أعلنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، عن قدرة مختبراتها العلمية، في برنامج التقنية الحيوية في معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة، لإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص فيروس انفلونزا الطيور الذي اجتاح بعض دول العالم مؤخراً، وبمستوى كفاءة المختبرات العالمية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية (WHO). وقال سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث، إنه تم تشكيل فريق علمي من برنامج التقنية الحيوية في معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة، لدراسة الموضوع من كل جوانبه، وتوفير المتطلبات اللازمة لاستغلال إمكانات المعهد لإجراء الاختبارات التأكيدية اللازمة للتعرف على هذا الفيروس. وأوضح سموه أن ذلك الإجراء يأتي انطلاقا من الدور الهام والفعال الذي تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، في مواكبة التطورات المحلية، والإقليمية والدولية، في شتى المجالات، ومنها متابعة حالة الاستنفار الدولية التي يعيشها العالم حالياً منذ الإعلان عن ظهور هذا المرض وخطورته، وذلك حفاظا على أمن وصحة المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية. وأشار إلى أن الفريق العلمي قام بتوفير أطقم فصل الفيروس من العينات المصابة، والبادئات الضرورية لتأكيد النتائج للعينات الموجبة. إلى ذلك أكد الدكتور عبد العزيز بن محمد السويلم، المشرف على معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة، أنه من الصعب تشخيص المرض عن طريق الأعراض والآفات المرضية وذلك لأن الإصابات الشديدة بالمرض تشبه كوليرا الطيور، النيوكاسل، الحمرة أما المتوسطة فهي تشبه المايكوبلازما والتهاب الشعب الهوائية. وبين الدكتور عبدالعزيز السويلم، أن مرض إنفلونزا الطيور من الأمراض الفيروسية المعدية المنتشرة بين الطيور المستأنسة والبرية على مستوى العالم، ويسبب نفوقاً عالياً ويمكن انتقاله للإنسان، والعدوى في الطيور تختلف من ضعيفة إلى حادة، ويعزي هذا إلى التغير المستمر للفيروس حتى إن بعض أنواعه يسبب مرضا لعدة فصائل من الحيوانات والطيور في وقت واحد وهذا ما يزيد من خطورة المرض. وأضاف أن هذا المرض يصيب جميع أنواع الطيور المستأنسة مثل: الدجاج، والديك الرومي، البط، الأوز، وغيرها، كذلك الطيور البرية مثل: البجع، النورس، وغيرها، بالإضافة إلى طيور الزينة مثل: الببغاوات، الكناري، وغيرها. وأشار إلى أن فيروس الإنفلونزا يحتوي على الحمض النووي (الرنا) المفرد (RNA)، ويوجد ثلاثة أنوع مختلفة أنتيجينيا وهي أ، ب،ج (A، B، C)، حيث يصيب النوع (ب) و(ج) فقط الإنسان، أما النوع (أ) فيصيب الإنسان والخنازير والخيول والعديد من أنواع الطيور. وقال إنه يوجد على غلاف فيروس الأنفلونزا نوعان من البروتينات السطحية وتدعى بروتين (H) وبروتين(N) ويوجد خمسة عشر نوعا نوع من البروتين(H) وتسعة أنواع من البروتين (N)، والفيروس الحالي السبب لإنفلونزا الطيور هو من النوع(H5N1) المعروف بقدرته على قتل الطيور فيما لو أصيبت به. وذكر أنه مع انتشار الفيروس بين الطيور بصفة هائلة فإن قدرته على التغير الجيني ستكون أعلى وبالتالي نسبة انتقاله إلى الإنسان ستكون أكبر، وتنتقل العدوى للإنسان عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بالطيور ومخلفاتها. هذا وقد أفاد المشرف على معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة، أن الأعراض المرضية لفيروس انفلونزا الطيور، إما أن تكون تنفسية أو معوية أو إنتاجية أو حتى عصبية، وأكثر الأعراض شيوعا تشمل: انخفاض الحيوية، انخفاض استهلاك العلف وهزال، انخفاض إنتاج البيض، أما الأعراض التنفسية فتكون من ضعيفة إلى شديدة وتتمثل في سعال، عطس، أصوات حشرجة، زيادة في إفرازات العين، تورم الرأس والوجه، زرقة في أماكن الجلد غير المغطاة بالريش مع إسهال، وفي بعض الحالات لا يلاحظ إلا وجود طيور نافقة بدون أعراض مرضية سابقة، أما الطيور البرية فلا يظهر عليها أي أعراض مرضية.