قد يتفق الكثيرون أن المشاركات الخارجية للأندية السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة وإن كانت أكثر بطولات إلا أنها بدت تأخذ طابعاً مستقلاً عما نشاهده في الملاعب المحلية، فما أن يعود فريق يخسر بطولة خليجية أو عربية أو آسيوية إلا وهو (ملطخ) بمشاكل أخرى تشمل الضرب والبصق والشتم.. وغيرها من المشاكل المشابهة، وكأن من كان يلعب في ملاعبنا يختلف 180 درجة عندما يلعب في أرض أخرى. نخطئ كثيراً حينما نحمل لاعبي الاتحاد وحدهم ماحدث، فهم وإن كانوا دوماً يسلمون من العقوبة بشكل (غريب)، إلا ان السلبيات حدثت لأندية أخرى، بعضها قد يكون معلناً لأن كاميرات التلفزيون نقلته بشكل مباشر وبما لا يدع المجال للشك فيها، وبعضها قد يكون مستتراً في أمور أخرى أقوى أثراً لكنها لن تظهر في الكاميرات لبعدها عن ذلك.. ربما في مقر سكن الفريق بالفندق.. أو حتى بالطائرة. مبارياتنا المحلية وتنقلات فرقنا جواً وأرضاً مدعاة فخر لنا كرياضيين، فهي الأكثر انضباطاً والأقل شغباً سواء من اللاعبين أنفسهم أو الإداريين أو حتى الجمهور، من يتذكر آخر حادثة عراك جماعي حدثت في ملاعبنا مقارنة بملاعب دول أخرى مجاورة، بلا شك واقعنا (محلياً) لا خلاف فيه أبداً ونظام تعامل إدارات الأندية والاتحاد الكروي رسخ مفهوم التنافس الشريف بحدود ظاهرة وواضحة. حادثة أسامة المولد وركله لمصور تلفزيوني في مباراة فريقه مع الوداد بالمغرب، لن تكون الأخيرة بكل تأكيد دام أن اسلوب إعداد فرقنا نفسياً و (إدارياً) شبه مفقود إن لم يكن معدوماً. لنتأمل واقع الفريق الاتحادي حين وصوله ونشاهد كيف تمت (تعبئة) اللاعبين وشحنهم نفسياً من قبل إدارة الفريق، بإبراز أن الاخوة المغاربة يتعمدون عرقلة الاستعدادات تارة، وتارة أخرى بتكرار تأخر الباص وإغلاق الأضواء الكاشفة في التمارين، كل ذلك تشحن اللاعبين (نفسياً) حين يدخلون اللقاء بفكر الانتقام والتحدي الشخصي وليس الرياضي، ولذلك حينما خسر الفريق اللقاء حدثت هذه الأمور التي نقلتها (أمانة) المخرج بكل احترافية مهنية. إداريو الأندية المرافقون قد يزيدون الطين بلة، يروى أن أحد مدراء الكرة في أنديتنا يترك المجال أمام اللاعبين مفتوحاً حين الانتصار في المباراة الخارجية قبل العودة إلى الوطن، النظام ينحل وتغيب المتابعة الإدارية مكافأة للفوز، لذلك نستمع إلى القصص المثيرة عن مغامرات نجومنا في الخارج بفضل هذه النوعية من المديرين. الإداري الأكثر نشاطاً وبروزاً خلال السنوات الأخيرة (فهد المصيبيح) ومن واقع متابعة شخصية لعمله مع إدارة المنتخب واجه ضغوطا كبيرة في بداية مشواره مع الأخضر وكادت أن تتطور وتكبر، كان اللاعبون يطالبون بحريات ومساحات اكبر كالتي (تمنحها إدارات سابقة) وخاصة في أوقات الراحة والخروج من مقر السكن، بينما المصيبيح كان يحرص على وضع توقيت خاص (في وقت مبكر)، لعودة اللاعبين، والمجال هنا ليس ذكر شخصيات أو مواقف بحد ذاتها لأن المجال سيطول. باستثناء لاعبي الاتحاد، غالبية اللاعبين المخالفين خارجياً يتلقون عقابات قاسية من الاتحاد السعودي وهذا مايعني بأن العقوبة بحد ذاتها لا تكفي، يجب أولاً أن نفكر ونتأمل واقع مديري الكرة في أنديتنا وكيف يعدون اللاعبين وكيف يفكرون في إخراج بهدوء من أرضية الملعب عقب انتهاء المباراة حتى نتلافى مزيداً من الإشكاليات التي تتعاقب على أنديتنا.