اعتبر رئيس النظام السوري بشار الاسد أمس الاحد خلال لقاء مع وفد برلماني روسي ان "القضاء على التنظيمات الارهابية" من شأنه ان يؤدي الى حل سياسي للنزاع الدائر في بلاده. مقتل 43 من قوات النظام في معارك بريف حلب ونقلت الوكالة السورية للانباء عن الاسد "تقديره للمواقف الروسية الداعمة للشعب السوري والتي تجلت مؤخرا في دعم القوى الجوية الروسية للقوات المسلحة السورية في حربها ضد الارهاب". واكد ان "القضاء على التنظيمات الارهابية من شأنه ان يؤدي الى الحل السياسي الذي نسعى اليه في سورية وروسيا ويرضي الشعب السوري ويحفظ سيادة سورية واستقلالها ووحدة اراضيها". واعتبر الاسد ان الموقف الروسي هو بمثابة "كتابة تاريخ جديد لأن هذه الحرب ستحدد مستقبل المنطقة والعالم والانتصار ضد الإرهاب سيحمي ليس سورية فقط بل جميع الدول"، وفق ما نقلت الوكالة. وبدأت روسيا في 30 سبتمبر حملة جوية في سورية استجابة لطلب دمشق، وتقول انها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات "ارهابية" اخرى، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة اخرى. وبعد لقاء استمر ساعة ونصف الساعة مع رئيس النظام السوري، قال احد اعضاء الوفد النائب الكسندر يوشتشنكو لوكالة فرانس برس ان الاسد "مستعد لتنظيم انتخابات بمشاركة كل القوى السياسية التي تريد ازدهار سورية" لكن فقط حين "تتحرر" بلاده من مقاتلي تنظيم داعش، واضاف يوشتشنكو ان الاسد ينوي المشاركة في الانتخابات "اذا لم يكن الشعب معارضا" لذلك. والسبت اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه آن الاوان للتحضير لانتخابات في سورية معتبرا ان الموقف الغربي يبدو انه يتغير ويتجه "نحو فهم افضل" للوضع في سورية. اما المعارضة السورية فاعتبرت دعوة روسيا لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية غير واقعية، وقال القيادي في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار لفرانس برس امس "يتجاهل الروس واقعا حقيقيا على الارض مع نزوح ولجوء الملايين في سورية وخارجها، وحيث المدن تدمر يوميا، ما هي الانتخابات التي يتحدثون عنها في ظل اوضاع كهذه؟" واكد ان "هذا النظام ورئيسه لا يمكن ان يكونا جزءا من مستقبل سورية". كذلك وصف احمد السعود، المتحدث باسم الفرقة 13 المدعومة من الغرب، الانتخابات ب"الكذبة الكبيرة". ووصل الوفد الروسي، المؤلف من نواب وشخصيات اخرى، الى دمشق صباح الجمعة بعد ايام على زيارة مفاجئة قام بها الاسد الى موسكو حيث اجرى محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 43 على الاقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال 48 ساعة من المعارك العنيفة المستمرة مع عناصر تنظيم داعش على طريق خناصر - أثريا بريف حلب. وقال المرصد في بيان أمس الاحد إن المعارك العنيفة لاتزال مستمرة على طريق خناصر - أثريا بريف حلب، بين قوات النظام مدعمة بلواء القدس الفلسطيني ومسلحين موالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، منذ 48 ساعة، إثر هجوم عنيف نفذه تنظيم "داعش" على المنطقة، وسيطر خلالها على عدة كيلومترات مجبراً قوات النظام على إغلاق الطريق، الذي يعد بمثابة الشريان الوحيد الذي يوصل مناطق سيطرة النظام داخل مدينة حلب، بمناطق سيطرته في محافظات ومناطق سيطرته وسط وجنوب وغرب سورية. واشار إلى أن عمليات إعادة السيطرة على الطريق من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها ترافقت مع قصف عنيف للطائرات الحربية الروسية وقوات النظام على تمركزات تنظيم "داعش" الذي لا يزال يسيطر على عدة كيلومترات من الطريق. فيما قتل المزيد من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ليرتفع إلى 43 على الأقل عدد عناصر الأخير الذين قتلوا خلال الاشتباكات المستمرة إلى الآن إضافة لإصابة آخرين بجراح بعضهم بحالات خطرة، فيما وردت معلومات مؤكدة عن مقتل المزيد من عناصر التنظيم، الذين كان قد قتل منه ما لا يقل عن 28 عنصراً خلال ال 24 ساعة الأولى من الاشتباكات، التي تزامنت مع بدء هجوم من قبل تنظيم "داعش" على مناطق سيطرة قوات النظام في محيط السفيرة وتل عرن وتل حاصل بريف حلب الجنوبي الشرقي، بدأه بتفجير عنصر من التنظيم من جنسية خليجية لعربة مفخخة استهدفت تمركزاً لقوات النظام، تبعه اشتباكات عنيفة تقدم خلالها التنظيم مسيطراً على نقاط كانت تسيطر عليها قوات النظام سابقاً. وأشار المرصد إلى أن ذلك ترافق مع معارك عنيفة تستميت فيها قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية في الوصول إلى مطار كويرس العسكري المحاصر في ريف حلب الشرقي من قبل تنظيم داعش حيث شهد المطار الجمعة هجوماً عنيفاً من قبل التنظيم في محاولة لاقتحامه، ترافق مع تفجير مفخخة من قبل التنظيم في المنطقة.