سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سلطان ومبارك يبحثان «اليوم» العلاقات الثنائية والوضع العربي الراهن مصر ترحب بزيارة سمو ولي العهد للقاهرة وتتوقع إسهامها في تعزيز العمل العربي المشترك
يقوم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام اليوم الثلاثاء بزيارة لجمهورية مصر العربية تستغرق عدة ايام. ويجري سمو ولي العهد خلال زيارته لمصر التي تأتي في ظل ظروف تاريخية مهمة من حياة الامة العربية لقاءات مع فخامة الرئيس محمد حسني مبارك وكبار المسؤولين تتمحور عن الاوضاع العربية الراهنة وكافة المستجدات على الساحة العربية الإسلامية والدولية وآفاق التعاون بين البلدين. واكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ان سمو ولي العهد سوف يبحث خلال زيارته لمصر الكثير من القضايا تشمل العلاقات بين البلدين والمستجدات على الساحة والمنطقة ورحبت مصر بالزيارة التي سيقوم بها ولي العهد واجمعت الصحف المصرية على ان هذه الزيارة تكتسب اهمية خاصة نظراً للثقل السياسي الذي تتمتع به كل من المملكة ومصر وما تتمتع به القيادتان في البلدين من حكمة سياسية وقيامهما بدور كبير في صياغة وصيانة السلام العالمي. وقالت مصادر مطلعة ل «الرياض» ان اللقاء السعودي المصري يعد مرحلة جديدة من فصول التعاون والتشاور بين البلدين بما يحافظ على المصالح العربية والإسلامية في مواجهة التحديات الجسيمة التي تمر بها الامة العربية في الظروف الحالية. واشارت المصادر الى ان المملكة ومصر تقودان تحركات نشطة لخدمة مصالح الامة العربية من اجل احلال السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم. الى ذلك قال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أمس إن مصر قيادة وحكومة وشعبا ترحب بزيارة سمو ولي العهد التي تعد الأولى لمصر منذ ولايته للعهد. وأضاف أن الرئيس مبارك يثق في أن هذه الزيارة بما ستشهده من مشاورات حول مجمل الوضع العربي والعلاقات الثنائية الوثيقة بين مصر والمملكة ستسهم في تعزيز العمل العربي المشترك إزاء المستجدات على الساحة العربية في هذه المرحلة الدقيقة، كما ستسهم في تحقيق المزيد من توسيع التعاون القائم في مختلف المجالات بين البلدين . وأشار الى أن المباحثات بين الرئيس مبارك وسمو ولي العهد ستتناول تطورات الأوضاع في كل من العراق وفلسطين ومستجدات الوضع على الساحة السورية اللبنانية اتصالا بالمشاورات المستمرة بين مصر والسعودية لاحتواء تداعيات ما بعد اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق . وقال عواد إن الزيارة ستشهد أيضا بحث سبل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وتعزيز الاستثمارات السعودية في مصر كي ترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية الراسخة بين البلدين. وتبدأ المباحثات بين الرئيس مبارك وسمو ولي العهد بعقد جلسة ثنائية مساء اليوم «الثلاثاء» وتستكمل على مأدبة عشاء يقيمها الرئيس مبارك تكريما لسموه والوفد المرافق . كما يجري سمو ولي العهد خلال زيارته لمصر التي تستغرق خمسة أيام مباحثات مع الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين حول دعم التعاون الثنائي بين المملكة ومصر. كما اكد سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة محمد عبدالحميد قاسم على اهمية الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمصر. وقال في تصريحات ل «الرياض» ان زيارة سموه ولقائه بفخامة الرئيس محمد حسني مبارك وكبار المسؤولين تندرج في اطار التشاور والتعاون بين البلدين ليس فيما يخص مصر والمملكة فحسب وانما للأمة العربية ورعاية مصالحها والاهتمام بقضاياها المصيرية وتوحيد الصف العربي لمواجهة كافة التحديات. وبين ان زيارة سمو ولي العهد تعد اول زيارة بعد توليه ولاية العهد لدولة عربية وخارجية وهي دليل تواصل العلاقات المتميزة بين البلدين لمناقشة مجمل الاحداث والمستجدات في المنطقة وهو ما يعكس خصوصية وتميز العلاقات بين الرياضوالقاهرة. ولفت السفير قاسم الى ان اي اجتماع بين قيادتي البلدين لا يصب فقط في مصلحة الشعبين وانما يستهدف ايضاً خير الامتين العربية والإسلامية والعالم اجمع. ونوه السفير المصري لدى المملكة بمتانة العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين مشيراً الى ان انضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية سيجعل آفاق التعاون الاقتصادي اكبر من ذي قبل وان الفرصة الآن اصبحت مواتية لبناء صناعات تكاملية بين البلدين مما ينعكس على زيادة فرص هذا التعاون وبشكل خاص وجود آلية للتعاون بين رجال الاعمال في البلدين. واوضح ان البلدين يتبعان الآن عنصرين مهمين في التعاون الاقتصادي والاستثمار وهما يعملان بشفافية لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وأفاد أنه كما يوجد هناك استثمارات سعودية في مصر فسوف تكون هناك استثمارات مصرية في قطاعات حيوية في المملكة مثل تقنية المعلومات والتكنولوجيا مبيناً انه تم مؤخراً توقيع اتفاق لإنشاء مصنع مشترك سعودي مصري للأدوية في مدينة جدة إلى جانب وجود لجنة مكونة من وزيري التجارة والصناعة في البلدين لمناقشة كل المشكلات والمعوقات التي تتعلق بانسياب حركة التجارة وإيجاد آلية تتفق مع خصوصية وقوة العلاقات بين البلدين. ونوه السفير محمد عبدالحميد قاسم بدور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين من أجل خدمة الأمة العربية والعمل على استقرار المنطقة والعالم. وقال ان المملكة تعد اليوم قطباً من بين منظومة الدول التي لها مكانتها العربية والإسلامية والدولية مشيراً إلى مبادرة السلام السعودية التي أصبحت مبادرة عربية صادق عليها القادة العرب في قمة بيروت من أجل تحقيق السلام الدائم والعادل في الشرق الأوسط إلى جانب الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وهي دعوة تؤكد على أن الإرهاب والعنف لا يخدم السلام وان الدين الإسلامي الحنيف يرفض الإرهاب أياً كان نوعه ومصدره. وأوضح السفير المصري ان دعوة المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر قمة إسلامي استثنائي في مكةالمكرمة دليل آخر على الدور السعودي الذي يستهدف رأب الصدع الإسلامي ومحاولة إيجاد آلية لمفهوم التحاور مع الآخر ولفت إلى أن القمة الإسلامية في مكةالمكرمة ستكون بإذن الله قمة المسؤولية واننا كدول إسلامية لا نتخندق ولا نرفع الشعارات وإنما نتخذ حلولاً عملية في التحاور مع الآخرين ووجود خطاب إسلامي وسطي مستنير يتبع منهجية علمية في الاعتدال. وعبّر السفير قاسم عن أمله في أن تخرج القمة الإسلامية في مكةالمكرمة بقرارات وتوصيات تخدم الأمة الإسلامية وتعيد لهذه الأمة مجدها ورفعتها ومكانتها بين الأمم. ورحب بسمو ولي العهد في بلده الثاني جمهورية مصر العربية مؤكداً إلى أن التركيز في المرحلة القادمة يتطلب المزيد من التعاون بين الدول العربية والإسلامية من أجل منهجية علمية تخدم التضامن الإسلامي في كافة صوره وأشكاله. ٭ في الإطار ذاته، عبرت القوى السياسية المصرية عن تفاؤلها بمخرجات اللقاء الذي سيجمع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك في القاهرة. ورأى سياسيون مصريون أن زيارة ولي العهد تأتي من واقع الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في المنطقة والعالم العربي. «الرياض» التقت ببعض الوجوه السياسية المصرية البارزة للوقوف على أهمية هذا اللقاء وضرورته. فيقول في هذا الصدد أحمد الألفي عضو الحزب الوطني الحاكم ومجلس الشعب إن التنسيق بين المملكة ومصر قائم على أفضل ما يكون فهناك تفاهم بين الدولتين القياديتين في المنطقة فهما من أكبر الدول العربية ولذلك ما يجري على الساحة العربية من أحداث أبرزها تلك التي تجري على الأرض اللبنانية والسورية يحتم ضرورة المشاورات بين الرئيس مبارك وسمو ولي العهد لأن المملكة تلعب دورا محوريا مع مصر في حل مشاكل المنطقة والعالم العربي. وعن مخرجات هذا اللقاء أوضح الألفي أن هذا اللقاء سيتناول موضوع سورية على وجه التحديد وكيفية خروجها من هذا المأزق بدون أي ضرر أو تعرض لمزيد من العقوبات وكما أسلفت فالسعودية ومصر تلعبان دورا كبيرا نظراً لعلاقتهما الطيبة بكل الأطراف ومسؤوليتهما النابعة من كونهما أكبر دولتين عن ما يجري في المنطقة مما يستوجب التشاور عن كيفية الخروج من المأزق الذي وضع فيه النظام السوري في ظل الحملة الشرسة ضده من الدول الغربية مما يلزم الدولتين التحرك بشكل واسع لتجنيب سورية فرض عقوبات. من جانب آخر أكد أحمد رسلان عضو الحزب الوطني الحاكم ووكيل لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب أن اللقاء السعودي المصري بلاشك هو في صالح القضية العربية ودائماً ما تكون حصيلة مشاورات الطرفين هو إنهاء الصراعات في المنطقة في قضايا مختلفة. وأضاف وضع المنطقة العربية كمنطقة ملتهبة يستوجب وجود مثل هذه اللقاءات والتشاور وديننا الحنيف حث على ذلك حيث قال تعالى (وأمرهم شورى بينهم) والموقف العربي الحالي في عدد من الدول يجعلنا نتوقع أن يخرج هذا اللقاء بإيجابيات تنعكس على الوضع الحاصل في دول المنطقة. من جانب آخر أكد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن هذه الزيارة تمتين للعلاقة السعودية المصرية كما أن المحور السعودي المصري يمكنه أن يلعب دورا إيجابيا في القضايا الأكثر إلحاحاً في سورية والعراق والسودان. وأضاف السعودية ومصر ملتزمتان بدعم القضايا العربية ويأتي هذا الالتزام في تحديد مواقف محددة إن الوحدة السعودية المصرية هي ضمان من تدخل أجنبي سافر في الشأن العربي. وأردف زيارة الأمير سلطان ستشكل دعماً للمنطقة وأي تعاون سيمكن من تغيير توازنات القوى لصالح القضية العربية ونحن متفائلون خيراً بما سيخرج من الزيارة أن يكون منها مخرج للإخوة في سورية والعراق.