أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الاطفال المعوقين ورئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لابحاث الإعاقة ان المملكة اليوم تعتبر من اوائل الدول العربية المتقدمة في خدمة ورعاية ودعم المعوقين بشهادة ممثلة الأممالمتحدة في العالم العربي الشيخة حصة آل ثاني. وقال سموه خلال كلمة القاها أمس في حفل افتتاح ندوة المسببات الوراثية للإعاقة بالمستشفى التخصصي بالرياض ان قضية الإعاقة هي قضية الأصحاء الذين لا ينتمون لقطاع الطب أو الرعاية الاجتماعية فهي قضية تمس المجتمع من نواح انسانية واجتماعية ومالية. واشار الى ان مركز الأمير سلمان لابحاث الاعاقة تبنى شعار (علم ينفع الناس) ليعكس ما أسس هذا المركز من أجله ليقتفي أثر الدولة فيما اسست عليه فهي دولة تنفع الناس وما يصب في النهاية في صالحهم. وأضاف سموه ان هناك 90 شخصاً ومؤسسة في القطاعين العام والخاص والأسر ساهموا في تأسيس مركز الأمير سلمان لابحاث الإعاقة لإيمانهم القاطع بما سيقوم به المركز من نتائج تخدم فئة المعوقين ومجالات البحث العلمي المتخصص مؤكداً ان المركز يركز دائماً على رؤية النتائج من خلال ابحاث تعمل بالتعاون مع الخبرات العالمية لتعكس هدف المركز بما ينفع الناس. وبين سموه ان مختبرات الفحص المبكر لحديثي الولادة والذي انطلق مؤخراً برعاية المركز تقوم بجهود كبيرة في الكشف عن حوالي (15) نوعاً من الأمراض الخطيرة والقاتلة أحياناً مطالباً المجتمع بكافة فئاته بتقديم كل ما يخدم قضية الإعاقة وخاصة المؤسسات الصحية مشيراً إلى أن التحديات المقبلة كبيرة خاصة في ظل تزايد العدد السكاني وكذلك الأمراض الوراثية. وكان الحفل الخطابي قد بدئ بالقرآن الكريم ثم ألقى الدكتور محمد العوين رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر كلمة ذكر فيها ان المؤتمر يستضيف ثمانية وعشرين متحدثاً من داخل وخارج المملكة منهم ستة متحدثين عالميين وسوف تناقش امراضاً عديدة وتشمل الامراض العصبية والحركية، وامراض التخلف العقلي، والامراض الاستقلالية، وامراض السمع والبصر الوراثية، كما تغطي الندوة التقنيات الحديثة في تشخيص هذه الامراض الوراثية وبرامج الرعاية والوقاية منها، كما ستركز الندوة على الامراض الاكثر شيوعاً في المملكة من خلال استعراض نتائج دراسات محلية بلغت الثماني جرى العمل عليها في السنوات الماضية. واوضح الدكتور العوين ان قسم الطب الوراثي بالمستشفى يعتبر هو الاول من نوعه ليس في المملكة فحسب بل في المنطقة بشكل عام، وتأسس منذ اربع سنوات ويقبل القسم الحالات الوراثية من جميع انحاء المملكة حيث استقبلت عيادات الامراض الوراثية بالمستشفى اكثر من ثلاثة الاف زيارة خلال العام الماضي، ويلعب القسم دوراً بارزاً فيما يتعلق بتدريب الاطباء السعوديين، وفيما يتعلق بالبحث العلمي اذ يشارك في اكثر من اثني عشر مشروعاً بحثياً بالمستشفى، كما يشارك مع جهات طبية وصحية اخرى في البرامج الوقائية للامراض الوراثية مثل برنامج الكشف المبكر لامراض التمثيل الغذائي وبرنامج الفحص الوراثي قبل الزواج. عقب ذلك القى الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي بالمستشفى التخصصي كلمة اشار فيها الى ان هذا المؤتمر ومن خلال اوراق العمل المقدمة، سوف يناقش الآليات التي يمكن تطبيقها للحد من تعدد انواع الاعاقات الناتجة عن الامراض العصبية الحركية والاعاقة الوراثية، الامر الذي سيساعد بإذن الله تعالى على التعرف على اسبابها ومن ثم البحث عن افضل الوسائل للوقاية منها. ولايخفى على علم الجميع ان البحث العلمي المنظم سيساهم بإذن الله تعالى في الوصول الى التعرف على اسباب هذه الامراض وكيفية علاجها مؤكداً ان المستشفى التخصصي لايدخر وسعاً في اقامة البرامج المشتركة مع الجهات المختصة للاستفادة من الخبرات المحلية والخارجية للوصول الى استخدام احدث وسائل وطرق التشخيص. واعتبر المؤتمر فرصة مناسبة لتبادل المشورة في مجال الخبرات العلمية والوسائل التقنية الحديثة والتي تتعلق بدراسة كل مستجد في امراض الاعاقة ومسببات تزايد عدد المصابين بها في المملكة. داعياً الى تضافر الجهود المشتركة لتعاون بنّاء يقوم بين مختلف القطاعات الصحية بهدف توسيع قاعدة التعاون والعمل المثمر لما فيه تطوير الخدمات الصحية والعلاجية بشكل عام. وقام سمو الأمير سلطان بن سلمان بزيارة لمختبر الاكتشاف المبكر لامراض التمثيل الغذائي وامراض الغدد الصماء بمركز الابحاث في المستشفى حيث وقف سموه على آخر ما حققه المختبر من انجازات في فحص عينات الدم للمواليد كما استمع سموه الى بعض احتياجات المختبر. كما قام سموه بالسلام على بعض المرضى الذين تم علاجهم بالمستشفى واطمأن على صحتهم.