة أكثر أسباب الإصابة بأمراض الشيخوخة أيضا وربما كانت السبب وراء الشيخوخة نفسها حسبما يرجح الباحثون في دراستهم التي نشرت يوم الخميس في مجلة "بلوس باثوجينس" المتخصصة. وأوضح الباحثون أن سلسلة التفاعلات التي اكتشفوها في جسم كبار السن يمكن أن تفسر أيضا السبب وراء كون كبار السن بالذات هم الأكثر عرضة لالتهابات الرئة. درس الباحثون تحت إشراف داون بوديش من جامعة ماك ماستر بمدينة هاميلتون الكندية ما يعرف بشيخوخة الالتهاب وهي التي يقوم فيها الجسم الآخذ في الشيخوخة بإفراز مواد تتسبب في الالتهاب وذلك بشكل مستمر ولكن بمعدل منخفض في حين تنتج أنسجته ما يعرف بالجذور الحرة والتي تسبب أضرارا في المجموع الجيني للإنسان حسبما يعتقد الباحثون مما يؤدي إلى عواقب وخيمة للإنسان مثل إصابته بأمراض كالسرطان. وتلعب الالتهابات المزمنة دورا في الإصابة بمعظم أمراض الشيخوخة مثل التهابات المفاصل والزهايمر والسكر وأمراض القلب ومرض المناعة الذاتية. كما يتسبب مرض شيخوخة الالتهابات أيضا في عدم استجابة الجسم للتطعيمات مما يجعلها في الغالب أقل نجاحا لدى كبار السن مقارنة بالشباب. ركز الباحثون خلال دراستهم على ما يعرف بخلايا الوحيدات التي تؤدي في مرحلة تالية لما يعرف بالخلايا الأكولة الكبيرة أو الخلايا البلعمية الكبيرة والتي تلعب دورا هاما في النظام المناعي للجسم. وغالبا ما تزداد أعداد الخلايا الأكولة الكبيرة عند إصابة الإنسان بالتهابات. وتعد الوحيدات من كريات الدم البيضاء وتنشأ في النخاع الشوكي ثم تنتقل عبر الدورة الدموية إلى الأنسجة حيث يتحول أغلبها إلى خلايا أكولة كبيرة أو خلايا بلعمية تقوم بالتهام أي جرثومة ممرضة تصادفها في طريقها. ويكون هناك أجزاء من هذه الخلايا الأكولة على سطح خلايا مناعية أخرى لتمكينها من إنتاج أجسام مضادة ضد هذه الخلايا الأكولة على وجه الخصوص. تبين للباحثين عند مقارنة أعداد هذه الخلايا لدى الفئران الصغيرة والفئران الكبيرة أن عدد الوحيدات في النخاع الشوكي والدم لدى الفئران المسنة أكبر منه لدى الفئران الصغيرة سنا. كما تبين أيضا ارتفاع معدل بروتيني إشارة ناقلين للالتهابات وهما: عامل نخز الورم "تي ان اف" والانترلوكينات، لدى كل من الفئران الكبيرة والمسنين من البشر على السواء. وعندما عمق الباحثون فحوصاتهم على الفئران تبين لهم أنه كلما ارتفعت أعداد بروتينات تي ان اف (عامل نخز الورم) لدى الفئران الكبيرة سنا كلما أفرز النخاع الشوكي أعدادا أكثر من خلايا الوحيدات غير الناضجة. وعندما واجه الباحثون هذه الوحيدات غير الناضجة بجزئيات بكتيرية أنتجت بروتينات إشارة مهيجة للالتهابات وتركت في الوقت ذاته معدلات تي ان اف مستمرة في الارتفاع. ويرجح الباحثون أن خلايا الوحيدات التي تفرز بكثرة تساهم من ناحية في الإصابة بشيخوخة الالتهابات ولكن فعاليتها تتضرر في الوقت ذاته جراء ارتفاع معدل الوحيدات مما يقلص قدرة الجسم على مواجهة الالتهابات. ويأمل الباحثون في أن يؤدي خفض أعداد تي ان اف باستخدام عقاقير معينة إلى تقوية مناعة كبار السن ضد التهاب الرئة.