نائب أمير حائل: إنجازات لوطن شامخ    القيادة تتلقى المزيد من التهاني بمناسبة اليوم الوطني    ⁧‫أمير القصيم‬⁩ يطلق مسيرة اليوم الوطني 94    اليوم الوطني إشارات وبشارات    الرياض تحتل المرتبة الثالثة عالمياً والأولى آسيوياً في مؤشرات جودة الحياة والتطور التقني    سفارة المملكة في نيجيريا تقيم حفلاً بمناسبة اليوم الوطني ال 94    نيابةً عن خادم الحرمين.. وزير الخارجية يلقي كلمة المملكة في قمة المستقبل    الملك وولي العهد يهنئان رئيس سريلانكا    النصر إلى دور ال16 من كأس خادم الحرمين الشريفين بفوزه على الحزم    السفير القطري: المملكة تمضي بخطى ثابتة في مسار تحقيق أحلامها    محافظة الدلم تحتفل باليوم الوطني 94    صالح الشادي.. الشخصية الوطنية لليوم الوطني ال 94    د. التميمي: القطاع الصحي في المملكة يشهد تحولاً نوعياً    «الداخلية» تكتسي اللون الأخضر ابتهاجاً باليوم الوطني ال 94    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض مناطق المملكة ابتداءً من اليوم الاثنين حتى الجمعة المقبل    المرهون : اليوم الوطني رمزاً للإنجازات التي حققتها المملكة على مر السنين    الى جانب العربي القطري والقادسية الكويتي.. قرعة بطولة الاندية الخليجية تضع الاتفاق في المجموعة الثانية    الأمر بالمعروف في جازان يشارك في فعاليات اليوم الوطني ال٩٤    فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشارك في فعاليات اليوم الوطني    مدرب القادسية يرفع راية التحدي قبل مواجهة الاهلي    "دار التوحيد".. أول مدرسة نظامية أسسها الملك عبدالعزيز    الهلال الأحمر السعودي بمنطقة نجران يستعد للاحتفال باليوم الوطني ال 94    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 41455 شهيدًا    سلمان المالك عضو مجلس إدارة شركة ركاء القابضة: اليوم الوطني ال 94 ملحمة الفخر والانتماء    غارات إسرائيلية غير مسبوقة.. رعب في أوساط «حزب الله»    وزير الصناعة يبدأ زيارة رسمية إلى أميركا للتعاون الصناعي والتعديني    اليوم الوطني 94 (نحلم ونحقق)    صعود الدولار والين يواصل الهبوط    مواجهات محتدمة في أم درمان.. و«حرب شوارع» في الفاشر    رئيس جمعية ساعد يهنئ القيادة الرشيدة والشعب السعودي بذكرى اليوم الوطني "94"    د. التميمي: القطاع الصحي في المملكة يشهد تحولًا نوعيًا بفضل دعم القيادة الرشيدة    آل هيازع في اليوم الوطني 94 : الريادة العلمية قاطرة الاقتصاد المعرفي    لمسة وفاء.. اللواء ناصر بن صالح الدويسي    بعثة المراقبة الدائمة لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي تحتفل باليوم الوطني السعودي    نحلم ونحقق.. 990 أمان لكم    «فلكية جدة»: دخول «الاعتدال الخريفي 2024».. فلكياً    فيصل بن بندر يرعى احتفاء «تعليم الرياض» باليوم الوطني ال94    للمرة الأولى في المملكة .. "الدمام" تستضيف أول بطولة دولية في كرة الطاولة    التميمي: توظيف تقنيات الفضاء لمعالجة التغير المناخي    مناهج عصرية في التعليم.. الهدف بناء الإنسان    الشعر والعرضة والأهازيج الشعبية تزين احتفالات «مكس اف ام» بيوم الوطن    استدامة.. تطور وقفزات    قائد محور البقع ل«عكاظ»: اليوم الوطني.. احتفاء بمسيرة عريضة من الإنجازات    اليوم الوطني ملحمة التاريخ    بخطى متسارعة.. «غير النفطي السعودي» يتجاوز %4.4    «المونديال» في قلب السعودية    في كأس الملك.. النصر لا يخشى الحزم    اليوم الوطني السعودي.. هوية وطنية ونهضة مستمرة    بقيادة الملك سلمان وسمو ولي العهد.. السعودية.. أيقونة الازدهار والابتكار    شمس الوطن لا تغيب    أروح لمين ينصفني منك؟    يمثل أحد أهم مظاهر التحول التنموي والحضاري الكبير.. الحراك الثقافي في المملكة.. تحولات جذرية وانطلاقة عالمية    مسجلة في قائمة التراث العالمي في اليونسكو.. عجائب تراثية سعودية تبهر العالم    الربيعة يتحدث عن التحديات والأزمات غير المسبوقة التي تعترض العمل الإنساني    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    مصادر الأخبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة تلعب دوراً أساسياً في المجالين السياسي والاقتصادي
بمناسبة زيارته الحالية للمملكة رئيس وزراء كوريا الجنوبية في حديث خاص ل «الرياض»:
نشر في الرياض يوم 29 - 11 - 2005

أكد دولة السيد لي هي شان رئيس وزراء كوريا الجنوبية أهمية الدور الذي تلعبه المملكة في المجالين السياسي والاقتصادي.. كونها دولة لها مكانتها السياسية والاقتصادية وتحظى باحترام وتقدير العالم.. ففي المجال السياسي قال السيد لي هي شان رئيس الوزراء الكوري في حديث خص به (الرياض) بمناسبة زيارته الرسمية الحالية التي يقوم بها للمملكة بأن بلاده تؤيد بشدة جهود المملكة في تسوية القضية الفلسطينية عن طريق المبادرة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذكر بأن كوريا وسعت علاقاتها الثنائية مع السلطة الفلسطينية حيث تم افتتاح مكتب لها لدى السلطة الفلسطينية بالاضافة إلى تقديم معونة مالية اخرى تقدر ب 6 ملايين دولار اضافة إلى 5 ملايين دولار قدمت على شكل مساعدات خاصة في عام 2004م لاعادة اعمار فلسطين وتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني.
ونوه السيد لي هي شان رئيس الوزراء الكوري إلى انه تم اتخاذ قرار بشأن المسألة النووية لكوريا الشمالية وذلك خلال المحادثات السداسية للجولة الرابعة من المفاوضات ..
في نفس الصدد قال رئيس الوزراء الكوري بأن بلاده مع المجتمع الدولي الذي ينادي بضرورة تطبيق معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي لذلك يرى دولته بأن الامم المتحدة تحث (اسرائيل) على الانضمام لمعاهدة الحد من الأسلحة النووية وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي.
وعن العراق والتواجد العسكري الكوري فيه قال السيد - لي هي شان رئيس وزراء كوريا الجنوبية بأنه لا يوجد جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق وان بلاده تعمل حالياً على بحث إمكانية تمديد فترة بقاء هذه القوات.
وحول أهم المواضيع المطروحة خلال زيارته للمملكة قال رئيس وزراء كوريا الجنوبية بأن هناك البتروكيماويات واستخدام الغاز الطبيعي من الأمور التي سنبحث امكانية الاستثمار في هذه الصناعة.
وقال بأن بلاده تساهم في إعادة تأهيل عمل مصافي النفط وعمليات تحلية المياه والكهرباء، كذلك تقوم بتوطين التقنية مع المملكة وتبادل الخبرات في مجال الصيانة وتشغيل محطات الكهرباء في المستقبل، ونوه دولته إلى أن بلاده دعمت دوماً المملكة للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وأن قبولها سيساهم في نمو التجارة العالمية.
٭ دولة رئيس الوزراء: طرحت مبادرات سلام عديدة للخروج من مأزق العلاقات الإسرائيلية والذي كلف منطقة الشرق الأوسط الكثير على ما يزيد على نصف قرن. كيف تقيمون المبادرة العربية التي طرحها الملك عبدالله؟
- طرح الملك عبدالله مبادرة سلام في عام 2002 حث فيها إسرائيل على الانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف. ان حكومتنا تؤيد بشدة جهود الحكومة السعودية في تسوية النزاع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وفي الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتجارة الكوري للسلطة الفلسطينية في يونيو الماضي فإن حكومتنا وافقت على توسيع العلاقات الثنائية مع السلطة الفلسطينية من خلال افتتاح مكتب تمثيلي. كما ان العلاقات بين السلطة الفلسطينية وكوريا تعززت أكثر من خلال زيارة وزير الخارجية الفلسطيني إلى كوريا في اكتوبر الماضي.
ان حكومتنا تعترف بأن تطور السلطة الفلسطينية عامل حاسم في عملية احلال السلام في الشرق الأوسط. اننا نعتزم تقديم 6 ملايين دولار أخرى كمساعدات في المستقبل زيادة على 5 ملايين دولار قدمت في شكل مساعدات خاصة في عام 2004 لإعادة إعمار فلسطين وتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني.
ان حكومتنا تدرك جيداً ان تسوية النزاع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لهو جوهر المهام نحو إرساء سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط، وسوف نستمر في التعاون الفعال مع جهود حكومة المملكة العربية السعودية في تحقيق هذه الغاية.
٭ دولة رئيس الوزراء: على صعيد الأزمة النووية لنظام بيونغ يانغ وباعتباركم جاراً لها.. إلى أي نقطة وصلت المفاوضات السداسية؟ وهل توافقون على البرنامج النووي الكوري الشمالي عبر وسائل عسكرية؟
- لقد تم تبني بيان مشترك حول الأغراض والمبادئ التي تناولتها المحادثات السداسية خلال الجولة الرابعة من المفاوضات.
ونعتقد اننا دخلنا أخيراً في مرحلة اتخاذ القرار بشأن المسألة النووية الكورية الشمالية.
وتتمثل المهمة التي نحن بصددها حالياً في وضع خطط واقعية ومحددة لمتابعة تنفيذ البيان المشترك. لقد كانت المرحلة الأولى من الجولة الخامسة من المباحثات السداسية، والتي عقدت في بكين في الفترة من 9 إلى 11 نوفمبر أول اجتماعات تتطرق لهذه المهمة. وفي ذلك الاجتماع طرح كل جانب آراءه ومواقفه وعمل على تعزيز التفاهم بين المشاركين. ووفر الاجتماع اساساً لتحقيق تقدم على صعيد الاتفاقات واجراءات المتابعة في المستقبل.
لقد وافقنا على عقد الجولة الثانية من الاجتماعات في أقرب موعد ممكن وسوف تستمر حكومتنا في بذل أقصى الجهود من أجل القيام بدور فعال للتوصل سريعا إلى اتفاق حول إجراءات متابعة تنفيذ البيان المشترك.
ان موقف حكومتنا يتمثل في انه ينبغي التوصل لحل للمسألة النووية الكورية الشمالية بطريقة سلمية عبر الحوار والمفاوضات.
٭ دولة رئيس الوزراء: ما هو موقفكم من استثناء إسرائيل لامتلاكها برنامجاً نووياً في منطقة الشرق الأوسط؟
- اننا نؤيد المبدأ الأساسي المتمثل في المشاركة الفاعلة في الجهود المشتركة التي يبذلها المجتمع الدولي حيال نزع الأسلحة النووية ومنع الانتشار النووي.
وعليه فإنه من المهم أن تكتسب معاهدة الحد من الانتشار النووي باعتبارها حجر زاوية الجسم الدولي لمنع الانتشار النووي الصفة العالمية واننا نحث الدول غير الأعضاء في الانضمام إلى معاهدة الحد من الانتشار النووي بلا إبطاء. علاوة على ذلك فإننا نؤيد وضع المنشآت النووية والمواد النووية تحت إجراءات السلامة الشاملة لوكالة الطاقة الذرية.
وبناء على الموقف أعلاه، فإننا نؤيد قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤتمر العام لوكالة الطاقة الذرية التي تحث إسرائيل على الانضمام لمعاهدة الحد من الأسلحة النووية وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.
٭ دولة رئيس الوزراء: تردد مؤخراً عن وضع جدول لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق. هل تؤيدون ذلك؟ وهل لديكم نية لسحب القوات الكورية الجنوبية؟
- ليس للقوات المتعددة الجنسيات والولايات المتحدة حالياً جدول زمني محدد لسحب قواتها الموجودة في العراق.
وسوف يشهد نهاية هذا العام انتهاء مدة بقاء القوات الكورية في وحدة «الزيتون». وتعمل حكومتنا حالياً على بحث امكانية تمديد فترة بقاء هذه القوات.
وسوف نعطي اعتبارا كاملا لمختلف الظروف مثل وضع اجندة سياسية للعراق والأحوال الأمنية في المستقبل في تحديد ما إذا كان بالامكان تمديد فترة بقاء القوات الكورية في وحدة الزيتون من عدمه.
٭ دولة رئيس الوزراء: خلال زيارتكم للمملكة ما هي أبرز المجالات الاقتصادية التي تنوون التباحث بشأنها مع القيادة السعودية؟
- ان صناعة البتروكيماويات تستخدم ثروات الغاز الطبيعي الهائلة الموجودة في المملكة العربية السعودية ونحن ندرك ان الحكومة السعودية تركز على الاستثمار في هذه الصناعة كجزء من سياستها الرامية إلى التحديث والتحوط لنضوب الثروات البترولية في المستقبل. اننا نعد صناعة البتروكيماويات واحدة من الحقول الواعدة في المملكة العربية السعودية.
٭ دولة رئيس الوزراء: عملت الحكومة الكورية في مطلع الستينيات على تكوين مجموعة من المؤسسات الصناعية تسمى «الشيبول» وذلك كقاعدة للتصنيع السريع وتحقيق التنمية الاقتصادية، وقد توجهت هذه المجموعات في السنوات الأخيرة من التنوع إلى التخصص في المنتجات اضافة إلى تكوين تحالفات واندماجات ما هو تأثير ذلك على حجم الصادرات الكورية إلى منطقة الشرق الأوسط ومستوى منافستها مع الدول الآسيوية المجاورة؟
- شهد اقتصادنا بعد حقبة الستينيات من القرن العشرين نمواً كمياً في اقتصاديات الانتاج الموسع المتمركز حول الشيبول.
ولكن بتزايد المنافسة العالمية فإن تراكم المشكلات البنيوية في عملية النمو الكمي اسفر عن أزمة مالية في عام 1997.
ومنذ تلك الازمة المالية فإننا ضاعفنا الجهود من اجل الإصلاح البنيوي وتعزيز المقدرات التقنية العالية والصناعية.
ونتيجة لذلك فإن الصادرات الكورية لمنطقة الشرق الاوسط سجلت في العام الماضي رقماً قياسياً بلغ 11 مليار دولار أي ضعف حجم الصادرات خلال أزمة عام 1997 المالية والذي بلغ 5,1 مليارات دولار.
كما أن الصادرات للمملكة العربية السعودية ازدادت في العام الماضي إلى 1,7 مليار دولار بعد أن كانت في حدود مليار واحد في عام 1997، مع التركيز على السيارات والمنسوجات. وبالاضافة إلى ذلك فإن كوريا سجلت زيادة كبيرة في معدل الصادرات بلغ 31٪ بالمقارنة مع الدول الآسيوية المنافسة ماعدا الصين على أساس تزايد التنافسية الصناعية.
'' دولة رئيس الوزراء: تعتبر كوريا الجنوبية شريكاً اقتصادياً مهماً للمملكة بحكم وجود استثمارات مشتركة في مجال الطاقة بين البلدين وبحكم تنامي أسعار النفط والدعوات المتكررة لزيادة الاستثمارات في مجال الطاقة. كيف تنظرون إلى مستقبل الاستثمار بين البلدين؟
- استقطبت كوريا الاهتمام باعتبارها بيئة آمنة للاستثمار بما لديها من مستوى عالمي في مجالي تقنية المعلومات والتقنية الحيوية.
وعلى وجه الخصوص فاننا نستطيع بناء نموذج تعاوني يحقق مكاسب مشتركة لبلدينا من خلال الاستثمار في صناعات الطاقة الكورية.
وعليه فإن هناك مجالاً عظيماً لزيادة الاستثمارات المشتركة. وسوف تتمكن المملكة العربية السعودية من تأمين سوق بترولية ضخمة ورفع حجم فوائدها الاستثمارية في كوريا في حين تستطيع كوريا كسب مصدر ثابت للبترول.
٭ دولة رئيس الوزراء: ماهو تأثير الخلافات بين كوريا الشمالية وأميركا على تدفق الاستثمارات وحركة الصادرات من كوريا الجنوبية خاصة أن هناك قوات أميركية تتواجد على اراضي كوريا الجنوبية؟
- لقد تضاعف الخطر الجيوسياسي في شبه الجزيرة الكورية نتيجة للنزاع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول قضية كوريا الشمالية النووية صحيح ان هذا الوضع فاقم من قلق المستثمرين الأجانب.
وأشارت وكالات التصنيف الدولية مثل «اس اند بي» و«فيتش» إلى ان مثل هذه المخاطر الجيوسياسية سوف تشكل عقبة امام تعزيز السمعة الوطنية لكوريا.
وبعد اختتام المحادثات السداسية في شهر سبتمبر الماضي، فإننا نأمل في ان يؤدي تخفيف المخاطر الجيوسياسية في شبه الجزيزة الكورية إلى تعزيز سمعة كوريا ورفع اسعار البورصات مما يؤدي إلى مزيد من جاذبية بلادنا للمستثمرين الاجانب.
لقد رفعت فيتش سمعتنا الوطنية الى مستوى (+ء ) كما أن شركات تصنيف أخرى اخذت تنهج نفس النهج. كما أننا حققنا مستوى قياسياً عالياً من خلال الارتفاع المضطرد في اسعار البورصات.
٭ دولة رئيس الوزراء: دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكوريين لنقل وتوطين التقنية في السعودية.. ما مدى التعاون بين البلدين في هذا الشأن؟ وإلى أين وصل؟
- تساهم الصناعات الكورية في إعادة تأهيل عمل مصافي النفط وعمليات تحلية المياه وفي قيام البنيات الأساسية في السعودية في المصانع الكبيرة مثل محطات الكهرباء والمحطات الفرعية لمحولات الكهرباء. وتملك كوريا الجنوبية الخبرات والتقنيات الرفيعة في مجال الإنتاج مثل تقنية المعلومات والسلع الرأسمالية الصناعية. وقد شهدت السعودية في الآونة الأخيرة زيادة في عائداتها من مبيعات النفط نسبة لارتفاع اسعار النفط في العالم وزادت من حجم استثماراتها في مجالات النفط. ومن خلال تنفيذ مشاريع مشتركة ذات فائدة للطرفين يمكن لبلدينا زيادة تعاونهما في مجال محطات الكهرباء. ونحن نثق في أن مثل هذا التعاون سوف يقود إلى نقل وتوطين التقنية وتبادل الخبرات والخبراء في مجال صيانة وتشغيل محطات الكهرباء في المستقبل.
٭ دولة رئيس الوزراء: استضافت كوريا الجنوبية الاجتماع الثالث لزعماء الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهندي خلال الفترة من 18 إلى 19 نوفمبر الحالي تحت عنوان «نحو الاقتصاد الواحد، واجه التحدي، اصنع التغيير» كيف تنظرون إلى نتائج هذا الاجتماع في دعم الاقتصاد الكوري وتسهيل وصول المنتجات الكورية إلى الأسواق وخاصة إلى منطقة الشرق الأوسط؟
- تعتبر منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهندي هيئة تعاونية إقليمية تساهم ب 58 بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي للعالم و46 بالمائة من حجم التجارة العالمية. ومما لاشك فيه ان استضافة كوريا الجنوبية للاجتماع قد عزز صورتها كبلد تجاري متقدم وسلط الضوء على سياسة الحكومة الكورية لفتح الأسواق الكورية أمام المنتجات الأجنبية قد استفادت الشركات الكورية من طرح منتجاتها في الأسواق الخارجية.
٭ دولة رئيس الوزراء: كما تعلمون فإن السعودية أصبحت العضو رقم 149 في منظمة التجارة العالمية.. كيف تنظرون إلى أهمية المملكة في هذه المنظمة؟
-لقد دعمت كوريا الجنوبية دوماً قبول السعودية في منظمة التجارة العالمية وبهذه المناسبة تود القيادة الكورية تهنئة السعودية على قبولها في المنظمة بعد 12عاماً من المفاوضات. وبصفتها ثالث عشر أكبر دولة مصدرة وثالث وعشرين دولة موردة في العالم تحظى السعودية بمكانة وأهمية خاصة في مجال التجارة العالمية ومما لاشك فيه ان قبولها في المنظمة سوف يدعم الأخيرة ويدعم نشاطاتها. وسوف تجذب الإصلاحات الاقتصادية التي اعتمدتها السعودية المستثمرين الأجانب مما يعتبر دفعة قوية للاقتصاد السعودي.
٭ دولة رئيس الوزراء: اتجهت المملكة مؤخراً إلى الانفتاح على اسواق شرق آسيا خاصة اسواق الصين واليابان.. إلا أنه يلاحظ التعاون التجاري والصناعي السعودي الكوري لم يرتق لمستوى التطلعات رغم أن الشركات الكورية كانت السباقة في الثمانينات في تنفيذ المشاريع العملاقة في المملكة. في رأيكم إلى ماذا يعزى ذلك؟
- تعتبر السعودية هي سابع اكبر شريك تجاري لكوريا وفي المقابل تعتبر كوريا ثالث اكبر شريك تجاري للسعودية وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 8,81 مليارات دولار في عام 2002 و 10,68 مليارات دولار في عام 2004 وهو في زيادة مطردة. ويحافظ البلدان على علاقات اقتصادية وتعاونية متينة واعتقد ان بلدينا يملكان الفرص لتعزيز نشاطهما التجاري وتعاونهما في المزيد من القطاعات.
٭ دولة رئيس الوزراء: المنتجات الكورية تجد إقبالاً كبيراً في السوق السعودية نظراً لجودتها وتفوقها على الكثير من الصناعات الأخرى.. كدولة صناعية إلى أين تتجه كوريا على الخارطة الدولية؟ وماهي أبرز الصناعات الكورية؟
- تشكل صناعات شبه الموصلات والسيارات وبناء السفن حجر الزاوية أو ماتسمى ب «البقرة الحلوب» قاعدة الاقتصاد الكوري وادى انتعاش هذه الصناعات إلى نمو الاقتصاد المحلي وساهمت في إنعاش هذا الاقتصاد وهيأته للمنافسة عالمياً. وتعتبر صناعة شبه الموصلات خاصة أكبر صناعة تصديرية في كوريا منذ عام 1992 وتقود هذه الصناعة نمو الاقتصاد الكوري وساهمت بنسبة 10,4 بالمائة في نمو الاقتصاد في عام 2004. ومن اجل تعزيز قدراتها التنافسية في العالم لابد لكوريا من التركيز على التقنية الحديثة وتطويع التقنيات لترقية منتجاتها خاصة في مجال الصناعات الحديثة مثل صناعة الروبوتات الذكية وتقنية المعلومات.
٭ دولة رئيس الوزراء: كيف تنظرون إلى السوق السعودي؟
- بفضل الارتفاعات الحالية في أسعار النفط وخطط منظمة أوبك الرامية إلى زيادة الإنتاج فقد زاد حجم الاستثمارات الداخلية مستفيداً من عائدات النفط وبناء على ذلك سوف يشهد الاقتصاد السعودي انطلاقة هائلة وسوف يصبح في وضع يمكنه من تحقيق نمو في جميع المجالات الصناعية. وقد تحررت المملكة من الاقتصاد القائم على عائدات النفط وتقوم حالياً ببناء صناعات بديلة من خلال الاستثمار في قطاع التصنيع. وينتظر تطبيق هذه السياسة بنجاح مع استقرار الأوضاع السياسية في المملكة ويتوقع للسوق السعودي تحقيق المزيد من التوسع.
'' دولة رئيس الوزراء: تكتسب زيارتكم للمملكة أهمية كبرى، خصوصاً للتجار السعوديين.. هل يحمل فخامتكم رسالة أو دعوة أو مقترحاً للتجار المحليين؟
- من الضروري الإشارة إلى ان التبادل والتعاون بين المملكة وكوريا الجنوبية قد بدأ في مطلع السبعينيات عندما دخلت الشركات الكورية سوق البناء في الشرق الأوسط ومنذ ذلك الحين حافظ البلدان على علاقات تعاون وثيق بينهما. وهنالك كثير من الأشياء المشتركة بين البلدين وقد قاما ببناء علاقات وشيجة بينهما قائمة على الثقة المتبادلة والتعاون. وتمتلك كوريا التقنية والخبرات في مجال صناعة السيارات والالكترونيات والحديد بينما تمتلك المملكة الطاقة الوفيرة والموارد والمال. الاقتصاد في البلدين مكمل لكل منهما في البلد الآخر وهما شريكان مثاليان. فكوريا دولة رئيسة في شمال شرق آسيا والمملكة دولة مركزية في الشرق الأوسط. وسوف يكون الاجتماع الثاني للجنة التعاون الاقتصادي بين البلدين فرصة طيبة للقاء رجال الاعمال من الجانبين. آمل بأن تكون زيارتي المقبلة للمملكة فرصة لتبادل المعرفة والخبرات بناء على الصداقة القائمة بين بلدينا ونأمل في قيام شراكة بيننا لاتكون قاصرة على مجالات البناء والكهرباء بل شاملة لجميع مجالات الصناعة الحديثة مثل صناعة تقنية المعلومات.
٭ دولة رئيس الوزراء: حجم التبادل التجاري هو المعيار الرئيس للتعبير عن التلاحم الاقتصادي بين الدول في رأيكم ما هي الآلية التي يمكن للسعودية وكوريا ان تعتمدا عليها لزيادة حجم التعاملات التجارية؟
- المملكة تقوم الآن بإصلاحات اقتصادية عديدة لبناء صناعات بديلة للاقتصاد القائم على النفط. وبفضل تقنية المعلومات والموارد البشرية الخبيرة والمقدرات التنافسية في مجال الصناعات، خاصة صناعة بناء السفن والسيارات وشبه المواصلات فإن الشركات الكورية سوف تساهم في بناء اقتصاد تكميلي ثنائي بين المملكة وكوريا وزيادة حجم التجارة الثنائية بدخول الشركات الكورية السوق السعودية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.