اتهمت صحيفة «الاقتصادية» السورية امس رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط/فبراير الفائت، ب«التحضير لمؤامرة جديدة تستهدف سوريا».وكتبت الصحيفة السورية ان «سعد الحريري يعمل حاليا في المحافل الدولية لاستصدار قرار دولي يهدف الى ادانة التدخل السوري في الشان الداخلي اللبناني (...) نتيجة تعليمات صدرت من واشنطن». وقالت ان التعليمات الاميركية «تهدف الى فرض مزيد من الضغوطات على سوريا في مجلس الامن الدولي وذلك تمهيدا ودعما لفرض عقوبات اقتصادية». واتهمت الصحيفة السنيورة بانه يحضر بدوره لمؤامرة ضد دمشق. وتابعت «الاقتصادية» ان سعد الحريري المدعوم من النائب والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط «تحول الى ممول لتيار يعمل بكل امكاناته لحبك المؤامرات وتنفيذ الخطط التي ترسم في الخارج وتطبق في لبنان». ومن جهة اخرى، نقلت الاقتصادية عن «مصادر مقربة من جنبلاط ان الاخير توصل منذ فترة الى قناعة تامة بان سوريا لا علاقة لها باغتيال الراحل رفيق الحريري».وتواظب الصحافة الرسمية السورية على توجيه الانتقادات الى السنيورة وسعد الحريري وجنبلاط. وكانت القوات السورية انسحبت من لبنان في نيسان/ابريل بعد شهرين من اغتيال الحريري، وذلك تحت ضغط المعارضة اللبنانية والشارع والمجتمع الدولي. واشتبه تقرير مرحلي اصدرته لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري في تشرين الاول/اكتوبر في ضلوع ضباط سوريين كبار في الاغتيال. وبهدف اجبار دمشق على التعاون مع التحقيق الدولي، اصدر مجلس الامن في 31 تشرين الاول/اكتوبر القرار الرقم 1636 الذي منح اللجنة صلاحية تقرير مكان وآليات استجواب المسؤولين السوريين المعنيين، ملمحا الى عقوبات. على صعيد آخر اكد رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش ان العالم وخاصة المنطقة العربية تعاني من صراعات ونزاعات ما زالت تؤرق الضمير العالمي وتحدث في دول منطقتنا الكوارث والدمار. وقال الابرش في كلمة له في افتتاح المؤتمر الاقليمي الاول للبرلمانيين العرب في مجال القانون الدولي والانساني ان تطبيق القرارات الدولية بمعايير متباينة خلقت لدى العرب شعورا بالغبن والمحاصرة والانتهاك وما يجري الآن في العراق وما يعانيه الشعب هناك يعزز قولنا هذا.وطالب الابرش المجتمع الدولي باعتماد سياسة واحدة في تطبيق قراراته والتوقف عن اعتماد ازدواجية المعايير حتى تصبح الاممالمتحدة صاحبة هذا القرار الحكم الفصل في كل الصراعات والنزاعات ملاذا للامم والشعوب المظلومة المقهورة في نضالها لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار. واكد المطالبة بتنفيذ القرارين 242و 338 مطالبا باستعادة الجولان المحتل وتنظيف منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. ودعا الابرش المؤتمر الى تأسيس مرحلة جديدة في حياة الدول والشعوب ترعاها القوانين والمواثيق الدولية التي ترسي الزمن والسلام وتجنب مناطق العالم من خطر وويلات النزاعات والحروب بما يحقق الجانب الروحي والانساني الذي يسعى اليه القانون الدولي الانساني.ولفت الابرش النظر الى ان المنطقة العربية مهددة باخطار جسيمة وعلى المجتمع الدولي ان يوليها اهتمامه الاكبر وان يقدم لها العون والمساعدة المادية والعلمية والانسانية لا ان يزيد المشكلات وان يشعل الحرائق الخامدة بتشريع القرارات التي تحمل في طياتها التخويف والتهديد الاقتصادي ومحاصرة حياة الشعوب والسعي الى تجويعها وافقارها تحت ذرائع ومسوغات لاتدنو من الحق ولا من الحقيقة وان كانت ترمي الى محاصرة امالنا وارادتنا في صنع حياتنا ومستقبلنا. وختم الابرش كلمته بالقول ان ما نعانيه من ضغوط ومن قرارات انذار اكيد على اشعال حرائق النزاعات والحروب وتعميم الفوضى والامتثال الذي يخدم مصالح اسرائيل ويهدد موقف السلام.