افتتحت صباح أمس الاثنين في مقر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالقاهرة فعاليات ورشة العمل الإقليمية للتخطيط من أجل القضاء على مرض التراخوما المسببة للعمى بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس المكتب الإقليمي بالوكالة الدولية لمكافحة العمى لشرق المتوسط المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور حسين الجزائري ووزير الصحة والسكان المصري الدكتور محمد عوض تاج الدين ووزيرة الصحة الاتحادية بالسودان الدكتورة تابيتا شوكاي وممثلي المنظمات والهيئات واللجان الحكومية وغير الحكومية. وبدأت فعاليات ورشة العمل بكلمة الدكتور الجزائري التي رحب فيها بالأمير عبدالعزيز بن أحمد مستعرضاً تاريخ مرض التراخوما على أنها أقدم الأمراض، منوهاً إلى أنها من الأمراض التي يمكن مكافحتها بالكامل في حال تم القضاء على الأسباب المؤدية إلى المرض، مذكراً أن أكثر من 10 ملايين إنسان في إقليم شرق المتوسط مصابون بالمرض. كما أكد على أن وجودها في دول الإقليم يتركز على جيوب جغرافية محدّدة في معظم البلدان. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز كلمة رحب فيها بمعالي الوزراء والمشاركين مثنياً على الجهود التي تبذلها الجمهورية المصرية كحاضنة للعمل الدائم من أجل النهوض بما يشكل رؤية مستقبلية ويوفر مناخاً مناسباً لتحقيق أهداف عمل المنظمات والهيئات واللجان العالمية والإقليمية، معلناً قرب المملكة من إعلان القضاء على التراخوما النشطة متمنياً أن تعلن جميع دول الإقليم خلوها من المرض قريباً بالنظر إلى سهولة الاحتياطات لاتقاء الإصابة. كما نوّه الأمير عبدالعزيز إلى العقبات التي تواجه تطبيق خطط المكافحة من انتشار الفقر والنزاعات والحروب والكوارث في بعض دول الإقليم. متمنياً بلوغ الهدف المشترك بين المبادرة العالمية «الرؤية 2020: الحق في الإبصار» والتحالف الذي تقوده منظمة الصحة العالمية من أجل القضاء على التراخوما (GET 0202). كما أشارت الدكتورة تابيتا بطرس وزيرة الصحة الاتحادية بالسودان إلى حجم المشكلة في الدول الإفريقية وفي السودان تحديداً حيث يبلغ عدد المهددين بالعدوى أكثر من 21 مليوناً من السكان. من جانبه أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة والسكان المصري على أن العمى أحد أهم أسباب الإعاقة الصحية في مصر معتبراً برامج الوقاية من العمى جزءاً أساسياً من مكونات الرعاية الصحية الأساسية. بعد ذلك بدأت فعاليات ورشة العمل العلمية والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام بالتصويت على رئاسة الجلسة حيث تم الاتفاق على اختيار الدكتور عبدالعزيز الراجحي الرئيس المشارك بالمكتب الإقليمي للوكالة الدولية لمكافحة العمى لشرق المتوسط رئيساً. وفي تصريح صحافي أكد الأميرعبدالعزيز بن احمد ان المملكة العربية السعودية خطت خطوات كبيرة نحو القضاء على التراخوما المسببة للعمى. وقال ان المشكلة انذاك كانت عامة وفي اول السبعينيات أكدت الدراسات تناقص عدد المصابين بالتراخوما وفي التسعينيات خلت المملكة تماماً من الاصابة بالتراخوما ولله الحمد ثم بالتوجيهات السديدة من القيادة وبتشجيع وباهتمام مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده بالصحة بوجه عام وبصحة المواطن والمقيم على ارض المملكة بوجه خاص. وعد سموه ان مرض التراخوما اكبر مرض للعيون يمكن ان يصيب أعداداً كبيرة به00مشيراً الى ان هناك 84 مليون شخص يعانون من مرض التراخوما منهم 8 ملايين في مناطق عدة وكلهم مصابون بالعمى. وأفاد سموه ان الوقاية من التراخوما تتم عن طريق غسل الوجه واليدين بشكل مستمر وبشكل نظيف او الذهاب الى الطبيب المختص وأخذ العلاج او أجراء العمليات الخاصة مثل عملية الشعرة بالعين والتي قد تسبب الاصابة بالعمى منوها ان أكثر المعرضين للاصابة بهذا المرض هم الاطفال يليهم الأمهات. ولفت الى انه تم تنظيم (حلقة العمل) هذه من أجل وضع خطة متكاملة لاقليمنا حتى نرى إقليمنا في القريب العاجل خاليا من التراخوما. وأبان سموه ان هناك اهتماماً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين شخصياً بالصحة بشكل عام وصحة العين بشكل خاص ووجود المراكز الطبية والمراكز الاولية بشكل كبير وجهود وزارة الصحة أسفرت عن ان تكون المملكة خالية من التراخوما النشطة. وحول مبادرة منظمة الصحة العالمية(الحق في الابصار والرؤية 2020م) قال سموه ان هذه المبادرة العالمية وقعت عليها كل الدول ولله الحمد بالرغم من ان بعض الدول تعاني من الاحتلال والحروب او مشاكل اقتصادية أو سياسية، ولكن كلها وقعت المبادرة وهذا يدل على اهتمام قيادات إقليم شرق المتوسط وحرصهم على صحة المواطن. واستطرد سموه قائلاً( ان لهذه المبادرة الان خطة اقليمية تحت الدراسة الآن لشرق المتوسط ونأمل أن نجتمع قريباً في أوائل العام المقبل والتي تأخرت لكي تخرج بالشكل اللائق والمناسب والآن لدينا 12 خطة بالاقليم معدة من بين 23 خطة ولدينا 18 لجنة وطنية لمكافحة وتفعيل هذه الخطة ونأمل ان تكون هذه الخطط قابلة للتطبيق وقابلة للتفعيل وإن شاء الله بدعم من قيادات المنطقة ووزارات الصحة ووزراء الصحة بإقليمنا على ان يكون إقليمنا خاليا إن شاء الله من الأمراض المسببة للعمى قبل عام 2020م القادم ).