أعلن مصدر رسمي في الرباط أمس ان السلطات المغربية اوقفت 17 اسلاميا بينهم بلجيكي من اصل مغربي، مرتبطين بتنظيم القاعدة كانوا يعملون على «تشكيل خلية ارهابية». وقال المصدر في بيان «فككت الاجهزة الامنية المغربية خلية ارهابية قيد التشكيل مؤلفة من 17 عنصرا مرتبطين بالتيار الاسلامي المتشدد ويقيمون صلات مع مجموعات صغيرة تتحرك على الحدود العراقية، وعلاقات وثيقة مع كادرات في تنظيم القاعدة». من ناحية أخرى اعترف مشتبه فيه ألقت المصالح الأمنية القبض عليه وهو يحاول التسلل إلى مطار الدارالبيضاء لركوب الطائرة التي كانت ستتجه إلى مدينة أغادير السياحية بأنه كان يعتزم القيام بعمليات إرهابية. وقال المشتبه فيه للمحققين بأنه كان «ذاهبا إلى الجهاد في سبيل الله». وقالت مصادر قريبة من التحقيقات إن المشتبه فيه ينحدر من مدينة فاس وكان ينوي القيام بعمليات تخريبية في مدينة أغادير السياحية. ولم تفصح المصادر عن التيار أو التنظيم المتطرف الذي ينتمي إليه المشتبه فيه مكتفية بالإشارة إلى أنه لا يزال يخضع لتحقيقات مكثفة من طرف العديد من الأجهزة الأمنية. وأوقفت السلطات الأمنية رجال أمن كانوا مكلفين بحراسة مدخل مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء يوم الجمعة من أجل التقصير في مهامهم والإهمال كما عاقبت آخرين بعقوبات مختلفة. وكان المتهم تسلل ذلك اليوم إلى مطار الدارالبيضاء واستطاع الوصول إلى الباب المخصص للمسافرين متجاوزا كافة الحواجز الأمنية قبل أن يتم إلقاء القبض عليه بعد تفتيشه والعثور بحوزته على مسدس تقليدي. واستجوبت فرقة خاصة رجال الأمن الذين كانوا مكلفين بالحراسة ذلك اليوم بعد تجريدهم من أسلحتهم. ونفى رجال الأمن الموقوفون علاقتهم بالمتهم وأكدوا أن التقصير والإهمال الذي اتهموا به يتحمل فيه المسؤولية آخرون. وأضافوا أن التقصير ابتدأ عند الحواجز الأولى عند الباب الرئيسي للمطار وليس عند حاجز الباب الأخير المؤدي إلى قاعة المسافرين مشيرين إلى أن المراقبة في هذه النقطة تقتصر في مراقبة أمتعة المسافرين. وكان المتهم أوهم رجال الشرطة أنه برفقة سيدة وطفليها واستطاع أن يتجاوز حاجز التفتيش على اعتبار أنه سبق مراقبة أمتعة حقائب «زوجته» التي مرت عبر الآلة الكاشفة. وشكلت الإدارة العامة للأمن الوطني خلية أزمة ترأسها مدير مراكز شرطة الحدود المغربية. وقالت مصادر أمنية مطلعة إن الخلية اتخذت قرارات عزل في حق العديد من رجال شرطة الحدود كما قامت بتغيير مراكز آخرين وأخضعت البعض الآخر ممن كانوا مكلفين بحراسة الحواجز عند مطار الدارالبيضاء للتحقيقات. ويشار أن المغرب كان طلب من دول متقدمة خلال المؤتمر الذي شارك فيه ونظمته شرطة الانتربول منذ شهرين بألمانيا بمساعدته على تجهيز مطاراته بأحدث التجهيزات على اعتبار أنه مستهدف بالإرهاب. وينسق الانتربول مع الأمن المغربي منذ تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية وخاصة بعد الاشتباه في تورط مغاربة في عمليات تخريبية ببعض الدول الأجنبية. ويقع المغرب تحت تهديد القيام بعمليات إرهابية ثانية منذ ضربة عمان بعد ثبوت استهدافه من طرف القاعدة. ومنذ ذلك الحين والمصالح الأمنية في حالة استنفار قصوى ومراقبة دائمة للمراكز والمؤسسات الحيوية والسياحية.