أعلنت ادارة القمر الصناعي «يوتلسات»، ومقرها باريس، امس انها اوقفت بث تلفزيون (المنار) التابع «لحزب الله» اللبناني في فرنسا الساعة الثالثة عصر أمس «الخامسة مساء بتوقيت الرياض»، التزاما منها بالقرار الذي اتخذه مجلس الدولة الفرنسي فيما توعد لبنان بالرد بالمثل على القرار الفرنسي. وأعلنت «يوتلسات» ان «عربسات» ابلغتها رسميا بقرار (المنار) بالتوقف طوعيا عن البث بعد قرار مجلس الدولة، اعلى سلطة قضائية ادارية فرنسية في 13 كانون الاول «ديسمبر» بوقف بث محطة (المنار) ضمن مجموعة ««عربسات»» على القمر الصناعي (هوت بيرد4) التابع ل «يوتلسات». واشار بيان «يوتلسات» الى انه يثني خصوصا على الجهود التي بذلتها المنظمة الحكومية ««عربسات»» في هذه الظروف لتأمين استمرار الخدمة المتعلقة بباقي المحطات التلفزيونية والاذاعية على قنوات «هوت بيرد 4». وكان مسؤول في تلفزيون (المنار) أعلن أمس ان ادارة المحطة طلبت من ««عربسات»» وقف البث عبر القمر الصناعي «يوتلسات». وقال مدير الاخبار في المحطة حسن فضل الله لوكالة (فرانس برس) «وجهنا رسالة الى «عربسات» نبلغهم قرار القناة التوقف الطوعي عن البث عبر «يوتلسات» كي لا تتجه الامور الى مزيد من التصعيد». واضاف ان هذا القرار اتخذ بعدما اعلنت «يوتلسات» انها ستكون مضطرة الى وقف بث كل القنوات ضمن الباقة الموحدة (عشر بينها (المنار)). وتابع «لم نرغب في اقحام القنوات العربية المشاركة معنا في الباقة في هذه المشكلة التي كانت ستثير قضية جديدة». وختم قائلا ان «هذه الخطوة تأتي في سياق تأكيد (المنار) المضي في القرار ضمن الاطر القانونية». من جانبها، أعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود» للدفاع عن الصحافة امس الثلاثاء ان «اغلاق وسيلة اعلام ليس بالوسيلة السليمة ابدا» وذلك تعليقا على قرار وقف بث محطة (المنار) التلفزيونية. وجاء في بيان صادر عن المنظمة ان «الامر باغلاق وسيلة اعلام ليس ابدا حلا سليما». واضاف البيان ان «محطة (المنار) بثت تصريحات معادية للسامية - على حد تعبيرها - غير مقبولة الا ان تسرع مجلس الدولة الفرنسي والسلطات الفرنسية في اطار هذه القضية لم يسمح باتاحة ما يكفي من الوقت للتفكير قبل اتخاذ مثل هذا القرار». واضافت المنظمة ان القرار «المتسرع» بوقف البث «مقلق». وتساءلت المنظمة عما اذا كانت السلطات الفرنسية ستحاول «تطهير الاعلام المرئي والمسموع الفرنسي». وخلصت المنظمة الى القول ان «التصريحات اللاذعة لعدد من المسؤولين الفرنسيين قدمت للمنار دعاية لم تكن برامج المحطة تستحقها بالتأكيد». وفي تعليقه على القرار أعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه أمس الثلاثاء انه «لا مسايرة مع التصريحات التي تدعو إلى الكراهية» - على حد تعبيره -. وقال بارنييه رداً على أسئلة القناة «فرانس 2» حول منع بث المحطة «ان القانون الفرنسي واضح جداً». وأضاف: «انه قرار مستقل علينا أن نحترمه». فيما رحبت المفوضة الاوروبية لشؤون الاعلام فيفيان ريدينغ امس الثلاثاء بقرار القضاء الفرنسي منع بث محطة (المنار)، واعتبرت ان هذا القرار يشكل مثلا يحتذى به في ما وصفه «تقاسم المسؤوليات» داخل الاتحاد الاوروبي. واعتبرت المفوضة في اعلان خطي ان «قرار مجلس شورى الدولة (اعلى سلطة قضائية ادارية في فرنسا) يبرهن ان تقاسم المسؤوليات في النظام الاعلامي الاوروبي يعمل جيدا». وفي الدوحة، أكد رئيس وزراء لبنان عمر كرامي امس الثلاثاء ان حكومته سترد بالمثل على قرار مجلس الدولة الفرنسي قطع بث تلفزيون (المنار) انطلاقا من مبدأ «المعاملة بالمثل». وقال كرامي ردا على سؤال ل (فرنس برس) «اذا تم تطبيق القرار، فسنطبق مبدا المعاملة بالمثل» واضاف خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارته الى قطر «بعض المسؤولين الفرنسيين اقروا بان هناك ضغوطا اسرائيلية عليهم».وتابع قائلا ان «(المنار) لم يرتكب خطأ فالسائل لا يضمن سلفا ما هو الجواب على سؤاله» مبررا مآخذ القرار الفرنسي على فضائية حزب الله من انها تروج لمعاداة السامية من خلال الضيوف الذين تحاورهم.