لاشك في ان أفضل سنوات العمر لانجاب الأطفال عند الانثى هي سنوات العقد الثاني من العمر - أي مابين سن العشرين وسن الثلاثين - في هذه الفترة تكون المرأة قد تخطت فترة المراهقة المتعبة واكتمل نضوجها وبلوغها تماماً واصبحت دورتها الشهرية منتظمة وغددها الجنسية نشطة وفعالة والبويضات التي يفرزها المبيض بالغة ومكتملة، اما من الناحية النفسية فالمرأة التي بلغت سن النضوج هي أكثر استقراراً من غيرها ثم انها تكون قد انهت دراستها الثانوية وجزءاً من دراستها الجامعية مما يزيدها ثقافة وعلماً ويجعلها أكثر توازناً في عاطفتها وسلوكها وتصرفاتها وأكثر تقبلاً لفكرة الحمل والولادة وتحمل المسؤوليات العظيمة الناجمة عن هذا الوضع الجديد، ان هذه المرحلة السنية للمرأة هي الفترة الذهبية لها حيث انها في الغالب تكون خالية من الأمراض العضوية وتتمتع بحالة نفسية جيدة مما يساعدها لتقبل الحمل وتغيراتها العديدة. اما مرحلة مابعد سن الخامسة والثلاثين فتبدأ مرحلة جديدة من حياة المرأة تتميز بعدة تغيرات وتبدلات نفسية وعاطفية وجسدية عميقة وقد تظهر بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل أمراض الكلى وكذلك عدم انتظام الدورة الشهرية وبدء مغيب النشاط الهرموني للمبيض وضعف البويضات الصالحة للتلقيح بالإضافة لفقد المرأة الكثير من قدراتها الجسدية والنفسية والعصبية للانجاب وتربية الأطفال خصوصاً في هذه الايام المليئة بالهموم واوجاع الرأس، لذا اؤكد على عدم التأخير في الزواج وكلما كان الزواج مبكراً كانت الفائدة أعظم للزوجين وكذلك عدم تأخير الانجاب، اما لاسباب دراسية أو اجتماعية أو اقتصادية بل المحاولة على الاستفادة من فترة الانجاب الخصبة من جميع النواحي الطبية والنفسية والجسدية. اما بالنسبة للزوج وهذا امر هام جداً يجب التنبيه اليه فهو الآخر يكون قد تقدم في السن امام زوجته التي تصغره عادة بعدة اعوام، كما هو سائد في عادتنا الشرقية. والتقدم في العمر يفقد الكثير من عوامل الانجاب الجيدة فتتناقص عدد الحيوانات المنوية، كما تقل حركتها وتتبدل التفاعلات البيوكيماوية فيها مما يلحق بعض الضرر في الكروموسومات والنواة الحاملة للمواصفات الوراثية وهذا من شأنه التسبب في إلحاق خلل ونقص في البويضة الملقحة مما قد يؤدي إلى ولادة أطفال مشوهين ولكن هذه النسبة ضئيلة جداً.