أهم نقطة في الزراعة المنزلية هي اختيار الأنواع التي سيتم زراعتها وهذا راجع لاختياركم والوقت المناسب للزراعة ومن فاته أن يزرع هذه الأيام فيمكنه الزراعة في الفترة من 15 يناير الى نهاية فبراير. تخيلوا ماذا يمكن زراعته هذه الفترة؟ قد يبدو الاختيار ضيقا جداً ولكن أبشركم أن قائمة النباتات التي يمكن زراعتها سواء بالبذور أو الشتلات التي يمكن شراؤها من المشاتل ستعجبكم، فهذه الأيام يناسب زراعة الخس والملفوف والزهرة والبروكلي والبطاطس والبصل والثوم والفاصوليا والطماطم والباذنجان والفلفل البارد والحار والبقدونس والجرجير والكزبرة والملوخية وأيضاً زراعة ما تختارونه من النباتات الطبية مثل الشاي الأخضر والنعناع والنعناع المديني والحبق أو الريحان والمرامية والزعتر والكراوية واليانسون والشمر وحبة البركة وحصى البان أو اكليل الجبل (الروز ماري) والستيفيا والخزامى (اللافندر) والبابونج والسنامكي والمورينجا. ما رأيكم؟ هل هذه قائمة كافية ؟ نعم، إذاً ماعليكم الا اختيار بعض الأنواع التي يمكن البداية بها وكلها سهلة الزراعة والرعاية.. كيفية الزراعة أفضل مكان للزراعة هو الحديقة المنزلية وإذا لم يوجد لديكم حديقة يمكنكم استغلال البلكونة أو السطح وذلك بالزراعة في أحواض سواء بلاستيكية أو خزفية تسمى مراكن أو أصص ولها أحجام وأشكال مختلفة وأسعارها معقولة، وسأشرح لكم طريقة الزراعة ببساطة ويمكنكم الاسترشاد بمقاطع الفيديو المتوفرة في الانترنت عندما تبحثون عن الزراعة في المنزل. كل ما نحتاجه هو توفر المكان المناسب للزراعة وضمان الري ففي الحديقة المنزلية يتوفر الري الآلي وهو الأفضل لضمان عدم نسيان ري الشتلات وعند الزراعة في الأحواض لابد من الري يومياً وهناك وسائل متوفرة في محلات الزراعة عبارة عن خزانات صغيرة توفر الري الدائم وكل ما تحتاجه هو إعادة تعبئتها كل ثلاثة ايام او أربعة حسب الحجم. الخضروات مثل الطماطم والخس والملفوف والزهرة والباذنجان والفلفل والبروكلي والشاي الأخضر والنعناع والحبق والمرامية والزعتر وأكليل الجبل والستيفيا والخزامى والسنامكي يتم شراء شتلاتها من محلات الزراعة وستكون في أصص صغيرة، أما الخضروات الأخرى التي ذكرتها سابقاً مثل الجرجير والبقدونس والكزبرة والبصل والملوخية والفاصوليا فتزرع بذورها في الأحواض مباشرة. المكان المناسب للزراعة يحتاج سمادا عضويا يباع في محلات الزراعة بحوالي 7 ريالات للكيس ويكفي لزراعة عدد كبير من الشتلات سواء في أرض الحديقة أو الأحواض. في حال الزراعة في الأحواض نحتاج لتربة زراعية وهي متوفرة في أكياس كبيرة لا يتجاوز سعر أحدها 15 ريالاً وتكفي لعدد كبير من الأحواض متوسطة الحجم. يتم خلط السماد العضوي مع التربة الزراعية بمعدل واحد إلى خمسة أو أكثر ثم يعبأ المخلوط في الأحواض ولا يملأ الحوض تماما وإنما يترك حيز للري. يتم عمل حفرة في الأرض أو الحوض بمقدار حجم الأصيص الذي فيه الشتلة ويتم اخراج الشتلة ومعها كامل تربتها بعناية وتوضع في الحفرة ويردم عليها بالتربة من كل جوانبها، وتسقى بكمية كافية من الماء، ويستمر في ريها يوميا بكمية بسيطة من الماء حوالي نصف كوب ماء لكل شتلة أو حسب حجم النبتة. الزراعة في أرض الحديقة تحتاج فقط لخلط التربة العادية مع السماد العضوي بكميات قليلة ويمكن إضافة قليل من التربة الزراعية لأنها تحسن تهوية الأرض، ويمكن ري النباتات بكميات أكبر مما نروي به الأحواض لعدم الخوف من تسرب الماء كما يحدث في الأحواض. أسهل النباتات زراعة هي البقدونس والكزبرة والجرجير والملوخية وهي تزرع بالبذور أما الشاي الأخضر والنعناع والمرامية والحبق تزرع الشتلات الصغيرة بحيث يكون كل منها في حوض مستقل وإذا أردتم زراعتها في الأحواض المستطيلة يمكن زراعة أكثر من شتلة من نفس النبتة بحيث تكون المسافات بين كل منها حوالي 15 سم. بعد أسبوعين ستلاحظون نمو الشتلات بشكل جميل وبعد أسبوعين آخرين يمكنكم قطف بعض أوراق الشاي الأخضر والنعناع والحبق ولا تقطعوا سيقانها لكي تنمو أوراق جديدة وأيضاً الفائدة الطبية في الأوراق وليست في السيقان. أما اكليل الجبل والستيفيا والمرامية فتحتاج لوقت نمو أطول. وأيضاً النباتات الأكبر مثل السنامكي والمورينجا تحتاج لحوالي ستة أشهر حتى تكبر. لا تحتاج تلك النباتات إلى أسمدة أو مبيدات، فقط تحتاج لاستمرار ريها وتعرضها للشمس أو للضوء لمدة 8 ساعات يومياً وحتى إن لم يتوفر ضوء الشمس الطبيعي فيمكن استخدام الإضاءة الكهربائية العادية مثل الفلوريسنت (النجف) لمدة 8 ساعات يومياً. لماذا نزرع في المنزل؟ تخيلوا أنكم تتناولون أغذية عضوية صحية زرعتموها بأنفسكم ومنحتموها الرعاية والاهتمام حتى ولو لم يكن كل ما تأكلونه من عمل أيدكم إلا أن شعوركم بتناول بعض الخضروات أو النباتات من حديقة المنزل هو شعور رائع ومشجع لاستمرار التجربة وتطويرها، وهناك فائدة أخرى قد تبدو غريبة بعض الشيء ولكن بعد تتبعها وجدت أنها صحيحة وعليها صرت أبني البرامج الصحية التي أقدمها لمراجعي عيادتي قائمة على ما سميته «الحياة الصحية» أي الاهتمام بكل جوانب حياة الإنسان وليس طعامه فقط ولهذا لا أعتقد أن الحميات لوحدها تعالج الأمراض بما فيها السمنة، وسأخبركم بسر لا أخفيه. هذا السر نتاج اطلاع على بحوث علمية وكتب منشورة ومناقشة مع كثير من العلماء المختصين في العالم، السر أيها السادة والسيدات الكرام أن أكبر مسبب للأمراض الجسدية والنفسية في وقتنا الحاضر ليست الجراثيم أو الأمراض الوراثية بل هو نمط الحياة غير الصحي وماتشاهدونه أو تسمعونه من قصص مؤلمة لما يعانيه الكثيرون من علل نفسية مثل الاكتئاب والقلق وأيضاً مايعانيه آخرون من سوء التغذية بزيادة أو نقصان أو ضعف في العظام والعضلات وربما بعض الأمراض المزمنة كلها تبدأ من نمط الحياة غير الصحي أو غير السليم لكيلا ينصرف أذهان البعض لعبارة قد يرون فيها صعوبة في التطبيق . قبل تقاعدي كنت أجهد نفسي كثيراً في العمل ولا أكاد أجد وقتاً للاستمتاع بحياتي بل لا يكفي الوقت لانهاء كل أعمالي والآن ألاحظ ماكان يحدث لي يعاني منه بعض مراجعي عيادتي بل يتصاحب معه إجهاد نفسي وجسدي من الأعمال أو الظروف الاجتماعية أو الصعوبات الحياتية فأوصيهم بالانفكاك من دوامة الحياة الرتيبة المزعجة وعمل أي شيء آخر محبب للنفس أو الدخول في تجربة جديدة مهما كانت بسيطة. أذكر أن أحد كبار علماء النفس الذين ناقشتهم قبل سنوات كان يقول أفضل علاج للأمراض النفسية العصرية هو التوقف عدة مرات في اليوم عن العمل وعمل شيء آخر وليس بالضرورة الاسترخاء أو النوم بل عمل شيء محبب للنفس يخرج الانسان من الدوامة القاتلة ويعطيه فرصة للراحة بطريقة أخرى بحيث لا يرتبط بما يعمله الشخص قبلها ولا بعدها يعني عمل شيء مختلف تماما جسديا وذهنيا، وعندما ذكرت له أننا كمسلمين نعمل ذلك حيث اننا نؤدي الصلاة خمس مرات في أوقات موزعة على اليوم انبهر بذلك وقال إذًا لا يوجد لديكم أمراض نفسية قلت له بل هي موجودة ولكن ربما أقل من المجتمع الغربي لديكم، سألني لماذا إذاً؟ قلت له إن أغلبنا يؤدي تلك العبادة وفكره لا زال فيما هو فيه سابقاً ولاحقاً. ومما خرجت به من النقاش أن مزاولة الهوايات يساعد على تحسين الصحة الجسدية والنفسية ومن أفضلها التعامل مع الكائنات الحية مثل النباتات والحيوانات والطيور، فتجربة الزراعة في المنزل مفيدة ومسلية وهواية رائعة. الحديقة تحتاج إلى الحرث قبل الزراعة