المرجان تكوين من الحجر الحيوي ساعد على تكوينه في البحر بعد الله سبحانه ملايين الحيوانات الدقيقة. ومن الممكن ان تشبه تكوينات المرجان الاشجار المتفرعة والقباب الكبيرة والقشور الصغيرة غير المنتظمة، أو أنابيب الأعضاء الدقيقة وتكون الحيوانات الحية التي تكون المرجان التكوينات بظلال جميلة سمراء مائلة للصفرة، وبرتقالية وصفراء وبنفسجية وخضراء، وفيما تموت الحيوانات تترك هياكل من الحجر الجيري تكون أساسات الحواجز وضلوع في قاع البحر تسمى الشعاب المرجانية. يعيش الكثير من حيوانات البحر الملونة بين المرجان وتتضمن هذه الحيوانات الأسماك ونجم البحر وشقائق البحر، وأحياناً تعلو الكتل المرجانية حتى ترتفع فوق الماء لتكون الجزر المرجانية، ويساعد البحر بأمواجه المتلاطمة على بناء الجزر المرجانية، فهو يكسر النتوءات المرجانية ويكومها، وتلصق الكائنات الاخرى مثل الطحالب الكلسية الأجزاء بعضها مع بعض حتى يتكون بناء صلب، وغالباً تتكون التربة على المرجان، ويبدأ الكساء الخضري في النمو. ولقد تكونت الكثير من الجزر في المحيط الهادئ بهذه الطريقة، ويعيش المرجان النفيس في المياه الباردة، وتنمو بعض أنواع المرجان حتى في أقصى الشمال في الدائرة القطبية. أين توجد الشعاب المرجانية؟ توجد غالباً في البحار الاستوائية الدافئة غير العميقة، لأن المرجان الذي يكوّن الشعاب لا يمكن ان يعيش في مياه درجة حرارتها أقل من 18م، وتمتد الشعاب جنوب المحيط الهادئ، وفي جزر الهند الشرقية، والمحيط الهندي حتى سيرلانكا وحول مدغشقر على ساحل افريقيا الجنوبي الشرقي، وكذلك ساحل البحر الأحمر، وهي تتكون أيضاً على طول ساحل البرازيل الشرقي الاستوائي عبر جزر الهند الغربية. كيف تتغذى بولبات المرجان؟ تتغذى بولبات المرجان بصفة رئيسية على الحيوانات الدقيقة السابحة في المياه، مثل اليرقات أو صغار العديد من أنواع المحار، ولا يمكن ان تعيش الشعاب المرجانية بدون طحالب، وهي تستخدم بعض الطعام الذي تصنعه الطحالب التي تعيش في أنسجة البولبات الخاصة، وتنتج هذه الطحالب مركبات كيميائية تساعد حيوانات المرجان على إبراز هياكلها التي تتكون من الحجر الجيري، وتنمو الشعاب المرجانية فقط في الماء الذي يتخلله ضوء كاف كي يحدث التركيب الضوئي. وتتكاثر بولبات المرجان سواء عن طريق البيض أو التبرعم، وتظهر نتوءات صغيرة تشبه العقد تدعى براعم على البولب الكامل النضج أو على لوح الاتصال من وقت لآخر، ويزداد نمو هذه البراعم، وتنفصل عن الأم، ثم تبدأ في ترسيب حجرها الجيري في المستعمرة. وهكذا تساعد البراعم المستعمرة على الزيادة في الحجم، وتتكون مستعمرات جديدة من بولبات المرجان حينما تصنع بولبات مستعمرة قديمة البيض وينمو البيض حتى يشكل تكوينات دقيقة تسبح بعيداً، ثم تستقر الحيوانات النامية على قاع البحر، وتبدأ في بناء مستعمرات جديدة عن طريق التبرعم. تتغذى كثير من حيوانات البحر المتنوعة بحيوان المرجان ويعوض الفاقد من المرجان عادة نشوء مستعمرات جديدة منه، ونمو المستعمرات القديمة. هناك نوع من المرجان يسمى المرجان النفيس، وهذا النوع من المرجان لا يعيش على الشعاب المرجانية وهو يعيش في المياه الأكثر برودة وعمقاً، كما في البحر الأبيض المتوسط وبحر اليابان. وتنشأ هذه المستعمرات من البولبات، ولكن هياكلها داخلية وليست خارجية، والمرجان النفيس نوع له قيمته في صناعة الجواهر، وله لب صلب يمكن ان يصقل، ويكسبه الصقل ألواناً جميلة جداً حمراء أو وردية أو قرمزية. كما يوجد من المرجان ما يسمى حدائق المرجان ويوجد في سواحل البحر الأحمر المطلة على السودان وجيبوتي وهي حدائق جميلة وجبال من المرجان ترتفع من أعماق البحر حتى تصل إلى قرب السطح خلال المياه الزرقاء الصافية، وهناك مناطق مثل سواكن وجزيرة سام جن تحفل بهذه الشعاب، وفي الجهة الأخرى من البحر الأحمر على ساحل السعودية تقع جزر فرسان الكبيرة التي تبلغ مساحتها نحو ستمائة كيلو متر تمتد من جزيرة الليث إلى جزيرة كمران، حيث تتعرض فيها الشعب المرجانية لأكبر كمية من ضوء الشمس تساعدها على إتمام عملية التركيب الضوئي اللازم لنموها، فتمتد وتتسع الشعاب وتتضخم وتتكون فتبدو للغواصين وراكب الطائرات المروحية رائعة ومتألقة، وتكشف عالماً من الجمال الذي خلقه الله عز وجل في أعماق البحر. كما ان هناك ما يعرف ببحر المرجان وهو جزء من المحيط الهادئ يقع بين الشاطئ الشرقي لاستراليا وجزر سليمان ومجموعة جزر فانواتو، وفي هذا البحر أعداد هائلة من الجزر المرجانية وسلسلة الحواجز البحرية بما فيها الحاجز المرجاني الكبير. ويحتوي الحاجز المرجاني الموجود على الشواطئ الغربية لبحر المرجان، مجموعة من أفضل أنواع المرجان. استعمالات المرجان ماذا قيل عن المرجان قديماً؟ لقد ذكر المرجان في القرآن الكريم، حيث قال عز وجل {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وقال: {كأنهن الياقوت والمرجان} وهذا يدل على جمال المرجان، وقد استخدم المرجان في صنع الجواهر الثمينة التي تتنافس النساء على إقتنائها. واستخدم المرجان في الطب القديم حيث يعرف عادة باسم البسد والعزول. والمرجان يدخل في إكحال العيون فينفع من وجع العيون، ويذهب الرطوبة منها إذا اكتحل به، ويضاف المرجان إلى الأدوية التي تحلل دم القلب الجامد فينفع من ذلك منفعة عظيمة، يقوي العين وينشف الرطوبات المستكنة فيها فهو يغسلها تماماً ويصلح المرجان للدمعة ويعين على نفث الدم ويعتبر المرجان من الأدوية المقوية للقلب النافع من الخفقان وفيه تفريح للقلب، وهو حابس للدم، منشف للرطوبات وهو يجلو الأسنان جلاءً صالحاً وهو يقطع نزف الدم ويذهب باللحم الزائد ويقوي العين، ينفع من قروح الأمعاء.