من ينظر إلى جغرافية المملكة يدرك جيداً عبقرية الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- وحكمته التي جعلت الرئيس الأميركي وقت ذاك روزفلت يتحمس للقائه في مصر في منتصف أربعينيات القرن الماضي حيث رأت الولاياتالمتحدة في المملكة الحليف الإستراتيجي في المنطقة، وفي المقابل كان الملك عبدالعزيز بعيد النظر حيث أدرك أن النصف الثاني من القرن العشرين هو قرن أميركي بلا منافس قبل أن ينكشف ضعف فرنسا وبريطانيا في حرب السويس عام 1956م. حافظت المملكة على قوة علاقاتها مع الولاياتالمتحدة بكل استقلالية في سياستها، ويكفي أن أذكر القضية الفلسطينية التي ظلت المملكة مخلصة لها دون مزايدة أو متاجرة بشكل مختلف عن النظرة الأميركية. وفي المقابل جعلت المملكة علاقتها مع الولاياتالمتحدة استثماراً نحو التنمية والتقدم في عدة مجالات بفضل القاعدة الاقتصادية والتكنولوجية التي تحتلها الولاياتالمتحدة، والتي تؤكد نظرة الملك المؤسس لأهمية هذه العلاقات. الملك المثقف سلمان -حفظه الله- هو رجل انفراد بجزالة ما تخصص به منذ وقت مبكر جداً في المنطقة وخصوصا بعد رحيل والده -رحمه الله- وكيف كانت الأخطاء العربية تأتي بخلق عزلة عن العالم المتقدم باسم المقاومة، ونتيجة لتلك السياسات من كوارث. اليوم سلمان يؤكد النظرة التاريخية للملك المؤسس بالانفتاح والمشاركة مع العالم المتقدم دون المساس بمبادئ وثوابت الدولة السعودية، وهذا ليس بالغريب لأن الملك سلمان انفرد عربياً بتعدد اتجاهات نشاطه وعلاقاته بخصوصيات وعي مبكر.. لمراسلة الكاتب: [email protected]