يرد هذه الأيام على لسان بعض ممن لم يسدد ما عليه من قيمة أقساط قرض صندوق التنمية العقاري المتأخرة قول بقرب صدور مكرمة ملكية كريمة باعفائهم من تسديد هذه الأقساط المستحقة منذ عقود من الزمن وكأني بهم يقولون سوف يفوز الدهاة!! الذين لم يسددوا قرشا واحدا على أمل قدوم هذا اليوم وسيخسر المنتظمون في السداد، الذين يردون الحقوق لأهلها أولا بأول طمعا في ما عند الله ثم الاستفادة من العفو المتواضع من قبل الدولة. السؤال الذي يطرح نفسه على مثل هؤلاء: أتعتقدون أن دولتنا لا تقيم للعدل بين رعايها أي وزن حين فكرتم بمثل هذه الصيغة من العفو؟ وهل يعقل فيها أن تكرم الممتنع عنها وتنسى المقبل على الله أولا ثم عليها بالوفاء بسداد ما اقترضه منها، لكن هناك قلوب مريضة تنظر إلى أن هذا الحق من حقوقها مثلها مثل غيرها ممن أخذ ولم يسدد مع أنه معلوم أن من أخذ شيئا من حقوق المسلمين بغير وجه حق فإن الله سوف يجازيه به يوم القيامة مهما أوجد لنفسه من مبررات واهية، فهل نحن فعلا نعيش تخلفا فكريا يحمله الكثير منا حيث ثقافة الذات هي المسيطرة على تفكيرهم. ومع ذلك لا أحد في هذا البلد الكريم يتمنى ألا يحصل أهله وشعبه على مكرمة ملكية مهما كان شكلها فالكل يأمل في دولته أن تكرمه دون ظلم لأحد وهي أهل لذلك فالمواطنون جميعهم يستحقون المساواة في الاستفادة من الاعفاء من القروض، فإذا ارادت دولتنا يحفظها الله أن تكرم شعبها بخصوص السلفة العقارية فإنها سوف تكون عادلة في ذلك بحيث أن أول من يجب أن تكرم الذين سددوا أقساطهم أولا بأول ثم تنظر فيمن امتنع، أو على الأقل سوف تقصر العفو على من ثبت اعسارهم عن السداد، وليعلم كل مواطن استفاد من الصندوق وتأخر في التسديد انه قد ساهم في تأخر قروض الآلاف من المواطنين لسنوات طويلة، وكما استفاد فليدع أخاه وابنه يستفيدان ايضا لا تحرمهما ما قد وهبك الله كما أن ضخ مبالغ اضافية للصندوق من شأنها أن تنشط الاستثمار العقاري والعمراني حيث تقدر قيمة المتأخرات على المواطنين لصالح الصندوق بثلاثين مليار ريال، وليعلم ايضا بأن هذا القرض حق مشروع لأبناء هذا الوطن والأجيال القادمة كما أوضح ذلك مصدر مسؤول بصندوق التنمية العقاري، وبذلك يعتبر دينا على المقترض كما أكد ذلك العلماء التقاة وفي مقدمتهم مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حيث شدد من جهته يحفظه الله على أهمية تسديد قروض البنك العقاري وعدم المماطلة بالسداد، لأن ذلك من الدين، مشيرا إلى أهمية قيام الورثة بالسداد في حالة وفاة المقترض. فالدعوة لكل من في ذمته هذا الدين أن يبادر بالسداد ابراء للذمة وطمعا فيما عند الله ثم فيما تقدمه الدولة من عون ولا تنظر إلى من هلك كيف هلك ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا فكل إنسان سوف يحاسب على ما فعله هو فقط فلن يفيد يوم الحساب الأعظم العذر بأنك أخذت مثل ما يأخذ غيرك أو أن هذا حقك في بيت مال المسلمين، فحتى شيم الرجولة لا تقر بأن يأخذ الإنسان حقه من الآخر بعد أن ائتمنه في مال، فان اعتقد الممتنع عن السداد أن الدولة عاجزة في استيفاء دينها فانه بذلك يكون مخطئا فها هو الصندوق يستعد حاليا لالزام المقترضين القدامى بالسداد كل حسب ظروفه المادية، فعلا نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا ومع ذلك ما زال فينا خير كثير حيث لن أنسى ذلك الشيخ الموسر يرحمه الله حين وجه له سؤال عن مدى استفادته من صندوق التنمية العقاري في بناء أحد المباني التي يملكها فرد قائلا لم اتقدم إلى الصندوق بسلفة في حياتي، وذلك تعففا منه ولأنه يرى أنه يوجد من هو في حاجة لهذه المعونة.. هدى الله الجميع لما فيه خير..