تقف لوحدها.. تحلق في سماء الذكرى الواسعة بجانب أرجوحة بيضاء قديمة لم تستخدم منذ زمن! تحمل في نظراتها حزناً دفيناً.. وذكرى عميقة للغاية.. وشظايا أحلام..!! بالقرب منها عصفور صغير.. لم يعد يقوى على الطيران لأن احد جناحيه قد كُسر فلم يعد يقوى على التحليق في السماء العالية.. نظرت إليه وقالت: (يوماً ما أيها العصفور ستطير وتبتعد عن الأرض لتحلق وسط السحب.. حينما يُجبر كسرك فقط ما هي سوى فترة طالت أم قصرت!) وبدأت في إطعام العصفور فكرت في الجلوس على تلك الأرجوحة القديمة المُهملة لتستريح وربما لتستعيد الذكرى أكثر.. وبدأت في هزها وأرجحتها.. تذكرت منذ سنين مضت كيف كانت هذه الأرجوحة حلماً شاهقاً بالنسبة لها عندما كانت طفلة.. تذكرت كم بذلت من الجهد لإقناع أبويها بشرائها لها.. كانت بالنسبة لها لعبة بغاية الضخامة.. حلم وأي حلم؟ حلم من الطراز الرفيع!! ابتسمت بسخرية على حلمها الطفولي وهي تتأمل هذه الأرجوحة المركونة التي أضحت بلا قيمة أو معنى!! تمتمت بلا مبالاة: (لا شيء يستحق الندم!!) وأخذت تتأرجح.. وتتأرجح معها ذكرياتها..!!