اخذت المزاعم باللجوء الى الرشوة من اجل حصول المانيا على حق استضافة مونديال 2006 منحى تصاعديا جديا بعدما قامت الشرطة بمداهمة مقر الاتحاد الالماني لكرة القدم في اطار التحقيق بالمبلغ الغامض الذي انفقته اللجنة المنظمة وقدره 7ر6 ملايين يورو. وهنا الشخصيات الخمس الاساسية في هذه القضية التي كشفت النقاب عنها مجلة "در شبيغل" التي اتهمت نجم المنتخب الالماني ومدربه السابق "القيصر" فرانتس بكنباور والرئيس الحالي للاتحاد المحلي للعبة نيرسباخ بتورطهما في دفع الرشى من اجل حصول بلادهما على حق استضافة مونديال 2006. وتحدثت المجلة الاسبوعية عن ان اللجنة المنظمة لمونديال المانيا 2006 انشأت حسابا خاصا وضعت فيه مبلغ 7ر6 ملايين يورو بتمويل من رئيس شركة اديداس للوازم الرياضية الراحل روبرت لويس - دريفوس من اجل شراء اصوات اسيا الاربعة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي "فيفا" الغارق منذ اشهر بازمة فضائح الرشى والفساد وآخر فصولها توقيف رئيسه المستقيل السويسري جوزف بلاتر ورئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني 90 يوما بسبب دفعة تلقاها الاخير من فيفا عام 2011. واشارت "در شبيغل" الى ان بكنباور ونيرسباخ علما بهذا الحساب الخاص عام 2005، اي قبل عام على استضافة بلادهما لمونديال 2006. واعترف الصحافي الرياضي السابق الذي يترأس الاتحاد الالماني منذ 2012، بدفع مبلغ 10 ملايين فرنك سويسري (7ر6 ملايين يورو حينها) الى الاتحاد الدولي "فيفا" عام 2002 بواسطة رئيس شركة اديداس للوازم الرياضية الراحل روبرت لويس-دريفوس. واشار رئيس الاتحاد الالماني البالغ من العمر 64 عاما الى ان هذه الدفعة لم تكن رشوة بل دفعت بطلب مسبق من اللجنة المالية في فيفا من اجل مساعدة المانيا على نيل منحة مالية قدرها 170 مليون بهدف مساعدتها على استضافة الحدث، لكن فيفا نفسه نفى هذه الادعاءات. واتخذ قرار دفع هذا المبلغ بعد اجتماع عقده بكنباور مع رئيس فيفا السويسري جوزف بلاتر بحسب ما اشار نيرسباخ الذي اكد مجددا بانه "لم يكن هناك اي صندوق اسود واي شراء لاصوات". كما اعترف اسطورة كرة القدم الالمانية الذي شغل منصب رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006، في 26 اكتوبر الماضي بانه ارتكب "خطأ"، متبنيا نسخة نيرسباخ من القضية ونافيا ايضا اي رشوة في ملف استضافة بلاده لمونديال 2006. لكن الرجل الذي قاد بلاده الى اللقب العالمي عام 1974 كلاعب وعام 1990 كمدرب لم يعط اي توضيح بشأن الخطأ الذي ارتكبه. ووجه رئيس الاتحاد الالماني من 2006 الى 2012 اصابع الاتهام الى الادارة الحالية واتهمها بالكذب في ما يخص مبلغ ال 7ر6 ملايين يورو او في ما يخص وجود "الصندوق الاسود" الذي انشئ من اجل مساعدة المانيا في سباقها الى مونديال 2006. ويؤكد سوانتسيغر ان نائب الرئيس السابق للجنة المنظمة لمونديال 2006 هورشت شميت اعترف له بان المبلغ المذكور دفع لرئيس الاتحاد الاسيوي السابق القطري محمد بن همام الموقوف مدى الحياة بتهمة الرشوة في السباق الى رئاسة "فيفا". كما يؤكد سوانتسيغر ايضا ان غونثر نيتسر، صانع العاب المنتخب الالماني سابقا وسفير مونديال 2006، كان اول من اعترف له في 2012 بان المانيا اشترت اصوات ممثلي اسيا الاربعة في اللجنة التنفيذية لفيفا. ونفى نيتسر ما كشفه سوانتسيغر وهدد بمقاضاة الاخير الذي تمسك بما قاله، مؤكدا بان زوجة الدولي السابق كانت موجودة خلال الحديث الذي دار بين الرجلين. ونفى الرئيس المستقيل لفيفا السويسري جوزف بلاتر، الموقوف موقتا في قضية فساد اخرى، ادعاءات نيرسباخ بشأن طلب فيفا دفع مبلغ ال7ر6 ملايين يورو من اجل ان تنال المانيا منحة ال170 مليون يورو. "لم اطلب ابدا المال من بكنباور، ابدا في حياتي. لم اطلب يوما المال من الاتحاد الالماني، كل ما يقال ببساطة غير صحيح"، هذا ما يؤكده بلاتر.