سؤال كبير يدور في خلد الكثيرين ولا سيما الذين ليس لديهم فهم عميق بتاريخ المنطقة الديني والعرقي والقانوني والأخطار المهددة للأمن العربي على حد سواء ؛ لماذا خاض التحالف العربي الحرب في اليمن؟. فالعرب أمة واحدة وان اختلفت دولهم فأصلهم العرقي هو اليمن حيث انتقل العرب اليمنيون الأوائل إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة لتمتزج العروبة بالدين الإسلامي, وانتشر العرب بعدها من مكة والمدينة إلى أصقاع المعمورة ناقلين معهم قيم التسامح والحضارة الإسلامية التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم, حيث شيدوا حضارتهم ومدنهم ودولهم, وبذلك يتضح باعث القربى ورابطة الدم العربي, حيث ينظر العرب إلى اليمن كوطن أم كما ينظرون إلى مكة والمدينة كوطن مقدس. أما من الناحية القانونية والشرعية فان الدول العربية وقعت ميثاقا يلزم الدول العربية بالدفاع عن أي دولة عربية تتعرض للعدوان في حال طلبها العون والمساعدة وهو ما حدث بالفعل فعندما قامت مليشيا مسلحة وممولة من دولة اجنبية بإسقاط الدولة والحكومة المنتخبة من الشعب اليمني والخروج على الشرعية والسطو على مقدرات الدولة اليمنية, وهدم دور العبادة وتهديد دول الجوار بإعلان صريح من المليشيا المسلحة الحوثية بأنها سوف تحتل مكةالمكرمة, الأمر الذي هدد العرب في امنهم القومي والديني على السواء لصالح دولة أجنبية لها أهداف استعمارية في الخليج, تقوم بتمويل مليشيا الحوثي المتمردة لزعزعة استقرار اليمن وبالتالي الخليج كون اليمن عمق العرب التاريخي والعرقي والجغرافي ولتحقيق مصالح دولة اجنبية معادية, بالإضافة إلى العدوانية التي يتصف بها الفكر الديني لهذه المليشيا المسلحة والدولة الممولة له تجاه اليمن ودول الخليج. أما من الناحية الإنسانية فالعمليات العسكرية بدأت بعاصفة حزم ثم انتقلت إلى إعادة الأمل والبناء والأعمار لكن المليشيا المسلحة لا تزال تصر على العمل العسكري وتعطيل عمليات الإغاثة الإنسانية والسطو عليها؛ معرضة الشعب اليمني إلى مجاعة وأمراض وبائية خطيرة, حيث حرصت دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة على الدور الإنساني والدعم المالي الضخم لمنظمات الغوث في الأممالمتحدة والغوث المباشر أيضا، كما أنه يجب ملاحظة ان أخلاق الفرسان وأخلاق الحرب التي يتحلى بها التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات كانت سببا في اطالة أمدها لان المليشيا المسلحة المتمردة استخدمت المدن والمستشفيات والمدارس والمواقع المدنية لتخزين الأسلحة والصواريخ, مستخدمةً المدنيين كدروع بشرية, مما تسبب في إطالة أمد الحرب لعلمهم الأكيد ان قوة التحالف العربي لن تقتل شعبا هب إلى نجدته بناء على طلب رئيسه الشرعي المنتخب من قبل شعبه, فقوات التحالف العربي قادرة على إنهاء المليشيات بضربة جوية واحدة لكن تمترس الانقلابيين بالمدنيين العزل أطال أمد العمليات العسكرية. كما أن التساهل مع مليشيا مماثلة للحوثيين في احدى الدول العربية تحصل على تمويلها العسكري من ذات الجهة الممولة للحوثي عطل الحياة السياسية في تلك الدولة العربية وجعل قرارها رهينة بمليشيا عسكرية وشوارعها مليئة بالنفايات, فالتجربة الحوثية لها سابقة أضرت دولة عربية. لأجل ذلك كله دخلت قوات التحالف العربي إلى اليمن وطنهم الأم, لإنقاذه وإنقاذ شرعيته المنتخبة, من احتلال عصابات مسلحة خارجة عن القانون والشرعية, تخوض حرباً بالوكالة عن دولة معادية للمنطقة العربية. * محامية إماراتية