دانت محكمة الاحتلال المركزية في القدس اثنين من المستوطنين بالمشاركة في خطف وحرق الشهيد الفتى محمد أبو خضير، غير أنها أجلت النظر في قضية المتهم الرئيسي للنظر في "أهليته النفسية" في ضوء التقرير الذي قدمه محاميه وادعى فيه بأنه مختل عقليا. في غضون ذلك تظاهر العشرات من ذوي الشهيد والمواطنين المقدسيين أمام المحاكمة مطالبين بإنزال أقصى العقوبات بحق المستوطنين المجرمين. واقر قضاة المحكمة أن المتهم الرئيسي ويدعى يوسيف حاييم بن دافيد من مستعمرة "ادام" شمال القدس ارتكب الجرائم المنسوبة إليه في لائحة الاتهام إلا أنهم يمتنعون في هذه المرحلة عن إدانته للنظر في رأي طبيب نفساني قدمته هيئة الدفاع عن القاتل بن دافيد قبل عدة أيام. وقال محمد جبارين المحامي المسؤول عن قضية الطفل محمد أبو خضير أن محكمة الاحتلال المركزية عينت جلسة بتاريخ العشرين من يناير المقبل للنطق بالحكم على المستوطنين القاصرين المدانين بتهمة خطف وحرق الطفل أبو خضير. وأشار جبارين إلى أن قاتل الطفل الرئيسي قد التزم الصمت منذ بداية انعقاد المحاكم أي من قبل عام ونصف، ليحاول تثبيت أنه يعاني اختلالا، لكنه أكد أن الشخص الذي يقوم بالجريمة التي ارتكبها "حاييم بن دافيد" ومعاونيه لا يمكن أن يكون مختلا عقليا. يذكر أن ثلاثة مستوطنين يقودهم المجرم "حاييم بن دافيد" اختطفوا أبو خضير محمد في يونيو 2014 الماضي (خلال شهر رمضان) وهو متوجه لصلاة الفجر في المسجد، وأقدموا على حرقه حيا في أحراش قرية دير ياسين المدمرة غربي القدسالمحتلة. ونقل عن والد الفتى محمد أبو خضير على هامش جلسة المحاكمة القول: إنهم لا يعولون على القضاء الإسرائيلي في إنصافهم ونصرتهم، لافتا إلى أن ما جرى في المحكمة اليوم ما هو إلا محاولة لتبرئة المتهم الرئيسي، فلو كان القاضي عادلا لرفض التقرير النفسي الذي قدمه له محامي المتهم، "لأنه مضى على بدء تداول القضية في المحاكم الإسرائيلية عام ونصف، فلماذا لم يقدم التقرير النفسي منذ البداية، وكل ما يجري في مداولات المحاكم هو محاولة لتضليل الرأي العام". كما نقل عن والدة الشهيد أبو خضير قولها "بعد عام ونصف أتخيل جريمة إحراق ولدي، وأفكر بما دار بينه وبين المستوطنين قبل حرقه.. لا أستطيع أن أصف كيف تغيرت أحوالي، فقدان محمد حرمني النوم وجعلني في حالة قلق مستمر"، وقالت انها لا تنتظر من المحاكم الإسرائيلية شيئا إنما تطلب من الله أن يحرق المجرمين الثلاثة كما حرقوا نجلها. وكان العشرات احتشدوا أمام المحكمة المركزية في القدسالمحتلة للمطالبة بتوقيع أقصى العقوبات على المتهمين الثلاثة، وإثبات أن قضية أبو خضير هي قضية شعب بأكمله، بالإضافة لإثبات أن الفلسطينيين لن ينسوا الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحقهم. وقالت المتضامنة هناء أبو خضير إن المحكمة الإسرائيلية بإجرائها اليوم قامت بقتل الفتى محمد أبو خضير للمرة الثانية، فجرد فكرة النظر بتقرير نفسي مقدم من طرف القاتل يعد انتهاكا لعدالة قضية الشهيد.