تغييرات وزارية.. الحوثي يتقدم نحو جازان.. إشاعات وأكاذيب من كل شاكلة ونوع، نتناقلها ببرود شديد، دون أن يخطر ببالنا أبعادها الخطيرة سياسياً وأمنياً واجتماعياً واقتصادياً! الشائعة حريق صغير، يزداد التهاباً إذا وجد ضعفاً في بنية الوعي الثقافي بالمجتمع، وينتشر بجنون حتى يصبح جحيماً لا حدود له، نحن نعاني من تلك الآفة، تلك حقيقة نقر بها، وقد أسهم في ذلك تطور وسائل الاتصال وثورة التواصل الإجتماعي خصوصاً (واتس أب وتويتر) لتنكسر قيود الجغرافيا والرقابة والزمن. ولأن حريق الشائعة سريع الانطفاء لو عومل بوعي، فإن اتباع عدد من الخطوات كفيل بإخماد كل شائعة في مهدها، أهمها التأكد من مصدر المعلومة وتاريخها، لأن معظم الإشاعات تعود لمصادر مجهولة!! ثم تأتي الخطوة الثانية، وهي خطوة يستسهلها الكثيرون، حيث يعيدون إرسال ما يصلهم وكأن الأمر مجرد تسلية أو سبق في نقل المعلومة، رغم أن المعلومة قد تحمل أخباراً حساسة مثل مواقع تحركات قوات التحالف في حرب اليمن أو صور معدات عسكرية.. وحتى لو حوت الشائعة قدراً زهيداً من الحقيقة لتسهيل التلفيق، فإنها تسهم في مساعدة العدو على تحليل تلك الأخبار فيشارك ناشرو الإشاعة من حيث لا يعلمون في خيانة الوطن! إن البعض يقع في الوهم حين يذيل ما يرسله من إشاعات بعبارة (منقول أو كما وصلني) ظناً منه بأنها تخلي مسؤوليته القانونية.. وفي الحقيقة ان العبارة لا تعفي من المسؤولية القانونية، ولكن حتى لو تجاوزنا النظام فكيف سنتجاوز المسؤولية الأخلاقية تجاه مجتمعنا وحماية وطننا؟ أخمدوا الشائعات في مهدها ولا تعيدوا إرسالها أبداً.. وهذا أضعف الإيمان! لمراسلة الكاتب: [email protected]