ارتفعت حصيلة التفجيرات الإرهابية التي هزت عمان الأربعاء الماضي إلى ( 59 ) قتيلا أمس مع وفاة والدة العروس نادية العلمي ، إذ التحقت بزوجها أنيس العلمي الذي قضى في تفجيرات فندق « راديسون ساس » خلال حفل الزفاف.. وقد صارعت الأم هالة فاروقة على مدار الأيام السبعة الماضية آلامها وأوجاعها وكانت تشعر بمن حولها وتسمعهم ولكنها لم تستطع ان تلقي نظرة الوداع على العروسين فانتقلت الى بارئها تاركة وراءها ولدها فارس وحيداً بالمنزل بعد أن انتقلت ناديا الى بيت الزوجية . في ليلة وفاة الشهيدة هالة في مستشفى عمان الجراحي حضرت عروس عمان ناديا مع زوجها أشرف لزيارتها بعد أن أنهيا جولة لهما على عدد من المصابين الذين يرقدون على أسرة الشفاء في المستشفيات . وأخذت ناديا تقبل يد والدتها التي أصيبت بشظية في النخاع الشوكي أثرت على حركتها وحواسها وأدى إلى ضمور في أعصابها قبل يومين ما ادخلها في غيبوبة كاملة وقالت متحسرة «لا تعلم والدتي بموت والدي ولا تدري ماذا جرى» . ويحاول زوجها أشرف مواساة زوجته ويقول لها : يا ناديا الوالدة الآن أحوج منك إلى الدعاء لا البكاء ..فيما كانت نائلة شقيقة هالة على باب قسم العناية المركزة تقف وهي تحمل مجموعة من الصور لآخر مناسبة عائلية جمعتهما معاً وتدعو لها : «اللهم أحيها ما دامت الحياة خيراً لها وأمتها ما دام الموت خيراً لها» . جلست ناديا بجانب والدتها قبل وفاتها تقول وهي تجهش بالبكاء: «كنت تشعرين بان جللا ما سيحصل لانك لم تكوني سعيدة أبدا يوم زفافي.. كما كنت يوم زفاف شقيقتي نانسي». . وتضيف : «حتى والدي قال لابنة عمتي المغتربة التي اتصلت صبيحة يوم الزفاف لتبارك الله ينهي هذا اليوم على خير» . وما زالت ناديا تتذكر صوت والدها وهو يقول لها : «الله يرضى عليكم كان فرحاً خلال الزفة وأخذ بيد والدتي ليرقصا في ليلة عرسي التي انتهت بجريمة هزت كيان المجتمع والعالم» . وتتابع كلامها ودموعها تملأ عينيها ووجهها «لقد رأيت والدي يموت أمام عيني وهو يمسك بصدره والدماء تغطيه». من جانب آخر نفى وزير الداخلية الأردني عوني يرفاس ان يكون العراقيون المقيمون في الأردن قد تعرضوا لأي مضايقات بعد تفجيرات عمان التي اتهم أربعة عراقيين بتنفيذها من بينهم امرأة تم اعتقالها بعد أن فشلت في تفجير نفسها لعطل في الحزام الناسف الذي كان بحوزتها. وقال يرفاس في تصريحات لإذاعة عمان نت امس ان الإرهاب لا ينتمي لجنسية معينة ولا لوطن إنما يستهدف الجميع ولا يعني كون منفذي الجريمة عراقيي الجنسية أننا سنمارس ضدهم أي نوع من المضايقات لأن العلاقة مع الاشقاء العراقيين علاقة تاريخية واستراتيجية وهؤلاء المارقون يؤذون العراق أكثر مما يؤذون أي شعب آخر. وهم عبارة عن أناس خرجوا من الظلام ويستهدفون كل ما هو جميل ومنطقي. وكانت أنباء صحفية قد تحدثت عن تعرض عدد من أبناء الجالية العراقية في الأردن لاعتداءات ومضايقات بعد تفجيرات عمان وعرض اعترافات العراقية المعتقلة ساجدة الريشاوي على التلفزيون الأردني.. كما تحدثت أمهات عراقيات عن تعرض أبنائهن في المدارس لمضايقات من زملائهم والمدرسين على حد سواء.