هدف بريطانيا إلى إغلاق جميع محطات الكهرباء العاملة بالفحم بحلول 2025 في إطار خطط أعلنتها الأربعاء لتصبح أول اقتصاد كبير يحدد موعدا لغلق محطات الفحم الملوثة للبيئة بغرض الحد من انبعاثات الكربون. وقالت وزيرة الطاقة والتغير المناخي أمبر رود إن بلادها ستنظر في استخدام محطات للكهرباء تعمل بالطاقة النووية والغاز الطبيعي بدلا من محطات الفحم لاستكمال منظومة الطاقة المتجددة. وقالت الوزيرة متحدثة في معهد المهندسين المدنيين "لا يمكن أن يكون مقبولا لاقتصاد متقدم مثل اقتصاد المملكة المتحدة أن يعتمد على محطات كهرباء تعمل بالفحم عمرها 50 سنة وتلوث البيئة بإنتاجها انبعاثات كثيفة الكربون." وساهمت المحطات التي تعمل بالفحم بنحو ثلث إمدادات الكهرباء في بريطانيا العام الماضي لكن المحطات التي ما زالت تعمل في البلاد وعددها 12 محطة بينها محطات كثيرة قديمة سيتم غلقها خلال العشر سنوات القادمة بسبب تشديد المعايير البيئية للاتحاد الأوروبي. وقالت رود أن الحكومة ستبدأ مشاورات في الربيع القادم لوضع مقترحات لإغلاق جميع محطات الكهرباء العاملة بالفحم وغير المجهزة لحبس وتخزين انبعاثات الكربون بحلول 2025 وتقييد استخدامها اعتبارا من 2023. وقال متحدث باسم وزارة الطاقة والتغير المناخي إن من المقرر بلورة التفاصيل بعد التشاور مع القطاع. وقالت رود إن الحكومة ملتزمة بتحقيق الهدف الذي يفرضه القانون والمتمثل في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050 إلى 80 بالمئة عن مستوياتها في 1990. وأضافت قائلة "أحد أعظم الإسهامات التي يمكننا تقديمها لخفض انبعاثات قطاع الكهرباء وأقلها تكلفة هو إحلال المحطات العاملة بالغاز محل محطات الفحم." وتصدر محطات الغاز نحو نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تولدها محطات الفحم لكل ميجاوات من الكهرباء. وتلقى خطوة الابتعاد عن الفحم ترحيبا من النشطاء في مجال مكافحة التغير المناخي الذين يسعون لتقليص انبعاثات الكربون المسببة للاحتباس الحراري. وقال نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور الناشط في مجال مكافحة التغير المناخي "تبدي المملكة المتحدة نوعا من القيادة التي يجب أن تتحلى بها دول العالم للتوصل إلى اتفاقية ناجحة في باريس وحل أزمة المناخ." ومن المقرر أن يجتمع زعماء العالم في باريس هذا الشهر لإجراء مفاوضات للأمم المتحدة سعيا إلى اتفاق للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.