عاد رئيس الوزراء اللبناني عمر كرامي مساء امس الى بيروت قاطعا جولة في دول الخليج كان من المقرر ان تقوده الى الامارات اليوم الاربعاء بسبب غياب رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وفقا لما ذكره مصدر مقرب. وكان من المفترض ان يتوجه كرامي الى ابوظبي ودبي ويستقبله الشيخ خليفة الا انه فضل العودة الى بيروت نظرا لغياب الرئيس الاماراتي الذي يزور المملكة حالياً. وعاد كرامي من الدوحة، محطته الثانية في الجولة، بعد ان قام بزيارة الى المملكة. وهي الجولة الاولى لرئيس الوزراء اللبناني منذ تشكيل حكومته في 26 تشرين الاول/اكتوبر. ويرافق كرامي وزراء الخارجية محمود حمود والمال الياس سابا والطاقة موريس صحناوي والاشغال العامة ياسين جابر. وكان كرامي صرح في وقت سابق في الدوحة انه لم يكن هناك اي حوار على المستوى الامني مع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وانما مجرد «تطمينات امنية له ولعائلته».واضاف خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارته الى قطر ردا على جنبلاط الذي اكد رفض الحوار على المستوى الامني ان «ما حدث لم يكن حوارا وانما نقل لرسالتين من الرئيسين اميل لحود وبشار الاسد تطمئن وليد جنبلاط على امنه وامن عائلته».ورحب رئيس الوزراء اللبناني بجنبلاط «معارضا وفي الحكومة» قائلا «لقد امضى 12 سنة في الحكومة بعد الطائف و12 سنة قبله والآن اختار المعارضة فاهلا به في الحكومة وفي المعارضة».وكان قال «اتصل بي بالامس رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري (في لبنان) العميد رستم غزالة«، ولكن «لن ادخل في حوار سوري من خلال ضابط امني سوري، ليس انتقاصا او اهانة لشخص العميد ابدا بل في المبدأ» و«حرصا على صدقية الحوار» مع سورية.وتابع ان اللواء (مدير عام الامن العام في لبنان جميل) السيد اتصل به ايضا. واضاف «اتمنى للقيادة السورية الا تشخصن العلاقة مع لبنان بوليد جنبلاط، (...) بل المطلوب التطبيق الحرفي لاتفاق الطائف... وازالة تدخل المخابرات المتعددة والمتنوعة السورية واللبنانية في الشأن الخاص والعام اللبناني». - على حد قوله -وقد ظل جنبلاط لفترة طويلة حليفا لسورية، رغم اغتيال والده في آذار/مارس 1977 قرب حاجز سوري. الا انه جاهر خلال الفترة الاخيرة بخلافاته مع العاصمة السورية وتحالف مع المعارضة المسيحية واليسارية التي تطالب بازالة الهيمنة السورية عن لبنان.من جهة اخرى، جدد كرامي التزام بلاده بقرارات الاممالمتحدة لكنه استدرك قائلا ان تطبيق القرار 1559 «معقد وشائك وتنفيذ آليته يحتاج الى وقت» مؤكدا تواصل الحوار اللبناني-الاميركي.ونفى ان يكون لبنان جاء يطلب وساطة قطرية مع واشنطن وقال في هذا الصدد «لم نطلب شيئا خلال هذه الزيارة لكننا نقلنا الى الاخوة في قطر فهمنا للقرار الاممي الاخير».ورفض رئيس الوزراء اللبناني اي مشروع للتسوية في الشرق الاوسط يقوم على توطين اللاجئين الفلسطينيين قائلا «هناك اجماع من الشعبين اللبناني والفلسطيني على رفض التوطين وعلى حق العودة».