لم يبق خل للشدائد اصطفي اذ كل خل لا يصون ولا يفي ان الزمان لأهله لمقدم كل امرئ لخطا النوائب مقتفي ولقد بلوت الناس في اخلاقهم وخبرتهم في كل امر معسف فإذا المودة والخداع لباسهم وإذا الخوان خيانة في زخرف يتبسمون وما ترى منهم فتى بدت ابتسامته بغير تكلف ما كان يرضيهم سكوتي عن اذى حلماً ولو جاوزت حلم الأحنف نزهت شعري عن مثالبهم فما شمس النهار على البرية تختفي نجد اذا اقبلت نحو ربوعها اشدو الربوع بشعري المتلهف فكأن قلبي من هواها مصطل تجد الغضى برداً لذاك وتنطفي عفت الديار وأهلها وتبدلوا والشوق باق لا يزول ويعتفي نجد اذا ما السيل اقبل نحوها في كل ناحية وقاع صفصف ابصرت في عين الخيال ربيعها نشر الحياة على الثرى المتشوف فترى كثوب زخرفوه بأمرهم حسن المراتع كالخيال مفوف وترى الجِمَال على الغدير حوائما مستبشرات من جَمال الموقف والزهر يبصر نفسه فيغار من حسناء تبدو مثله في الزخرف وإذا الحصى من لوعة لزم الثرى وإذا الثرى من حسنه لم يعرف وكذا الجبال كسين اجمل منظر فلها بنجد نظرة لم تعرف ف«أبان» اجمل ما يكون ثيابه و«خزاز» يرفل في وقار العكف وعلى اللظى حيث الدلال خواشع فيهن قهوة من حساها يشتفي هال عليها لا تلذ بدونه قرعت كؤوسهما كنغمة معزف يضفي عليه التمر ثوب وقاره رطباً تخال جنيه لم يقطف وإذا السحائب اقبلت ككتائب والرعد فيها الأسود الهتف والبرق يلمع والسماء تحجبت تبدو علينا كالقميص المسدف فهمت بوابل مائها وكأنه لم يسق من سبعين عاماً ونيف هرع الصحاب الى الخيام تلوذا وبقيت لم اهرع ولم اتلحف وجعلت انظر للسحائب عاذلاً والعذل يحسن ان بدرت كمسعف افلا كففت الماء عني انني بدموع عيني يا سحاب لمكتفي من فعل ظبي طالما قد حاطني بحبائل الشوق المذل المدنف يا قلب احذر شادناً من حولنا حلو محاسنه، جميل المعطف حسن اغن مدلل مستملح حور به قد كان منه بيوسف فعصيتني ورأيت عاقبة الهوى ورأيت عشقي للغزالة متلفي ما كان عروة بالغاً عشر الذي عنايته، او ذاق ابن الأحنف هذا لعمري العيش لا ابغي به بدلا وإني في حياتي محتفي ويقول قوم قد تعاشقها الفتى هيهات ليس العشق قول المهرف