بعد يوم واحد فقط على تغييرات جذرية أجراها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الديوان الملكي الهاشمي، قام بحل مجلس الأعيان الذي يضم (55) عضوا، ويأتي حل الملك للمجلس (مجلس الملك) ضمن إجراءات إصلاحية يقوم بها القصر الملكي لتحقيق إصلاحات اقتصادية وسياسية غير أن عددا من أعضاء المجلس عادوا مجددا في المجلس الجديد من بينهم: «زيد الرفاعي سمير الحباشنة فايز الطراونة علي أبو الراغب عراف البطاينة..» ومن المعلوم أن المجلس الذي مهمته تقديم الاستشارة والنصح للملك ومن حقه أن يحله وفقا لنص المادة (34) التي تعطي الملك هذا الحق. والملاحظ أن رئيس المجلس السابق زيد الرفاعي عاد بقوة ليترأس مجلس الأعيان الجديد فقد رأس المجلس غير مرة ويعتبر من أعمدة الحكم في الأردن. وقد دخلت المجلس أسماء جديدة لم يسبق بها أن كانت فيه فيما عاد إليه من المجلس السابق ما يقل عن عشرة أعضاء. واللافت أن رئيس الوزراء الحالي ورد اسمه بين التشكيلات الجديدة مما يفسره مراقبون أنه مقدمة لتغيير الحكومة إذ درجت العادة على أن الوزراء الذين يتحولون إلى أعيان يستقيلون، وهذا ينطبق على نائب رئيس الوزراء الدكتور مروان المعشر الذي ورد اسمه أيضا في التشكيلات، ويأتي هذا التغيير وسط أخبار سرت بين الأوساط السياسية منذ شهر تقريبا تتحدث عن حل لمجلسي الأعيان والنواب. كما أطل مجددا رئيس الديوان الملكي السابق فيصل الفايز الذي أعفي أول من أمس منه مهامه في المجلس الجديد. وحظيت خطوة الملك بتأييد شعبي ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة حلا لمجلس النواب في ظل قلق يسود المجلس منذ أيام.. هذه التغييرات كان متوقعا إجراؤها منذ الخطاب الشهير الذي ألقاه عبدالله الثاني في أيلول / سبتمبر الماضي على كبار موظفي الديوان وأعضاء مجلسي الأعيان والنواب والحكومة في الديوان الملكي وأبدى فيه امتعاضه الشديد من أداء المؤسسات الثلاث، خصوصا البرلمان. لكن مصدرا مقربا من الديوان ابلغ «الرياض» أن الخطة الملكية تهدف إلى «ضخ دماء جديدة لتتساوق مع المرحلة المقبلة بتناغم وحيوية» إذ أن أغلبية الحرس القديم لا يقومون بما يكفي في اتجاه الإصلاح السياسي والاقتصادي.