كشفت وسائل الإعلام الألمانية عن نية الحكومة الألمانية تزويد سلاح البحرية الإسرائيلية بغواصتين حديثتين. المهم في الخبر هو أن برلين ستتحمل ثلث تكاليف الغواصتين البالغة مليار يورو. وحرصت الحكومة الألمانية السابقة من الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر وقبل ان تسلم مقاليد السلطة الى الائتلاف الحكومي الجديد في الحصول على موافقة مستشارة ألمانياالجديدة انجيلا ميركل من حزب المحافظين للمصادقة على اتمام الصفقة بعد أن كانت قد فشلت في تمريرها في الماضي بسبب معارضة شديدة لمشاركة ألمانيا في تمويل صفقة السلاح هذه. واستناداً الى التقارير الصحفية فإن لجنة برلمانية خاصة منبثقة من مجلس الأمن الاتحادي كانت قد اجتمعت بشكل سري وحصلت على موافقة وزير الخارجية المنتهية خدمته يوشكا فيشر (من حزب الخضر) غير ان الوزير الأخضر لم يحضر شخصياً للتوقيع على العقد وإنما ارسل سكرتيراً للدولة لينوب عنه. ومن المهم التذكير بأن اسرائيل سبق وان حصلت على ثلاث غواصات من ألمانيا من طراز «الدولفين». الغواصات الجديدة تتمتع بأرقى تقنية ألمانية وأكثرها تطوراً وستكون قادرة على البقاء والعمل تحت الماء لمدد طويلة. صيحات التحذير التي اطلقها العديد من السياسيين اليساريين ومن الخضر بعدم تصدير السلاح الى اسرائيل لم تنفع كما لم ينفع ايضاً النقد الخجول الذي صرح به خبير عسكري، فنفريد ناختفاي، من حزب الخضر لصحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) حول هذه الصفقة، رغم تأكيده على تفهم بلاده حاجة اسرائيل للدفاع عن نفسها في محيط يهددها - حسب قوله -. كما أكد ان بلاده تقدم الدعم اللازم لإسرائيل إنطلاقاً من فهمها لهذه الحاجة الماسة ولكنه اعرب في نفس الوقت عن قلقه من ان يقود تزويد اسرائيل بالسلاح الى سباق تسلح في المنطقة وأن على ألمانيا ان تكون حذرة. وفي نفس السياق أكد على ضرورة ان تتنبه برلين الى عدم تغيير بناء الغواصتين بطريقة تحولها الى غواصات نووية لاحقاً وأن تحرص على ضمان ذلك. كل ذلك يحصل في وقت تعاني فيه ألمانيا من مشاكل اقتصادية كبيرة وارتفاع في معدل البطالة وعجز في الميزانية كما يتناقض مع سياسة مد جسور الثقة واعتماد لغة الحوار مع الشرق العربي المسلم ومع نهج حوار الحضارات الذي تفخر برلين بتبنيه، ويتعارض في نفس الوقت مع موقفها التاريخي الذي رفض الحرب على العراق.