ضمن أنشطة منتدى الكلمة في النادي الأدبي بمنطقة حائل قدم الدكتور شوادفي أحمد علام ورقة عمل بعنوان الإرهاب رؤية قرآنية يوم الثلاثاء بعد صلاة المغرب بمقر النادي حيث أدار النقاش حول الورقة الأستاذ عمر الفوزان بحضور الدكتور رشيد بن فهد العمر رئيس النادي والأستاذ إبراهيم العيد أمين سر النادي ولفيف من المثقفين. الورقة بدأت بتساؤل حول علاقة القرآن الكريم بالإرهاب كمنطوق لغوي له حضور في السياق الثقافي الإسلامي، وعن مدى تكييف هذا السياق الثقافي لهذه المفردة اللغوية، أو عن شكل توظيفه لها ومتجهه، وذلك ليس إلا درءاً للوقوف في براثن وهم الباطل وزيفه الخادع. وأضاف أن الإرهاب بالباطل كان دوماً ومنذ كان في الأرض بشر سلاح من لاحجة له أو من له حجة داحضة، ومن لا يروقهم أن يسير ركب النور في عزيمة وثبات إلى غايته سواء كان من المسلمين وغيرهم وقال ان التشريع الإسلامي يعتمد على مبدأ الثواب والعقاب، أو الترغيب والترهيب وكانت مفردة (رهب) باشتقاقات منها مختلفة ذات حضور واضح في القرآن الكريم: «وإياي فارهبون» (سورة البقرة من الآية 40)، «إنما هو إله واحد فإياي فارهبون» (سورة النحل من الآية 51)، «وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون» (سورة الأعراف من الآية 154)، «إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين» (سورة الأنبياء من الآية 90)، هذا على مستوى الرهبة من الله تبارك وتعالى وأكد أن اجتراء الضالين على الحق وآله قديم متعدد الصور، حتى لتتجاوز بعض صورها في العنف أقسى مما عرفنا من عنف إرهابي العصر الحديث، وتعجب أن ترى منهم جميعاً إصراراً في الاتفاق على إعلان أنهم ما يسعون من إيذاء أهل الحق إلا إلى الاصلاح والقضاء على الفساد في الارض ، وهو الزعم عينه الذي تسمعه من أحفادهم في العصر الذي نعيشه، إذ يدعون أنهم إنما يجاهدون في سبيل الله، إنها الجبة الإسلامية التي يتزيون بها لإضفاء هالة قدسية على أفعالهم وأقوالهم، تمكنهم في نهاية الأمر من التغرير ببعض الذين لاتكون لديهم القدرة الفكرية على التمييز بين الزبد وما ينفع الناس. وتسأل ما ذنب هؤلاء الأطفال الذين يقتلون، وما صلتهم بعملية الإصلاح المزعوم هذا، وأضاف نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا لاتقتصر على مجرد الاخبار بأن خوارج في آخر الزمان سيلتقون مع رأسهم ذي الخويصرة- الذي كان في عهده- في النظرية والحركة والتوجه حسب، بل تعلن عن التقائهم جميعاً حول التنطع وتنكب السبيل التي تؤدي إلى جوهر الحق واتخاذ الفهم الخاطىء لجوهر الدين وسيلة إلى فرض الوصاية الغاشمة والاجتراء السافل على أولي الأمر ومن كان تحتهم من علماء الأمة وأبناء المجتمع متناسين حقيقة إسلامية كبرى حول مساحة الطاعة تضمنتها مقولة النبي صلى الله عليه وسلم: «ولو أخذ مالك وجلد ظهرك» وقال ان أصحاب أسلوب اتخاذ الدين وسيلة إلى إثارة الهيج ضد المجتمع ورموزه، من أساليبهم الحض على استخدام السلطة الغاشمة وتعبئة الرأي والإرهاب النفسي من خلال التخويف بالرجم المادي عن طريق الرمي بالحجارة أو المعنوي أو كليهما معاً والتهديد بالنفي والتغريب و التهديد بقطع أطراف الجسم والصلب والتعذيب العملي والاتهام بالتواطؤ مع الأعداء وختم الورقة أنه بين الغفلة التامة عن مراد الله تعالى من كلامه وعدم الفهم وبين الطبع على القلب نسب وصلة وسبب كبير تؤكده آيات كثيرة في كتاب الله تعالى: «وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون» بعدها بدأت المداخلات بأولها للدكتور محمود عوض الذي قال ان الإرهاب سلبي وإيجابي وأن المفسرون يفسرون آية الإرهاب أنها تنص على الاستعداد للحرب يمنع الحرب أما الدكتور وليد سعيد فقال ان أهمية الموضوع تأتي من خلال الغوص في القرآن الكريم والعمل قائم على التناص بين واقعنا وبين واقع القدماء أما الدكتور سالم عواد فقال ان العنوان لم يكن موفقاً وأن القرآن كتاب الله وهذ الرؤية شخصية أو كما نراها ثم استعرض صور الإرهاب المستهجنة والغربية أما المهندس حسني جبر فأكد أن الأصوب استخدام مصطلح عدوان بدلاً من مصطلح الإرهاب.