تعد الفنادق بمختلف درجاتها وفئاتها المقصد الاساسي للسياح وزوار أي بلد في العالم، وتشهد الكثير من الدول المجاورة الى المملكة حركة دائبة للفنادق الكبيرة على مدار العام بسبب فتح المجال امام السياح وتنظيم مناسبات ومؤتمرات على مدار العام بالرغم من ان اسعارها تزيد عن اغلب فنادقنا اذا ما استثنيت مدينة مكة في شهر رمضان وايام الحج. وطالب مسؤولو الفنادق في الرياض بشكل خاص بضرورة تجاوز العقبات التي تقف امام شغل فنادقهم لفترات طويلة على مدار العام، وخاصة عدم تسهيل الحصول على تأشيرات الزيارة للاجانب، وخاصة بعد ان استفادت المنطقة الغربية من تأشيرات زيارة العمرة طوال العام. «الرياض» التقت بعدد منهم حيث عرضوا مطالبهم وافكارهم لانعاش حركة الفنادق بشكل مواز على مدار العام وسنقدمها على جزءين. ركود متواصل عبدالرحمن الصانع مدير عام مجموعة فنادق آسيا رئيس لجنة الفنادق بغرفة الرياض قال في بداية حديثه ان المملكة بشكل عام تشهد عرضاً اكثر من الطلب على الغرف الفندقية في فترات طويلة من العام بالطبع باستثناء مكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة في فترة الحج والعمرة، وتصل نسبة الاشغال في الرياضوالشرقية بشكل عام في حدود 60٪ وتقل عن 50٪ في فترة الشتاء وفي حال تواجد الحكومة في المنطقة الغربية وكذلك في فترة العيدين حيث يغادر الكثيرون الى خارج الرياض وتنقص نسبة الاشغال الى 25٪ كحد ادنى. واضاف الى ان الفنادق تشهد منافسة كبيرة من الشقق المفروشة في الرياض بشكل خاص في ظل وجود ما يقارب 2000 وحدة للشقق المفروشة اسعارها تقل عن الفنادق وتفضل العائلات السعودية السكن بها لانها اقتصادية ومناسبة للعائلة حيث لا يقل عدد الأسرة السعودية عادة عن ثلاثة او اربعة اشخاص ان لم يكن اكثر وهذا العدد من الشقق يقابله عدد 65 فندقاً في الرياض فقط. وتوقع الصانع ان تشهد الفنادق في الفترة القادمة انتعاشاً افضل من حالة الركود الحالية بعد دخول المملكة في عضوية منظمة التجارة العالمية ومع اهتمام المملكة بالجوانب السياحية، وتمنى ان يتاح المجال امام اصدار التأشيرات بسهولة للدخول الى المملكة وخاصة لرجال الاعمال والمشاركين في المؤتمرات والمعارض، والجميع يعرف ان فنادق دبي استفادت من اخطائنا حيث يتاح الحصول للزائر عندهم على (فيزا) بمجرد حجز فندق وتحديد موعد لدخوله وخروجه، وحتى الكثير من صفقات واتفاقات مبدئية بين رجال الاعمال السعوديين مع نظرائهم في الدول الاخرى تتم في دبي كمدينة بها كافة التسهيلات التي يحتاجها رجال الاعمال من سعوديين وغيرهم وبالرغم من ان اسعار الفنادق هناك اعلى من المملكة اضعافاً مضاعفة خاصة في العامين الماضيين بعد تزايد الطلب على دبي والحجوزات المبكرة التي تتركز على المملكة. واضاف علينا ان نعترف بكل شفافية ان نجاح غيرنا في تسويق سياحتهم من فنادق وغيرها قائم على اخطائنا والعقبات التي وجدت واستمرت امام الراغبين في الدخول الى المملكة سواء للزيارة او حتى للمشاركة بمناسبة من ندوات وغيرها.. وشدد الصانع على ان وجود الحكومة في العاصمة ووجود زوار لها واقامة مناسبات دولية واقليمية في ظل مكانة المملكة في المنطقة عامل جذب مساعد لنا على نمو شغل الغرف الفندقية، واذا ما تحرك الجهات المعنية من الهيئة العليا للسياحة وغيرها من الجهات الحكومية لفك ازمة منح تأشيرات السياحة وزيارات العمل القصيرة لفئات محددة من الاجانب الراغبين في زيارة المملكة للسياحة والمشاركة في مناسبات عمل مختلفة، بحيث تربط بحجوزات الفنادق او تذاكر السفر مثل كثير من الدول ولفترات قصيرة ومحددة، او تعطى من المطار مباشرة كتسهيل لهم. وبين الصانع ان تسويق الفنادق في الوقت الحالي في حدود ضيقة لأنه يركز بالطبع على الشركات والمؤسسات والوفود الاجنبية ولا نستطيع التوسع به اذا لم توجد لهم تسهيلات كما ذكرنا، وهذا يجعل العديد من مسؤولي الفنادق يعطي تسهيلات وتخفيضات على الاجنحة والغرف الفندقية بأسعار رخيصة لاتصدق لأن الغرض كثير والطلب قليل جداً، والكثير من الشركات والوكالات السياحية وشركات الطيران عندما ترتبط مع الفنادق في الرياضوالشرقية على سبيل المثال تحصل على عروض خيالية واسعار لا تقارن مع اي دولة عربية اخرى وتزيد عنها المدن المعروفة على المستوى العربي سياحياً بأضعاف، ولذا يقتصر التسويق على التعريف بتواجد الفنادق في المناسبات الكبيرة والمعارض المتخصصة. ونوه الى ان التسويق في الداخل الموجه للسعوديين ذوي جدوى في ظل انتشار الشقق المفروشة في كل حي ومناسبتها كما ذكرنا للعائلة السعودية، ولا يخرج عن تقديم عروض للمهرجانات التي تنظمها المناطق، مثل عروض العروسين في الصيف، وان كان اغلب السعوديين اصبح يقضي ايام الزواج الاولى في الفنادق في السنوات الاخيرة ويحصلون على اسعار ومميزات تقدم في فترة الاعراس بحكم وجود التنافس بين الفنادق للحصول على اكبر قدر من العرسان، وهم بلاشك يحلون ازمة يمر بها المستثمرون في قطاع الفنادق بالمملكة اغلب فترات العام. وقال الصانع في ختام حديثه ان المملكة تفتقر لنشاط منظم وواسع للمناسبات والمعارض والمؤتمرات الدولية التي يعتمد عليها في شغل الغرف الفندقية والشقق الفندقية بشكل كبير كما هو حادث في دبي حالياً حيث ان الكثير من السعوديين يجدول معارض دبي في برنامجها السنوي حتى يجد غرفة شاغرة لاقامته هناك، ولذا نتمنى ان يعزز هذا النشاط لأنه ينعش النشاط بشكل عام وليس الفنادق فقط، وعلى سبيل المثال الرياض ستشهد انشطة الاسبوع القادم مثل منتدى الطاقة ومناسبات اخرى ستحرك الركود القائم وخاصة بعد عودة الحكومة من المنطقة الغربية. تخطيط استراتيجي عادل المحبوب مدير فندق الانتركونتيننتال بالرياض يرى انه يمكن تصنيف اشغال الفنادق بشكل عام في المملكة على نوعين، ففي المنطقة الغربية نسبة التشغيل تكون عالية بحكم موقفها المميز بجوار مكةالمكرمة وموقعها السياحي والبحريحيث تتميز بوضع الخطط السياحية المميزة وكذلك حركة النشاط الاقتصادي خاصة عندما تتواجد الحكومة هناك مما يعطي دفعة اخرى في اشغال الفنادق، اما فنادق مكةالمكرمة فتكون مشغولة بشكل كبير على مدار السنة وبحسب الموقع من الحرم الشريف اذا كان قريباً بالطبع تعتبر ميزة لاتوجد لغيرها بالنسبة للفنادق البعيدة. والمنطقة الشرقية لاتختلف عن المنطقة الغربية، حيث تتميز المنطقة الشرقية بسهولة الوصول اليها من المنطقة الوسطى وتزدهر المنطقة الشرقية بالجذب السياحي والشقق المفروشة في فترات الاجازات بشكل خاص، حيث تم الاهتمام بازدهار بالسياحة وبناء العديد من الفنادق الخمس نجوم، وخبرة فنادقنا الكبيرة حيث تشرف عليها شركة كبيرة وعالمية تتولى التشغيل وتقدم عدة مميزات لاتوجد في فنادق اخرى لاجتذاب السائح من ابناء هذا الوطن والسائح الخليجي وزوار المملكة بشكل عام على مدار السنة. وتحدث المحبوب بشكل خاص عن فنادقهم حيث قال ان مجموعتهم التي تضم انتروكونتيننتال والهوليدي ان والكراون بلازا تسوق بخطط واستراتيجيات مدروسة عن طريق الزيارات الى دول مختلف الدول الخليجية والعربية والاوروبية وحضور المعارض والمؤتمرات والدعاية المباشرة بوسائل الصحف المحلية والخليجية والعربية والاجنبية وفريق التسويق المتخصص لكل فندق. وعلل سبب تفوق الدول المجاورة على شغل فنادقها باغلب فترات العام لتوفير سهولة (الفيزا) حيث يمكن اخذها من المطار كما هو معروف في اغلب الدول العربية وكذلك المرونة في اجراء دخول هذه الدول مع توفير المناخ المناسب لاقامة المؤتمرات والمعارض. مع تسويق هذه الدول عالمياً لوجود كافة الامكانيات الممكنة توفرها لانجاح فعالياتها المتواصلة على مدار العام. ونوه الى تطور السياحة الخليجية وتوفير كامل المقومات للاسر الخليجية وسهولة الحركة في المطارات وفن التعامل بالثقافة السياحية والتخطيط السليم باستراتيجية واضحة مدروسة سنوياً، جعل الدول الخليجية تتطور اكثر منا بل وتعتمد على السعوديين في السياحة، وتحرص على تسويق برامجهم داخل المملكة. واشار المحبوب اسعار الفنادق في المملكة تعتبر الارخص عالمياً مقارنة مع الدول الخليجية والعربية. ونتمنى ان شاء الله ان نصبح من خلال خطط الهيئة العليا للسياحة للنهوض بكافة الجوانب السياحية من المنافسين لهذه الدول حيث تتوفر جميع المقومات السياحية في مملكتنا الحبيبة. وقد لاقت جميع الاستحسان لجميع زوار مختلف المناطق، ولو قمنا بالاستقرار لوجدنا اماكن سياحية جميلة رائعة لايصدق البعض انها موجودة ولو اخذنا على سبيل المثال منطقة ابها وما جاورها لوجدنا هذا الرائع. وقال المحبوب كلنا ثقة ان جميع مناطقنا ستجد المزيد من الاقبال السياحي في المستقبل مع وجود خطط سياحية لفنادق الخمس نجوم في المملكة لتلعب هذه الفنادق بعد التغلب على المعوقات التي ذكرناها دور في النهضة السياحية، ويمكن ان تنظم بشكل اوسع زيارات للمناطق الاثرية وزيارة معالم المعالم بالمدن في ظل شركات سياحية توفر الحافلات المتخصصة والمريحة، وشباب سعودي مؤهل لشرح المعالم السياحية لكل سائح.