قيل «الوقاية خير من العلاج» والوقاية هي إرشادات احترازية تحد من الوقوع في الضرر الذي يستدعي تلقي العلاج عن طريق الطبيب، ليس لزاماً علينا أن نغدو مهندسين حتى نتحدث عن أهمية التأريض؛ ولا يعني أن نتفرد بتخصص معين أن نجهل الجوانب الأخرى من الحياة، يذكر أن الشيخ المحدث الألباني -رحمه الله- وقف عند بائع ليشتري راديو وصار يسأل عن كل شيء فقيل له كل هذا التدقيق للراديو؟ قال أتظن أننا لاندقق إلا في علم الحديث؟ لمن لم يسمع بالتأريض فهو يُعرف بأنه اتصال كهربائي عن قصد بين جهاز كهربائي من جهة وكتلة الأرض من جهة أخرى. التأريض مطلوب لتوفير السلامة من خطر الصعق الكهربائي، ومن خطر التفريغ الكهربائي الذي قد يؤدي للحرائق والانفجارات، لكننا هنا نشير لخطر غير مرئي لا ندركه وهو خطر المجالات الكهرومغناطيسية التي تتواجد حول الأجهزة الموصولة بالطاقة كالتلفاز والحواسيب وغيرها والتي تقدر بمسافة متر من جميع جوانب الجهاز، فمن المؤكد أن هذه المجالات الكهرومغناطيسية لها أثر على صحة الإنسان من الناحية الطبية، وللعمل على حمايتنا وحماية أطفالنا من هذه المجالات الضارة يجب علينا تأريض الأجهزة الكهربائية؛ وقد شاهدت سابقا تجربة لأحد المهندسين على جسم كمبيوتر بسلك موصول بالأرض وعلى الفور تأرض كل الحقل الكهرومغناطيسي ولم يعد يشكل خطورة. المنشآت التجارية أو الصناعية تهتم بهذا الجانب كثيرا لأنه في الحقيقة يجنبها الخسائر إما في الأرواح أو الممتلكات، وعكس ذلك في المنشآت السكنية الخاصة الغالبية لا يهتمون ويتجاهلون إما عن عمد أو لعدم معرفة كافية بوسائل السلامة، كما يستغل ذلك المقاول الذي يصرف النظر عن هذا الموضوع عند التأسيس وبالضبط عند إتمام التمديدات الكهربائية رغبة منه في التوفير المادي الذي يغفل عنه المستفيد. تحريض: قم أيها القارئ الواعي بالتأريض الكهربائي للوقاية من خطر المجال الكهرومغناطيسي.