بدأ مجلس أوروبا امس تحقيقا رسميا في مزاعم نقل سجناء بطريقة سرية مرورا باوروبا الى سجون سرية تابعة لوكالات الاستخبارات الأمريكية. وقال تيري دايفيس الأمين العام لمجلس اوروبا انه طلب الحصول على معلومات من الأعضاء في منظمته البالغ عددهم 45 دولة حول مزاعم وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان مرتبطة باجراءات الاعتقال غير المشروعة للمشتبه في انهم من «الارهابيين» على حد وصفه في اراضيهم. والدول الأعضاء ملزمة بتقديم معلومات صحيحة ردا على طلب دايفيس. كما طلب دايفيس ايضا من الحكومات الحصول على ضمان بانهم لم يكونوا على علم بوجود هذه السجون السرية أو بعمليات نقل سجناء اليها في الفترة من يناير عام 2002 وحتى الآن. وقال دايفيس ان جدية هذه الاتهامات تشير الى أن رد اوروبا على هذه الايضاحات سيتعدى كونه تصريحات سياسية تقليدية. وكانت الجلسة البرلمانية التي عقدها المجلس قبل اسبوعين قد أوكلت مسؤولية التحقيق في هذه الاتهامات إلى ديك مارتي النائب السويسري. وقال مارتي في باريس انه لا يملك دليلا حتى الآن الا انه يجب أخذ هذه المزاعم على محمل الجد بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نقلت سجناء اسلاميين بشكل سري عبر أوروبا. لذا طلب مارتي تفسيرا من الحكومة الأمريكية حول 31 رحلة جوية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وذكرت تقارير اعلامية أن الطائرات استخدمت في نقل سجناء اعتقلتهم الوكالة وانها الفعل توقفت في عدة أماكن بأوروبا.ومن ناحية أخرى ذكرت صحيفة كورير النمساوية امس ان طائرة نقل امريكية نقلت مشتبه بأنهم ارهابيين ومرت فوق المجال الجوي للنمسا عام 2003 ولم تحصل على تصريح بذلك. وعندما علمت المعارضة النمساوية بذلك طلب الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر تفسيرا له وأعلنا أنه سيتم ارسال احتجاجا رسميا الى واشنطن. وأكد الميجور جنرال ايريش وولف القائد بالقوات الجوية النمساوية في مقابلة اذاعية صباح أمس نبأ مرور الطائرة الامريكية بالاجواء النمساوية عام 2003. وأضاف أن الامر تسبب في اطلاق انذار وأقلعت طائرات عسكرية نمساوية لتحري أمر الطائرة المشتبه بها لكن السلطات رأت أنه لا يوجد مدعاة للاشتباه في أن المجال الجوي النمساوي تعرض للاختراق. وقال وولف إن طراز الطائرة الأمريكية يشير إلى أنه يمكن استخدامها ايضا لنقل مدنيين، وبموجب الموقف الحيادي الذي تتبناه النمسا فانه لا يتم حظر الا الطيران العسكري الأجنبي غير المرخص. من جانبه، اكد وزير الخارجية الاسباني ميغيل انجيل موراتينوس في مجلس النواب انه «مقتنع» بشرعية توقف الطائرات الاميركية في اسبانيا يشتبه بانها تنقل معتقلين اسلاميين الى سجون سرية في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). وقال موراتينوس امام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاسباني ان «الحكومة الاسبانية مقتنعة حسب المعطيات المتوفرة لديها بان كل عمليات التوقف في المطارات الاسبانية جرت في اطار القانون». واضاف ان «الحكومة ستعزز عمليات مراقبة المطارات المدنية (من اجل التوصل) الى آليات للتحقق اكثر كمالا» وتحدث موراتينوس عن توقف طائرات اميركية عشرين مرة في ارخبيلي الباليار والكناري الاسبانيين مؤكدا انها رحلات «سمحت بها» الحكومة الاسبانية وخصوصا رحلتان تنقلان مهاجرين من الولاياتالمتحدة الى نيجيريا وليبيريا. ويحقق القضاء الاسباني في توقف طائرات اميركية عشر مرات في ارخبيل الباليار بين كانون الثاني - يناير 2004 وكانون الثاني - يناير 2005 وربما في ارخبيل الباليار حيث تؤكد الصحف ان طائرات استأجرتها وكالة الاستخبارات المركزية توقفت عشر مرات. وقال موراتينوس ان «اسبانيا من الدول النادرة التي طلبت توضيحات (من الولاياتالمتحدة) وفتحت عملية قضائية». وذكر موراتينوس بان الولاياتالمتحدة بلد «صديق وحليف»، موضحا ان واشنطن اكدت مرتين للحكومة الاسبانية ان هذه الرحلات لا علاقة لها «باي راكب سري» و«اي نشاط غير مشروع». ورد نواب الكتلة الشيوعية والقوميون واليمينيون بعنف على موراتينوس ودانوا «الغموض الكبير» الذي يلف هذه القضية مشيرين مثلا الى اتصال بين طياري طائرة اميركية وبرج المراقبة في الكناري، وصفوا الرحلة بانها «عملية مرتبطة بسجون». وتحدث الشيوعيون الذين طالبوا عدة مرات باستجواب وزيري الداخلية والدفاع بدون جدوى، عن «مؤشرات خطيرة» تدل على انها طائرات لنقل معتقلين.