هناك أشخاص ذوو هيئة طيبة ومظهر ناعم وهادئ أو مظهر طيب ومستضعف يتسولون العطف والحنان من الناس وبأنهم مساكين بينما هم في الواقع هؤلاء الأشخاص رجالاً كانوا أو نساء أشخاص حاقدون وبدون ضمير فهم يزرعون الفتنة والكراهية أينما ذهبوا وبأسلوب ذكي جداً بل وعبقري بحيث لايستطيع أحد اكتشافهم بسهولة إلا إذا ركز عليهم، وأعطاه الله الفطنة لملاحظتهم. قال تعالى: (يستخفون الناس ولايستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لايرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا) سورة النساء آية 108. فهؤلاء الأشخاص للأسف لم يستغلوا ذكاءهم الحاد في نجاحهم أو عمل شيء يفيد المجتمع أو اختراع شيء يشار له بالبنان ويرفع اسم بلاده عالياً، بل استغلوه أسوأ الاستغلال في تدمير كل شيء حولهم حتى أقرب المقربون لم يسلموا منهم، فلديهم براعة في تدمير وتحطيم العلاقات الاجتماعية وتراهم خلف كذا حالة طلاق بين زوجين، وأيضاً التفرقة بين الأصدقاء فلا يهدأ لهم بال حتى يفسدوا في الأرض فهم يقومون بنشر الفتنة، قال تعالى: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين). سورة النور - آية 24 - 25. لكن هل هم مظلومون؟ هل هم ضحايا للمجتمع بحيث أصبحوا يحولون أي شخص ناجح أو سعيد في حياته يصادفهم إلى فريسة يسهل اصطيادها وتدميرها. معظم الأشخاص الحاقدين على المجتمع عندما نقرأ السيرة الذاتية لهم نجد أنهم أشخاص حرموا من الحب والحنان صغاراً، إما بموت أمهم أو بطلاقها «ولايخفى علينا دور الأم في حياة الطفل» ومن ثم العيش مع امرأة أب تريهم الامرين فهي بالطبع لن تشبع حاجياتهم النفسية من حب وحنان وأمن وغيره.. الخ. وهي بالتأكيد لن تربيهم على المبادئ والمثل والأخلاق الحميدة، بل ستربيهم على الحق ونبذ المجتمع وكرهه وذلك من خلال تعاملها السيئ معهم فهم لم يروا من امرأة أبيهم (وليس الكل بالطبع) إلا الأوامر والكراهية والضرب وعدم الرغبة بهم وغيره من أحاسيس كثيرة عندما تفقد أثناء الطفولة لن يستطيع أي أحد تعويضها. فهم لم يعرفوا معنى الحب والعطاء والإيثار فكيف يقدمون الحب والخير سواء لأهلهم أولأولادهم وهم في حقيقة الأمر لم يجربون قط في حياتهم. هل نلومهم.. أم نلوم المجتمع.. أم نلوم الظروف التي أوصلتهم إلى ماهم فيه. وأخيراً أقول مهما كانت الظروف التي أوصلتهم إلى ماهم فيه، ومهما كانت قاسية فلن يستطيع أحد أن يغيرهم (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). فلابد أن يتجهوا إلى الله ويغيروا أنفسهم ويهذبوها ويربونها من جديد وأن يتعاملوا مع الناس بمنظور الإسلام ويروا الله في كل تصرفاتهم.. فهي كفيلة في تدريبهم وعلاجهم مما هم فيه من غل وحقد وغيره من أمراض نفسية مدمرة لهم قبل أن تكون مدمرة لغيرهم من الناس. قال تعالى: (أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون). سورة النور آية 50. فالراحة الراحة فلي اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه واتقاء دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاج. والله من وراء القصد